يبدو أن خارجية الانقلاب ووزارة الهجرة لا تملك إلا متابعة الجرائم المتكررة التي يقتل فيها المصريين أو يعتدي عليهم بجرائم قد تفضي إلى قتلهم.


فآخر هذه الحوادث، كان إطلاق مواطن سعودي النار على طبيب مصري ويطعنه بسلاح أبيض (خنجر) في العاصمة الرياض، فأعاد للواجهة مقتل الصيدلي المصري أحمد حاتم ماضي على يد امرأة سعودية في يوليو الجاري.


وأضافت "الخارجية" ببيان صحفى، تعلن "متابعتها باهتمام بالغ" تطورات قضية تعرُض الطبيب المصري أيمن عبد السلام محمد رزق لإطلاق نار، واعتداء بسكين بمنطقة القصيم.


اللافت أن المجاملات كانت عنوان البيان حيث أشار "القنصل العام طارق المليجي" بمتابعة تطورات القضية بشكل مستمر مع المسئولين بوزارتيّ الخارجية والداخلية في المملكة العربية السعودية وإمارة منطقة القصيم، مضيفا أنهم "يبذلون جهودًا مقدرة في التعامل مع تلك القضية"!


الا أن أعداد هذه الحالات زادت بحسب مصريون يعيشون في السعودية إلى ٨ حالات من المصريين في السعودية آخرهم الطبيب المصري أيمن عبدالسلام، وطبيب آخر تم سحله في الشوارع السعودية حتي الموت.


وقال أمين عام نقابة الأطباء د.إيهاب الطاهر إن ما حدث هو فاجعة إطلاق النار على طبيب مصرى بالسعودية" مضيفا "نتمنى الشفاء العاجل للطبيب.. وننتظر القصاص من المعتدى".


وأمام تكرار الحالات أشار إلى مطالبته "بتدخل جاد من وزارة الخارجية لدى السلطات السعودية، فالقصاص العادل والضرب بشدة على أيدى المجرمين هو الطريق لعدم تكرار مثل هذه الحوادث  البشعة".


الصيدلي أحمد حاتم


وبحسب وزارة القوى العاملة، أطلقت سيدة سعودية الرصاص على الصيدلي المصري، أحمد حاتم، بعد خلاف على صرف مضاد حيوي دون روشتة الطبيب، أثناء دوامه في "صيدلية العائلة" في حي الناصرية بمدينة سكاكا على الحدود الشمالية للسعودية.


غير أنه اشيع أن "نقابة الأطباء"، تطالب سحب 75 ألف طبييب مصري بالسعودية وكانت ردود فعل البعض عنصرية تجاه القرار الذي تردد في مواقع، غير أن "النقابة" نفت ما تردد بشأن طلب النقابة سحب الأطباء المصريين في السعودية، بعد تكرار التعدي على أطباء مصريين.


وتداول عدد من رواد موقع تويتر، منشورا يتضمن أن النقابة العامة للأطباء تعلن سحب 75 ألف طبيب مصري من السعودية خلال 90 يوما، بعد تكرار التعدي على الأطباء من قبل بعض المواطنين السعوديين.

موقفين واتجاهين


وقال مصدر بالنقابة في تصريحات إن "النقابة ليست من صلاحياتها إجبار الأطباء على ترك عملهم في الدول الخارجية، كما أن تلك الحوادث فردية ولا تنطوي على موقف جماعي ضد الأطباء المصريين".


غير أن النقابة انضمت إلى  مجاملات الخارجية المصرية في تعاملها مع الجانب السعودي وثمنت ما اسمته "تعاون السلطات السعودية والتي ألقت القبض على الجاني"!


من جانبه، قال الدكتور مصطفى هاشم عضو مجلس نقابة الأطباء ومقرر لجنة العلاقات الخارجية، إن القوى البشرية هي أعظم أسلحة الشعوب، وجائحة كورونا أبرزت أهمية الفريق الطبي وفي قلبه الأطباء، مما جعلت دول العالم تعمل على جذب الأطباء من جميع أنحاء العالم للعمل بها.


وأضاف "هاشم" أن مصر أولى بأبناءها وأحوج إلى أطباءها، لذا يجب على الحكومة المصرية أن تضع خطة للاهتمام بالأطباء وتحسين أحوالهم للحد من هجرتهم وأيضاً لجذب الأطباء المصريين بالخارج للعودة.


دماء لن تمر


مشهد جنازة د.أحمد حاتم الصيدلي المصري  بعدما عاد جثمانه من السعودية، عبر مطار القاهرة الدولي، ثم وصوله لمقابر العائلة بالمنوفية، كان غاضبا وحزينا، وحاشدا لأهالي قريته والقرى المجاروة لتشييع الجثمان ودفنه بمقابر عائلته.


وانتقل هذا الغضب إلى منصات التواصل حيث أطلق مصريون هاشتاج #حق_الصيدلي_احمد_حاتم_لازم_ يرجع ، وزاده تأكيد اسرته أن تفاصيل الواقعة ما زالت مبهمة وقال نجل عم الصيدلاني المصري: ".. الأنباء التي وردت إليهم هو وفاته برصاص سيدة أثناء عمله في صيدلية معروفة نتيجة مشادة كلامية دارت بينهما، مشيرا إلى أن التفاصيل الكاملة للواقعة بأبعادها لم ترد إليهم بشكل كاف".


وبحسب مراقبين كان الحزن والغضب من الدماء التي تراق دون حساب مفترضين أن يحدث العكس وكيف ستكون المطالبات السعودية وردود الفعل العنصرية البغيضة التي كانت ستظهر، لاسيما وأن الصيدلي الراحل رفض -التزاما بالقانون- إعطاء سيدة سعودية دواء دون وجود "روشتة" ما أثار غضبها وأطلقت عليه الرصاص داخل الصيدلية ليسقط قتيلا.