إن إحدى وسائل التربية التي ينبغي أن ينتبه إليها الآباء هي إشباع الحاجات النفسية، كما يهتمون بإشباع الحاجات الجسدية، والأولى هي هنا هي الحاجات النفسية وأهمها " الحب " وهو من الحاجات التي يفتقدها الأبناء ويحتاجونها بشدة .
الأولاد هم امتداد لأبيهم وأمهم، وهم جزء لا يتجزأ منهم، هم من يكملون مسيرتهم، وهم من يرثون طباعهم في كل شيء؛ لهذا فحب الشخص لابنه فطري، وهو حب لا يقدر بأي؛ ثمن لأنه ينبع من العاطفة.
والحب صفة إنسانية و عاطفة قلبية وحاجة نفسية تحتاج إلى إشباع ولايقوم بدور الإشباع الصحيح في مراحل التربية المختلفة غير الأب والأم وهنا نشير إلى قاعدة مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار وهي :
[ إن العطاء طريق الحب ] فمن أراد أن يجني الحب فليبدأ بالعطاء فمن أراد أن يصغى إليه أولاده ويستمعوا إلى نصائحه ويلتزموا بإرشاداته فليبدأ بالحب (فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان )
ومن يريد أن يرى أثر الحب في التربية فليراجع حديث سيدنا زيد بن حارثة عندما جاء أبيه وعمه طالبين أن يدفعوا الفداء له من رسول الله ﷺ لترى الروعة والجمال في رد سيدنا زيد عندما خَيَرَهُ رسول الله ﷺ بينه وبين أبيه وعمه .
والتربية بالحب له ثمان أبجديات
كما يقول الدكتور ميسرة طاهر في كتابة – التربية بالحب ..... كلمة الحب – ونظرة الحب - ولقمة الحب – ولمسة الحب – ودثار الحب – وضمة الحب- وقُبلة الحب – وبسمة الحب.
امنحوا أبناءكم الحبّ في بيوتكم.. ربّوهم عليه، وأشبعوهم منه؛ لأنهم لو لم يحصلوا عليه عندكم.. فسيضطرّون لاحقاً لشرائه من الآخرين وبثمنٍ باهظ.. سيشترونه بكرامتهم.. بأموالهم.. وبأجسادهم حتّى.. وبكلّ ما يمتلكون.. لأنكم لم تعطوهم إيّاه مجّاناً عندما كانوا عندكم.. وكلها أفعال تقوم بها مع أبنائك تشبع بها حاجاتهم النفسية وعاطفتهم القلبية فلا يقعوا في شراك الإشباع المنحرف ، تربيهم بالحب وتتعامل معهم بالحب توفر لهم الحب في كل فعل فلا يبحثوا عنه خارج البيت فتجد الحب قد عم أرجاء البيت، فالبيوت الصحيحة في تربيتها لأبنائها قلما تجد فيها من يبحث عن الحب خارج بيته
إن أغلى ما يمتلكه الآباء في الدنيا هم الأبناء، ولا شيء يعوض إحساس الأبوة والأمومة، سوى الاستمتاع بوجود ابن يملأ عليهما حياتهما، وتهون الراحة من أجله، فنجد كلا الوالدين يضحي بما يملك من وقت وصحة ومال من أجل إسعاد أبنائها، وبدون انتظار مقابل.
أيها الأباء .... أيتها الأمهات: تعلموا كيفية أن تحبوا أبناءكم وتحببوهم فيكم استخدموا هذه الأبجديات الثمانية التي أشرنا إليها سابقاً؛ فالحب يهدي العاصي، ويطبب الجريح، ويقرب البعيد، ويقنع الناكر، وينيرالظلام، ويدفع للأمام، ويوصل إلى دار السلام، واسمع قول المصطفى ﷺ لمعاذ والله إني لأحبك والله إني لأحبك .
إنّ شُعور الأُبوّة شعور عظيم، إذ يلعب الآباء دورًا في حياة كل طفل لا يمكن أن يملأه الآخرون، ويمكن أن يكون لهذا الدور تأثير كبير على الطفل ويساعد على بناء شخصيّته وتشكيلها، وإنّ الآباء هم ركائز لتنمية الرفاهية العاطفية لأبنائهم.
إن الابن هو فلذة الكبد، هو قطعة من أبويه، وهو الكائن الوحيد الذي يمكن التضحية من أجله دون مقابل، فمكانته في القلب لا ينازعه عليها أحد، فبه تحلو الحياة، ويتجدد الأمل، وبدونه تصبح الحياة بلا هدف، فالأبناء هم الدافع الرئيسي الذي من أجله يواصل الإنسان الركض في معارك الحياة، ويتحمل صعوباتها ومشاقاتها .