لا تزال مشاكل الدوري المصري في نسخته الجديدة تفرض نفسها كل عام، وعلى الرغم من وعد المسئولين في اتحاد الكرة بحلها، إلا أنها تظل مستمرة وإن كانت بنسب متفاوتة، ما أثر على قوة الدوري وغياب المتعة فيه.

ومن أبرز هذه الأزمات:

الضغط الكبير في المباريات

يعاني لاعبو أندية الدوري الممتاز، الذي انطلق في 18 من أكتوبر الجاري، من ضغط كبير في المباريات خلال السنوات الأخيرة، لعدم وجود فاصل زمني بين كل موسم وآخر من جهة، ولتوقف الدوري للارتباطات القارية للمنتخب، إضافة إلى دخول كأس العالم أثناء إقامة الدوري هذا العام.

ويخوض كل فريق 34 مباراة على الأقل كل موسم، بخلاف المنافسات المحلية الأخرى والبطولات القارية.

وقال شريف صالح عضو رابطة الأندية المصرية، إن هناك جلسة ستعقد بين عدة أطراف خلال الفترة المقبلة، لمحاولة حل تلك الأزمة. مؤكدًا أن "روي فيتوريا، مدرب المنتخب، سيكون موجودًا في تلك الجلسة، مع ممثلي اتحاد الكرة ورابطة الأندية، لنناقش شكل الموسم الجديد".

وأعلن أحمد دياب، رئيس رابطة الأندية، أن منافسات الدوري لن تتوقف خلال بطولة كأس العالم 2022، بل ستُلعب 4 جولات كحد أقصى بالتزامن مع مونديال قطر، لكي ننهي البطولة في موعدها المحدد، نحن لسنا راغبين بذلك، لكن بدل ما نفكر بتغيير شكل المسابقة، لا إحنا بنلعبها بشكلها الطبيعي"، وفقًا لـ"CNN".

رفض أمني

كتبت الأيام الماضية اندلاع أزمة كبرى، بسبب الملاعب أبطالها أندية الأهلي والإسماعيلي والمصري، حيث رفض المصري البورسعيدي خوض مبارياته في الموسم الجديد على استاد برج العرب في الإسكندرية، وطالب بتأجيل مباراته مع سيراميكا كليوباترا في الجولة الأولى، في ظل رغبته بخوض المباريات الخاصة به على استاد هيئة قناة السويس بالإسماعيلية.

ولم ينجح الإسماعيلي، في الحصول على موافقات أمنية لإقامة مباراته الأولى مع الأهلي في الإسماعيلية، كما رفض اللعب في الإسكندرية، ليطلب اللعب في القاهرة على استاد الكلية الحربية مؤقتًا أمام الأهلي على أن تقام مباراتا الفريقين في القاهرة خلال الموسم الحالي.

تأخير التذاكر

في الوقت الذي لا تزال رابطة الأندية المحترفة، تبحث عن حل لأزمة الملاعب، اندلعت أزمة ثانية بسبب تذاكر مباريات الفرق المختلفة التي تستعد لبدء الموسم الكروي، حيث اشتكى الكثير من أزمة تأخير شركة التذاكر المسؤولة عن طرحها في فتح التطبيق الخاص بها حتى الآن، بخلاف شكوى جماهير النادي الأهلي من ارتفاع قيمة التذاكر في مبارياته التي تصل إلى 100 جنيه مصري للتذكرة الواحدة، وكذلك الشكوى من أسعار بطاقات الحضور الخاصة بأعضاء الجمعية العمومية في النادي، وشملت الشكوى أيضًا سقوط الموقع الخاص بالتسجيل بشكل شبه متكرر، وفقًا لـ"العربي الجديد".

