اعترف السيسي في كلمته  بالمؤتمر الاقتصادي الذي عقده الأحد 23 أكتوبر بأنه "حتى الأشقاء والأصدقاء أصبح لديهم قناعة بأن الدولة المصرية غير قادرة على الوقوف مرة أخرى " مستطردا أن "الخليج ساعدنا كتير واحنا مساعدناش نفسنا".

وهو "الجميل" الذي كان السيسي يعتبر أن مقابله هو تحقيق الأمن الخليجي فدائما ما كان يكرر عبدالفتاح السيسي مقولة: "أمن الخليج من أمن مصر"، تقديرا منه ومن "المجلس العسكري" للدور الخليجي، لا سيما الإماراتي، في مساندة مصر وشعبها، بعد الانقلاب الذي نفذوه على جماجم المصريين في يوليو 2013.

رؤية ستيفن كوك

 

ويبدو أن الخليج في ضوء اعتراف السيسي اقتنع أخيرا برؤية ستيفن كوك المسئول عن ملف الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية والذي دعى في مقال له عبر مجلة (فورين بوليسي) الامريكية الأسبوعية؛ صندوق النقد الدولي لعدم إقراض مصر لان الحكومة تستخدمها في مشاريع بلاجدوى اقتصادية و لا تعود.

وتزامنت دعوة "كوك" مع انقضاء ما تسمى "القمة الخماسية بالعلمين" وزاد في مقاله بمطالبة الدول الخليجية السعودية والإمارات وقطر، بالتوقف عن تقديم قروص للسيسي، لاسيما وأنه صاحب "الديكتاتورية غير المستقرة"، بحسب المقال.

 

ورأى "ستيفن كوك" أن أفضل شيء يفعله السعوديون والقطريون والإماراتيون وصندوق النقد الدولي هو مقاومة فكرة أن "مصر ضخمة بدرجة يجب عدم السماح بانهيارها" معقبا "ربما كان هذا صحيحا، لكن إنقاذ السيسي بأموال مجانية وشروط سهلة من صندوق النقد الدولي لن تؤدي إلا إلى إطالة الأزمة المصرية".
 

وأوضح "زميل الخارجية الامريكية"  أن "السيسي استهلك الخزينة المصرية على مشاريع ترضي غروره في الوقت الذي يعاني فيه شعبه".


مشاريع احتيالية
 

واعتبر أن "المشاريع العملاقة التي بدد فيها السيسي أموال المصريين، من تفريعة قناة السويس وأنظمة السلاح ومفاعل نووي إلى عاصمة إدارية جديدة، جميعها مشاريع احتيالية".

 

وكشف "المشكلة هي أنه كلما ظل السيسي ينفق على مشاريع مشكوك في جدواها وقيمتها فإن العبء سيقع على المصريين ، مما يزيد من تدهور الظروف الصعبة التي يعيشون فيها".
 

وتابع  "في مرحلة ما، سيكون هناك حد لما يمكن أن تقدمه الدول الثرية مثل السعودية وقطر والإمارات لمصر، إذا أخذنا بعين الاعتبار المشاكل المتعددة حول العالم".

 

السيسي غربال


واختارت "هيومن رايتس ووتش" وصف السيسي بالغربال (الذي لا يحتفظ بمحتواه) وقال تقرير للمنظمة: إن  "عبد الفتاح السيسي طلب من الحكومات الغربية، مساعدة مصر في تجنب شروط صندوق النقد الدولي والحصول على معاملة استثنائية في طلبها قرض جديد".

 

وأشارت "المنظمة" إلى أن قروض الصندوق الأخيرة لمصر، وقيمتها مجمعة 20 مليار دولار، تسببت في زيادة كلفة المعيشة على ذوي الدخل المحدود ، ولم تفعل شيئا يُذكر لمعالجة المشاكل الهيكلية، بما فيها الافتقار إلى الشفافية وتآكل استقلالية مؤسسات الدولة الرئيسية بما فيها القضاء والتدخل الهائل للجيش في الاقتصاد المعزول من الرقابة”

 

وقالت "مطالبة الحكومة مرة أخرى بخطة إنقاذ بعد أن ضخ صندوق النقد ومؤسسات أخرى الأموال في اقتصادها لسنوات يجعل من الواضح أنه، إلى أن تُعالج هذه المشاكل، فإن صندوق النقد الدولي يصب الماء في الغربال".

 

قروض الخليج


وجاء مقال "ستيفن كوك" في أعقاب مطالبة الذراع الصحفي عماد الدين أديب في مقالة بعنوان "دعم مصر أم تهديد للخليج" والذي طالب دول الخليج بدعم نظام السيسي بـ 25 مليار دولار في وقت سريع لتجارك سقوطه.
 


ووصل السيسي نحو ٩٢ مليار دولار اعلنت عنهم جريدة القبس الكويتية، وقالت إن دول الخليج قدمتها للسيسي منذ نهاية ٢٠١٣، حتي يونيو ٢٠١٩، في صورة ودائع ومنح لا ترد وقروض طويلة وقصيرة الاجل.
 

وفي تسريب مكتب السيسي، في 2016، حسب عبدالفتاح السيسي ومدير مكتبه عباس كامل ما جمعاه من الخليج في سنة ٢٠١٣ فقط، وعقب الانقلاب مباشرة فكان حوالي ٣٠ مليار دولار.
 

وحصل السيسي على حزم قروض من صندوق النقد الدولي بقيمة 20 مليار دولار، وبلغ الدين الخارجي لمصر 157.8 مليار دولار.