باعتراف كامل من الإعلاميين المقربين من حكومة الانقلاب بتراجع السياحة في مصر، مقابل تفوق دولة مثل تركيا في جلب أعداد من السائحين تفوق أضعاف الزائرين لمصر، وذلك رغم أن مصر تتفوق في كل شيء "آثار، وبيئة مناخية جميلة، وشواطئ، وشعب مرجانية، وسياحة دينية، وسياحة علاجية".


لكن رغم التفوق الواضح الذي يصب لصالح مصر، تبدو أن الإدارة الفاشلة التي تغتصب السلطة غير قادرة على طرح أفكار ورؤى لجذب السياح، حيث تعتمد على السائحين الروس الذين يعرفون في الوسط السياحي "بالسبنسة" نظرا لأنهم لا ينفقون الكثير من الأموال وأضرارهم أكثر من الأرباح التي سيقدمونها.


إلى ذلك فإن التفوق التركي لم يطل السياحة فقط بل طال الدراما "المسلسلات والأفلام"، وغزت تلك الدراما معظم البيوت المصرية، لتأتي في المرتبة الأولى للمشاهد المصري والعربي، الذي ظل سنوات كانت الدراما المصرية هي المفضلة لديه.


تراجع السياحة في مصر


يرى حمدي عز نقيب السياحيين في مصر إن تراجع قطاع السياحة المصري يعود إلى غياب التنسيق بين الجهات المسؤولة عن هذه الصناعة.


وأضاف خلال مشاركته، في برنامج المسائية على الجزيرة مباشر، أن مصر تحتاج إلى جهد كبير كي تستجلب 30 أو 40 مليون سائح في العام، وهو ما يتطلب تخطيطًا واضحًا بين وزارة السياحة والطيران وجهات أخرى، لم يسمها.


وأشار عز إلى صعوبة مقارنة الوضع المصري مع مثيله في تركيا نظرًا لفارق الإمكانات في البنى التحتية التي تتمثل في عدد الفنادق والغرف الفندقية المتوافرة.


وأوضح عز أن مدينة إسطنبول وحدها فيها 20 ألف فندق، في وقت لا يتجاوز عدد الغرف الفندقية في مصر 250 ألف غرفة. وأضاف “عدد الفنادق في تركيا أضعاف نظيرتها في مصر”.


وشدد عز على حاجة مصر إلى بنى تحتية ومواصلات وبناء فنادق للنهوض بقطاع السياحة.


عمرو أديب: الأتراك بيتفوقوا عينا في عدد السياح


وفي وقت سابق، تداول ناشطون مقطع فيديو للمذيع عمرو أديب تساءل فيه عن الأسباب التي جعلت أعداد السائحين في دول مثل تركيا واليونان تفوق نظيرتها في مصر بأضعاف المرات، مشددًا على أهمية أن يكون في مصر طموح أكبر بالسياحة واستقطاب المستثمرين في هذا المجال.


وقال الإعلامي عمرو أديب إن الأسعار السياحية الشاطئية في مصر مثل الساحل الشمالي أغلى من كثير من دول العالم وعلى رأسهم تركيا.


وطالب أديب، في برنامجه «الحكاية»، المذاع عبر أم بي سي مصر، بفتح أماكن جديدة للشراء، مضيفا «السايح لما هيعمل شوبينج هيشتري إيه!؟ في إيه عندك يشتريه؟ مصر تستحق 30 و40 مليون سائح».


وتابع عن اختلاف الوضع: «كنت ماشي في روما من كام يوم، لأ حاجة تانية خالص».


مقارنة بين تركيا ومصر


وأوضح الجهاز المركزي للإحصاء في مصر بوقت سابق، أن عدد السياح الوافدين بلغ 4.9 ملايين سائح في النصف الأول من 2022.


كما أوضح الجهاز أن عدد السياح الوافدين مـن جميع دول العالم بلغ 8 ملايين سائح في العام 2021 مقابل 3.7 ملايين سائح في 2020.


وفي المقابل أعلنت تركيا في أغسطس الماضي أنها استقبلت 23 مليونًا و30 ألفًا و209 سائحين أجانب، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري.


وبحسب بيانات وزارة الثقافة والسياحة التركية، حقق عدد الزوار الأجانب خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي نموًا بنسبة 128.28% مقارنة بالمدة نفسها من العام الفائت.


وتصدر الألمان قائمة الأجانب الأكثر زيارة لتركيا خلال المدة المذكورة، بواقع مليونين و992 ألفًا و552 سائحًا، تلاهم الروس في المركز الثاني بمليونين و197 ألفًا و331، ثم المملكة المتحدة بمليون و810 آلاف و248 سائحًا.


وفي يوليو الماضي، زار تركيا 6 ملايين و665 ألفًا و129 سائحًا أجنبيًا، أي بنمو بلغت نسبته 52.84% مقارنة بالشهر نفسه من العام الفائت.


الاستجداء خطة فاشلة


انتقد الإعلامي المثير للجدل أحمد موسى السياح المصريين الراغبين في قضاء إجازة في تركيا، وقال لهم “بلدكم أولى بكم!!”.


 ومن جهته وصف الكاتب المصري صلاح سليمان هذا الاستجداء بأنه استجداء عاطفي لا قيمة له في مفهوم السياحة العالمية، والبحث عن أماكن تروق للسائح يختارها بنفسه، دون أي تدخلات أو توصيات من أفراد أو حكومات.


وأضاف أن هذا الاستجداء هو أحد أسباب فشل السياحة المصرية، فبدل أن يتحرك الإعلام للبحث في أسباب رغبة المصريين في قضاء إجازة في تركيا، يستخدم أسلوبه المعتاد الدكتاتوري الفظّ في توجيه المصريين وفق ما يراه هو لهم!