عدد الجماهير في المدرجات

تعد مشكلة عودة الجماهير للمدرجات بالدوري المصري مشكلة الموسم وكل موسم في اتحاد الكرة، وذلك منذ وقوع حادثة بور سعيد، والتي راح ضحاياها 72 من مشجعي الأهلي، ومن بعدها حادثة الدفاع الجوي والتي راح ضحيتها 20 مشجعًا من جماهير الزمالك، ثم توقف الدوري بعدها لمدة طويلة.

ووفقًا لـ"بطولات"، فقد بدأت الجماهير تعود للمباريات منذ الموسم الماضي بأعداد محدودة جدًا، لكن أحمد دياب، رئيس رابطة الأندية المحترفة أعلن عن زيادة عدد الجماهير التي ستحضر المباريات هذا الموسم إلـى (5000) مشجع لكل مـباراة بدلًا من (2000) مشجع، وذلك بداية من مباريات الدور الثاني (الجولة الثامنة عشر لبطولة الدوري العام المصري، وقال "نحن نريد أن تمتلئ المدرجات، ولكن على رؤساء الأندية أن تتحدث إلى الجماهير لنزع أي احتقان يوجد بينها".

أزمة الملاعب

تعد الملاعب إحدى المشكلات المزمنة التي تعصف باستقرار الدوري منذ سنوات، حيث تعاني الأندية بسبب عدد الاستادات المحدود التي يمكنها استضافة المباريات، بعد الحصول على الموافقات الأمنية المطلوبة.

ووفقًا لموقع "كورة"، فإن العديد من الفرق تخوض مبارياتها على ملعب واحد، منها استاد القاهرة الدولي، الذي يستضيف الزمالك وسيراميكا كليوباترا والبنك الأهلي، بجانب لقاءات وادي دجلة بالقسم الثاني.

وينطبق الأمر على استاد الإسكندرية، الذي يستضيف مباريات الاتحاد السكندري وفاركو، أو ملعب برج العرب الذي يستضيف عددًا كبيرًا من المباريات لأكثر من فريق.

بجانب مشكلة تعدد الفرق على الملاعب تظهر أزمة أخرى، وهي انحصار الجزء الأكبر من الملاعب في القاهرة والإسكندرية.

وتضم العاصمة استادات "القاهرة والمقاولون والدفاع الجوي والسلام"، بينما يتواجد بالإسكندرية ملاعب "الإسكندرية وبرج العرب وحرس الحدود".

وتتواجد 4 استادات فقط في مختلف محافظات مصر، هي "غزل المحلة وأسوان والإسماعيلية والسويس"، ما يشكل ضغطًا كبيرًا على بعض الملاعب دون غيرها، كما يؤثر على انتظام جدول المسابقة.

غموض البث الفضائي

لا تزال مشكلة البث الفضائي تفرض نفسها كل عام، حيث لا تزال هناك أندية ترفض منح شركة "برزنتيشن" حقوق البث ما لم يتم رفع القيمة المالية الخاصة بالتعاقدات في الموسم المقبل، مثل الاتحاد السكندري وسموحة السكندري وغزل المحلة وأسوان، وهي أندية تسعى للحصول على عائد مالي كبير من وراء البث الفضائي لتمويل خزائنها في الموسم الكروي.

حكام أجانب

أما أزمة الحكام الأجانب فهي الأزمة القديمة الجديدة التي تتكرر كل عام من دون حل قاطع وجذري لها من اتحاد الكرة. ووفقًا لـ"العربي الجديد" فقد  طالب كلاتينبرج، مدير لجنة الحكام الجديد، بتوفير ميزانية مالية من جانب اتحاد الكرة والأندية لاستقدام حكام تقنية فيديو أجانب للعمل في الدوري المصري، حال ظهور أية مشكلات تحكيمية في ظل سوء تطبيق تقنية الفيديو من جانب الحكام، والتخوف من استمرار أزمات " فار" في الموسم، على أن يجري دعم هذا الملف ماليًا من جانب الأندية ورابطة الأندية المحترفة الفترة المقبلة.