سجلت أسعار حلوى المولد النبوي ارتفاعًا كبيرًا في الأسواق، إضافة إلى تراجع الحالة الاقتصادية لكثير من المصريين وسيطرة الفقر المدقع على أكثر من 30% من سكان مصر، كما أسهمت بداية المدارس وتزامنها مع المولد النبوي في إحجام الكثير من الأسر عن شراء حلوى المولد، أو على أقل تقدير تقليل الكميات التي كانوا يعتادون على شرائها كل عام.

 

ارتفاع الأسعار

سجلت أسعار حلوى المولد ارتفاعات تخطت 50% هذا الموسم، مسجلة أقل سعر للكيلو (المشكل) في الأحياء الشعبية ما بين 60 إلى 70 جنيهًا للكيلو، مقابل 35 إلى 45 جنيهًا الموسم الماضي. وارتفع سعر الكيلو المخصوص من 70 جنيهًا العام الماضي إلى أكثر من 100 جنيه هذا الموسم، ما أدى إلى تراجع المبيعات بنسب وصلت إلى 50%، وفقًا لـ"العربي الجديد"

وتباينت أسعار الحلوى في المحلات الكبيرة والشهيرة، ففي حلواني العبد، الأشهر والأقدم، لأنواع حلاوة المولد المختلفة، تبدأ العلبة من 65 جنيها إلى 1400 جنيه حسب الوزن، وتضم كل الأنواع، فيما تختلف أسعار حلاوة المولد في تسيباس وفقًا لاختلاف الأحجام، والذي يبدأ من 8 قطع بسعر 55 جنيهًا، فيما بلغ سعر علب حلوى المولد بدون إضافة سكر 295 جنيهًا.

 فيما سجلت حلوى المولد لدى لابوار أعلى سعر في مصر، لتتراوح الصغيرة وحتى الصينية النحاس سبيشيال من 240 جنيهًا وحتى 4200 جنيه.

كما تبدأ أسعار العلب الكبيرة لـحلوى المولد من 120 وحتى 1590 جنيهًا، فيما تتراوح أسعار حلوى المولد في مونجيني من 135 جنيهًا للعلبة الواحدة وحتى 1680، وفقًا لصحيفة "المال".

 

المبيعات 10% فقط

ويشكو إبراهيم حسن، صاحب مصنع للحلويات من حركة ركود غير عادية، فبالرغم من تراجع إنتاجه هذا الموسم بنحو 70%، إلا أن مبيعاته لم تتعد 10%.

وأرجع هذا الركود إلى ارتفاع الأسعار نتيجة ارتفاع مستلزمات الإنتاج، إذ ارتفع سعر طن السكر من 10 آلاف إلى 15 ألف جنيه، وكيلو جوز الهند من 65 إلى 200 جنيه، والزبيب الإيراني من 35 إلى 80 جنيهًا، بخلاف المكسرات والحمص والفول السوداني التي زادت بنسبة تقترب من 100%، وكذلك نتيجة لتزامن الموسم مع بداية الموسم الدراسي.

وأشار تجار عروسة المولد إلى ارتفاع أسعارها بنسبة 20%، مقارنة بالعام الماضي، موضحين أنه يتم بيع عرائس الحلوى لتجار التجزئة بالوزن، بقيمة 50 جنيهًا للكيلو، مشيرين إلى أنه بعد انتهاء الاحتفال بالمولد النبوي يصرف التجار بضائعهم عن طريق البيع بأسعار مخفضة، ويصل التخفيض إلى 50%، وفقًا لـ"المصري اليوم".

وعزا السيد شلبي، صاحب معرض موسمي لتجارة حلوى المولد، أسباب ارتفاع الأسعار من 40% إلى 50% هذا العام إلى ارتفاع الخامات من سكر ونشا وعسل ومكسرات، نتيجة ارتفاع سعر الدولار.

 

انتشار الفقر

ويقول أحمد سلمان إن ارتفاع الأسعار هذا الموسم أدى الى شعور الكثير من الأسر المصرية بالحرمان في هذه الأيام المباركة التي نحتفل فيها جميعا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ارتفاع اسعار الحلوى التي اعتدنا على شرائها منذ الطفولة أدى إلى كسر قلوب الكثير من المحتاجين الذين لا حول لهم ولا قوة، والذين لا يستطيعون توفير المتطلبات الأساسية للحياة، فكيف يتسنى لهم شراء الحلوى للاحتفال بالمولد النبوي؟

وأكد جمال الغباشي، تاجر، أن دخل الأسرة المصرية البسيطة لا يتحمل كل هذه المتطلبات، فهناك أشياء ومتطلبات أخرى أساسية لأفراد الأسرة المصرية أهم بكثير من حلوى المولد.

 

العام الدراسي

ومن الأسباب المهمة التي أدت إلى تراجع شراء حلوى المولد النبوي هذا العام، هو تزامن مناسبة المولد النبوي مع بدايات المدارس هذا العام، ومعاناة الأسر من شراء مستلزمات المدارس من كتب وأدوات مكتبية وملابس وأحذية وحقائب وغيرها، مما أثقل كاهل الأسرة عن توفير بعض المصروفات لمناسبة المولد النبوي.

وأشار السيد شلبي، صاحب معرض موسمي لتجارة حلوى المولد، إلى تراجع مبيعاته مع بداية الموسم بنسبة 20%، مقارنةً بالفترة نفسها من الموسم الماضي، نتيجة ارتفاع الأسعار مع تراجع القوى الشرائية، بالإضافة إلى تزامن الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام مع موسم دخول المدارس، متوقعًا تحرك المبيعات مع تسلّم الموظفين لمرتبات شهر سبتمبر، وكذلك في نهاية الأسبوع الأول من أكتوبر.