أصدر الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، اليوم، قرارًا بزيادة أسعار جلسات الغسيل الكلوي من 325 جنيه إلى 500 جنيه للجلسة الواحدة، بما يتواكب مع زيادة أسعار المستلزمات الطبية.

وقال مصدر في وزارة الصحة والسكان، إن الزيادة في أسعار جلسات الغسيل الكلوي تمت من خلال لجنة فنية بقطاع الطب العلاجي، لإعادة تسعير جلسة الغسيل الكلوي والتي تحاسب عليها الدولة من قرارات العلاج على نفقة الدولة، بما يتواكب مع الزيادة في أسعار المستلزمات الطبية، مثل المحاليل والفلاتر والأدوية، مقابل ثبات مخصصات ميزانية العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي لهذا البند، وفقًا لـ"القاهرة 24".

واشترطت وزارة الصحة لتحمّل تكلفة جلسات غسيل الكلى وجود تأمين صحي للمريض، أو صدور قرار رسمي بعلاجه على نفقة الدولة.

وأكدت الوزارة إن الأسباب التي دعتها لرفع سعر جلسة الغسيل أن التسعيرة القديمة لم تكون متواكبة مع الزيادة في أسعار المستلزمات الطبية، ما يشكل عبئًا على بعض المراكز والمستشفيات التي تقدم الخدمة لمريض العلاج على نفقة الدولة.

 

عبء أكبر على الفقراء

رفع وزارة الصحة لتكلفة غسيل الكلى سيكون عبئًا كبيرًا على المرضى، خاصة الفقراء منهم، والذين لا يستطيعون تحمل هذه الزيادة حيث إن دخلهم الشهري لا يكفيهم لمتطلبات الشهر الأساسية من الطعام والشراب، فما بالك بجلسات غسيل الكلى.

ونص القرار على سريان قرارات العلاج على نفقة الدولة الصادرة قبل 5 أكتوبر الجاري بالسعر القديم، والمحاسبة بسعر 500 جنيه للجلسة اعتباراً من ذلك التاريخ، سواء في وحدات غسيل الكلى بالمستشفيات الحكومية أو الخاصة المتعاقدة مع الوزارة، بواقع 3 جلسات للمريض أسبوعياً، أي بإجمالي 6 آلاف جنيه شهرياً، و72 ألف جنيه سنويًا!

وتشهد وحدات غسيل الكلى في المستشفيات الحكومية ازدحاماً من مرضى القصور الكلوي في مختلف المحافظات، الذين يترددون عليها، على أمل إجراء غسيل الكلى بالمجان أو بكلفة بسيطة، نظراً لانعدام قدرتهم المادية على إجراء الغسيل في المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة.

وأبقت مصر على مخصصات العلاج على نفقة الدولة من دون زيادة في موازنة العام المالي الجاري (2022-2023)، بقيمة 7 مليارات و300 مليون جنيه، على الرغم من الاحتياج الفعلي لزيادة هذا الدعم بسبب تراجع مستويات المعيشة، ومعاناة ملايين من الفقراء ومحدودي الدخل من الأمراض المختلفة، وسعيهم الدائم لاستصدار قرارات علاج على نفقة الدولة، وفقًا لـ"العربي الجديد".

 

غياب التواجد الطبي

وتفجر إحدى الطبيبات وهي استشاري أمراض الكلى، مفاجأة من العيار الثقيل، إذ تقول إن الأطباء لا يحضرون جلسات غسيل الكلى للمرضى، وإنما يتركون هذا الأمر للتمريض في المستشفيات، تقول: إن وحدات الغسيل سواء الحكومية أو الخاصة يغيب عنها التواجد الطبي، لقلة الأطباء في هذا التخصص، فضلاً عن الصورة الذهنية المأخوذة عن تلك الجلسات إنها تنتهي بعد 4 ساعات ومن ثم يمكن للتمريض التكفل بهذا "المفترض يكون العلاج لتأهيل المريض عشان يرجع يمارس حياته مش مجرد جهاز يتحط عليه وخلاص"، وفقًا لموقع "مصراوي".

 

تهالك أجهزة الغسيل

ومن الفضائح التي تحدث في المستشفيات الحكومية أن أجهزة غسيل الكلى قديمة ومتهالكة، وبعضها مر عليها أكثر من 20 سنة، في حين أن صلاحيتها لا تتجاوز أكثر من خمس سنوات.

بينما يصف بعض المراقبين وحدات الغسيل الكلوي بأنها “مصيدة لأرواح المصريين” بعد تكرار حالات الوفاة لعدد من المرضى، وتحولها إلى بؤر لنقل الأمراض والعدوى، نتيجة الإهمال الشديد، وغياب التطوير.

 

وفيات نتيجة الإهمال

وقد تحدث بعض الوفيات بسبب قصور هذه الأجهزة، ففي سبتمبر 2018، توفي العشرات من مرضى القصور الكلوي أثناء تلقيهم العلاج في مستشفى ديرب نجم المركزي بمحافظة الشرقية، نتيجة تهالك أجهزة الغسيل، إذ تغيرت ألوان أجساد المرضى إلى الأزرق بسبب نقص الدم بعد ثلاث دقائق من بدء جلسات العلاج، نتيجة عطل أصاب شبكة تشغيل الأجهزة، ما ترتب عليه سحب الدم من المرضى من دون تعويض، وفقًا لـ"العربي الجديد".

وقال مسئول سابق بوزارة الصحة: "إن وحدات الغسيل في المستشفيات الحكومية تستخدم مواد رخيصة في عملية الغسيل، تتسبب في ظهور أمراض أخرى، وتؤدي إلى وفيات، كما أن المرشحات والفلاتر ليست على المستوى المطلوب”، وفقًا لموقع "مصر في العالم".

 

أرقام وحقائق

يحتل مرض الفشل الكلوي المركز السابع في قائمة الأمراض الأكثر انتشارًا في مصر، التي تضم عشرة أمراض أخرى مزمنة قد تؤدي إلى الوفاة، منها: أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسرطان.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن الجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكُلى في 2018، فإن 25% من مرضى الفشل الكلوي يموتون سنويًا، في حين لا تتجاوز النسبة العالمية للوفاة بهذا المرض من 7 إلى 10% فقط، وأن هناك نحو 9 ملايين مريض بمرحلة من مراحل الفشل الكلوي.

تجدر الإشارة إلى أن نسبة الإصابة بالفشل الكلوي في مصر تصل عند الأشخاص دون سن الخمسين إلى 90%، وهي دلالة واضحة على تردّي الرعاية الصحية، فيما تنحصر الإصابة في الدول الأوروبية بين سن 70 و80 عامًا.

وسبق أن قررت وزارة الصحة في أغسطس 2018، رفع قيمة جلسات الغسيل الكلوي من 200 جنيه إلى 325 جنيهًا، في أعقاب زيادة مستلزمات الجلسات. ويبلغ عدد مرضى الغسيل الكلوي المسجلين في مصر 64 ألف مريض، منهم قرابة 26 ألف مريض يحصلون على جلساتهم بالمستشفيات العامة والمركزية والنوعية الحكومية، و38 ألفًا يحصلون على الخدمة بالمستشفيات الجامعية ومستشفيات الشرطة والقوات المسلحة والمراكز الخاصة، وفق بيانات وزارة الصحة.