يعاني القطاع السياحي في مصر "الدولة التي تضم بين ثنياتها أكثر من ثلث آثار العالم بالإضافة للسياحة الدينية والعلاجية والشاطئية" من مشاكل كثيرة، فمنذ اغتصاب السيسي للسلطة،  تراجع ذلك القطاع الذي كان يدر للبلاد المليارات من الدولارات بشكل مرعب، وما زاد الطين بلة هي كثرة المعوقات التي تفرضها الحكومة على السياحة أهمها رفع التأشيرة السياحية من 25 دولارا إلى 60 دولارا، إضافة إلى فرض رسوم وضرائب بشكل مبالغ به دون مراعاة لظروف القطاع.

ويبدو أن حكومة الانقلاب غائبة عن الوعي تمام فربما لم يصل إلى مسامعها، الأسعار التي تطرحها بعض الدول، والتي تعتبر البنية التحية بها أقوى من مصر، مثل اليونان وتركيا، ولم تعد على علم بأن السائح أصبح ذكيا، ويستطيع أن يقارن بين الأماكن التي سيقضي فيها إجازته.

 

أسعار مرتفعة وخدمات أقل

وبحسب مراقبين فإن حكومة السيسي تناست حملات الدعاية الضخمة والترويجية التي تدشنها الدول لجذب ملايين السائحيين وتنشيط السياحة، وبأسعار تنافسية، تلك العوامل ساهمت بشكل كبير في زيادة عدد السائحين وعلى سبيل المثال دولة تركيا التي أعلنت زيادة كبيرة تقترب من 25% على العام الماضي في حجوز الإجازة الشتوية، أما في مصر للأسف ووفق مجلس السياحة والسفر الدولي في سنة 2021 فإن هناك تراجعا سياحيا بنسبة 80%.

أما بالنسبة لسياحة الشواطئ في مصر هي الأخرى مبالغ في أسعارها بشكل كبير ولا سيما الساحل الشمالي، وهناك قد يصل سعر الليلة في بعض الفنادق إلى 9 آلاف جنيه، أما زجاجة المياه فقد تصل إلى 250 جنيها، ومن ثم يصف السياح الذين يزورون مصر ذلك، بأنه استغلال فاضح، لا يمكن أن تجده في أي بلد سياحي بالعالم.

 

الصحافة العالمية تحذر من مصر

بعدما أصبحت سمعة السياحة المصرية في الحضيض بفضل السياسات الفاشلة وحملات الدعاية العقيمة للترويج لها، ألقت صحف عالمية الضوء عن ما آلت إليه السياحة في عهد السيسي  حيث نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا عن الأمراض ومشاكل السياحة في مصر، قائلة إن أهم أسباب تراجع السياحة في مصر في السنوات القليلة الماضية التحرش خاصة من أفراد الأمن الموجودين في المناطق السياحية والأثرية تجاه السائحات، وأحيانا من مواطنين مصريين، ولا يستطيع الأمن أن يحرك ساكنا تجاه ذلك، مما يجعلهن يتخوفن من السفر إلى مصر، إضافة إلى تعرض سياح للقتل والسرقة والتعدي عليهم.

وأضافت: "عندما زرنا منطقة الأهرامات كان المنظر مأساويا فعندما تقترب من المنطقة السكنية القريبة من الأهرامات “نزلة السمان” يقترب منك أشخاص مجهولون ويعرضون خدماتهم عليك بطرق وحيل شيطانية، وعندما تكون محظوظا وتنجو منهم وتصل إلى الأهرامات وتبدأ الزيارة تهاجمك جحافل من الباعة وأصحاب الجمال “والكارتان” ولا يتركون لك أي فرصة للتمتع بهذا الأثر العملاق، لتبقى طول الوقت في مطاردات واستفزاز واستعطاف وتحرش".

 

نقص الكفاءات ودعاية مضادة

وأوضحت أن مصر تعاني من نقص هائل في كفاءات القائمين على السياحة داخل البلاد وخارجها، فهذا الأمر لا ينبغي أن تضعه في يد من يأتون إلى هذه الأماكن بالواسطة والمحسوبية، وإنما يجب أن يكون في أياد وطنية أمينة تحب مصلحة هذا البلد".

وتابعت: "لا يعرف القائمون على السياحة في مصر أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في الدعاية للبلد، ففي كثير من المرات قبض على “يوتيوبرز” ونشطاء يقومون بالتصوير بحجة أنهم يصورون أماكن غير مناسبة وفقيرة تسيء إلى مصر، ورأينا ذلك على صفحاتهم وكيف يسخرون من التحرش بهم من قبل رجال الأمن ومضايقتهم، لهذا ليس غريبا أن يدعوا إلى عدم زيارة مصر بسبب تلك المضايقات غير المبررة".

 

مصر للطيران منفرة للسياح

ووصف الجارديان شركة الطيران الوطنية "مصر للطيران" بأنها منفرة للسياح فهي لا تساهم بأي شكل من الأشكال في جذب السياح إلى مصر، ولا حتى المصريين العاملين بالخارج الذين تفوق تحويلاتهم إلى مصر نسبة دخل قناة السويس، فالتذاكر دائما مرتفعة بشكل غير مبرر، ولا يمكنك فهم سياسة الشركة تجاه مواطنيها على عكس شركة الطيران التركية مثلا التي تأخذك إلى أي مكان في العالم بأسعار معقولة أقل بكثير من مصر للطيران، وقد تساعدك على الحصول على تأشيرة ترانزيت لزيارة قصيرة للبلاد.