انطلقت، اليوم، الأربعاء، ما قيل أنها أكبر قناة مصرية تحت اسم قناة "القاهرة الإخبارية"، بتمويل سعودي، بعد الشراكة مع المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام.

وجاءت القناة - التي أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والمملوكة للمخابرات العامة المصرية - استجابة لرغبة متكررة من "قائد الانقلاب" عبد الفتاح السيسي الذي عبَّر في أكثر من مناسبة عن انزعاجه مما تبثه قناة الجزيرة القطرية وقنوات الإخوان التي تبث من تركيا في ذلك الوقت ضد مصر، بينما لا تملك القاهرة منبرًا إعلاميًا واحدًا يمكنه أن ينقل وجهة نظر النظام المصري إلى المشاهدين العرب ويرد على ما "تفتريه القنوات المعادية لمصر"، حسب زعمه.

 

كيف تم إنشاء القناة؟

قام جهاز المخابرات بالتعاون مع جهة سيادية أخرى لإنشاء قناة إخبارية تحت مسمى "دي إم سي"، عام 2015 كان يفترض بها أن تكون دولية، لكن ما حدث أن القناة لم ترَ النور رغم أنها استمرت في التشغيل التجريبي ما يقرب من 4 سنوات بفريق عمل كامل تحت قيادة إعلامية معروفة من قطاع الأخبار في التلفزيون المصري، وتكلفت كما تردد ما يقرب من مليار جنيه مصري متمثلة في رواتب أطقم العمل طوال هذه السنوات، قبل أن يتقرر بشكل نهائي تصفيتها لأسباب غير معلومة، وفقًا لـ"عربي بوست".

وكانت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، قد أعلنت عن تدشين قطاع أخبار جديد، ويشمل إطلاق أربع قنوات فضائية دفعة واحدة.

وخططت الشركة لإطلاق قناة القاهرة الدولية بالتزامن مع انعقاد مؤتمر المناخ الذي تستضيفه مصر في شهر نوفمبر الجاري، إضافة إلى قناة أخبار إقليمية يجري التحضير لها، فضلًا عن تطوير شامل لقناة إكسترا نيوز، وإطلاق قناة إكسترا الحدث.

وأُسندت مهام رئاسة قطاع أخبار المتحدة إلى الكاتب الصحفي أحمد الظاهري، الذي أشرف على إجراءات إطلاق "القاهرة الإخبارية"، وقال إن القناة تضم عددًا من خبراء الإعلام وهم ياسر ثابت وعزت ابراهيم وأشرف العشري ونورهان الشيخ ومحمد مصطفى أبو شامة وسيد جبيل.

 

وللمزيد حول تفاصيل القناة، اقرأ هذا التقرير على "نافذة مصر":

بميزانية 38 مليار جنيه.. هل تصبح قنوات "القاهرة الإخبارية" منافسة لـ"الجزيرة"؟

 

تمويل "السعودية للأبحاث"

وكان موقع مدى مصر، نقل عن مصادر في الشركة المملوكة للمخابرات، أن شراكة سعودية هي سبب الانفراجة التمويلية التي كانت وراء إعلان إطلاق قطاع أخبار يضم ثلاث قنوات إخبارية جرى الإعداد لها بالتعاون مع مؤسسات إعلامية عالمية، بعدما أوضحت تعثر وتوقف العمل بمشروع القناة الإخبارية المعلن عنها منذ مايو 2021، لاعتبارات تمويلية. 

وأشار الموقع إلى الانفراجة التمويلية التي كان مضمونها اتفاقا جرى على هامش زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة انتهى إلى أن يشترك مع "المتحدة" في إدارة القناة فريق من المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، الذراع الإعلامية السعودية المالكة لعدة منصات إخبارية إقليمية تملكها السعودية أبرزها مجموعة بلومبيرج الشرق والإندبندنت البريطانية في الشرق الأوسط وتركيا، وفقًا لـ"عربي 21".

ويشمل تأثير الشراكة على العمل، أن تضع "السعودية للأبحاث" خطة إنتاج القناة وتتكفل بنظام التشغيل وتكنولوجيا البث بتقنيات عالية الجودة وتدريب أطقم العمل في القنوات، على أن تتحمل الشركة المتحدة الهيكلة المالية الجديدة للعمالة، ويُفعل الاتفاق في أغسطس المقبل بعد اكتمال الإنشاءات داخل "المبنى 19" المخصص للقنوات الإخبارية داخل مدينة الإنتاج الإعلامي.

 

الكوادر القديمة على رأس القناة

استعانت القناة بكوادر مصرية في قنوات إقليمية ودولية، حيث تم الاعتماد على كوادر ماسبيرو، وقطاع الأخبار، وكوادر قناة إكسترا نيوز.

وانتشر هاشتاج "#قناة_القاهرة_الإخبارية"، وسخر عدد من المغردين من انطلاقة القناة، وكوادر الإعلاميين، ومقدمات المذيعين، ورأوا أنهم يحاولون تقليد قناة الجزيرة القطرية.

وقال مسعد البربري: "قناة ناطقة باللغة العربية وشعارها حرف (ق) بالعربي وطالعه على النايل سات اللي آخر حدود مداره المملكة المغربية.. يتعمل لها إعلان (out door) في ميدان تايمز سكوير بنيويورك.. ليه وبكام؟ دي ناس مجانين رسمي".

وعلق مدحت يحيى على أسلوب المذيعين في القناة، فقال: "كنت منتظر بدء الإرسال معشم نفسي بمشاهدة أسلوب جديد وشخصية قناة جديده ولكن من أمس وجدت بداية سيئة للأسف غلطات تقنيه كتيرة وارتباك بعض المذيعين وتقليد لما هو موجود مع تكلف شديد في الآداء سواء وتكلفة في إظهار البساطة يصل إلى حد التمثيل".

بينما غرد خالد نيويورك ساخرًا: "جمهورية الموز للسيسي تطلق قناة وهمية اخبارية جديدة في منظومة السيسي الديكتاتورية #قناة_القاهرة_الإخبارية.. والان برك مياه تتكون على الطريق #الدائري بعد تساقط الأمطار".

وعلق حاتم على كثرة القنوات وتلقيها للأخبار، فقال: "قناة القاهرة الإخبارية! مولود آخر جديد يولد ميتًا. يا سادة الأمر ليس بكثرة القنوات أو تطور التكنولوجيا التي تستخدمها. فحتى لو تلقت الأوامر بواسطة الآي فون وليس السامسونج، ستظل متلقية للأوامر".