أكد موقع "المونيتور" الأمريكي أن إسرائيل تتدخل عسكرياً في الأراضي المصرية، وبالتحديد في شبه جزيرة سيناء لمحاربة الجماعات المتشددة هناك، وذلك باتفاق مع الجانب المصري.

وقال الموقع، في تقرير لمراسله بسيناء نشره مساء امس الثلاثاء، إن إسرائيل دخلت على الخط مع الجيش المصري في محاربة الجماعات الإرهابية في سيناء، على أن يكون الاتفاق الضمني، توجيه إسرائيل ضربات قاسية للجماعات عندما تقترب من الحدود، على أن تتبني مصر مسؤوليتها إعلاميا، وبذلك يبتعد الطرفين عن التوترات السياسية.

ورصد الموقع شهادات لبعض شهود العيان في شهادات خاصة لـ"المونيتور"، فإن طائرة بدون طيار أسرعت في قصف سيارة من طراز "هونداي فيرن"، في 23 يوليو في منطقة المقاطعة جنوب رفح، الواقعة على قرابة 5 كيلو مترات على الحدود الإسرائيلية.

ويقول أبو سلامة السواركة، الذي شاهد الواقعة عن قرب فوجئنا بزنانة إسرائيلية (تعرف الطائرة بدون طيار الإسرائيلية عند السكان المحليين بسيناء باسم الزنانة نسبة إلى ازيزها المرتفع) تقترب من المنطقة وتقصف سيارة فيرنا رصاصية اللون، بشكل دقيق للغاية، وبعد الاقتراب من السيارة وجدنا فيها أشلاء لثلاث عناصر من أبناء القبائل المحيطة.

ويتابع السواركة "فحصنا السيارة وعثرنا على بقايا صواريخ كانت بحوزتهم، وكذلك معروف انتماء هذه العناصر للجماعات المسلحة". وفي محاولة لكشف صحة المعلومات، التقى مراسل "المونيتور" بأحد شيوخ المنطقة المقربين من الأجهزة المخابراتية المصرية، والذي قال في حديث لـ"المونيتور" إن الأجهزة الأمنية المصرية في سيناء لم تعرف شيء عن الحادث إلا بعد أن انتشر الخبر عبر وسائل الإعلام، نقلا عن شهود عيان.

وأضاف "الشيخ"، الذي رفض الإفصاح عن اسمه "هذه ليست المرة الأولى التي تتدخل إسرائيل في سيناء، فقد عرضت إسرائيل على الحكومة المصرية قائمة بأسماء بعض الإرهابيين التي تقول بأنهم هاجموا إسرائيل من سيناء، وعندما لم تهتم الحكومة المصرية تدخلت واغتالت بعضهم داخل سيناء".

وأشار الموقع إلى أنه في أغسطس 2013، تكرر سيناريو مشابه، عندما قصفت طائرات على الحدود مجموعة مسلحة كانت تجهز منصة إطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل، وذلك في منطقة العجراء جنوب رفح، الواقعة على بعد ثلاث كيلو مترات من الحدود الإسرائيلية. ويقول محمد الأرميلي، من أبناء المنطقة الحدودية، في حديث ل"المونيتور" "عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل لا تستغرق سوى دقائق، والطائرات الإسرائيلية تحلق بكثافة فوق الشريط الحدودي مباشرة على مدار الساعة، في حين أن الطائرات المصرية، ستستغرق للوصول إلى المنطقة أكثر من ساعة".

ويقول أبو يوسف البريكات، وهو راعي أغنام في منطقة خريزة بوسط سيناء، الواقعة على بعد كيلو متر من الحدود الإسرائيلية، في حديث لـ "المونيتور" "نرى الطائرات الإسرائيلية بتدخل الأراضي المصرية وتطلق النار في اتجاه أي شيء يتحرك داخل حدودنا..وهناك اصابات لأشخاص وهم يرعوا الأغنام في المنطقة".

ويشير الموقع إلى أن هناك وقائع تثبت بالأدلة القاطعة تنفيذ إسرائيل لعدة عمليات في سيناء، من أبرزها اغتيال إبراهيم عويضة، المسئول عن مهاجمة حافلة جنود داخل الأراضي الإسرائيلية في إيلات، والتي قتل فيها 8 جنود إسرائيليين في 18 أغسطس 2011.

وتم اغتيال «عويضة» بطائرة بدون طيار إسرائيلية في أغسطس 2012، بمساعدة خلية تجسس مصرية تعمل لصالح إسرائيل، حيث تم الاستعانة بجهودهم في وضع عبوات الكترونية بالقرب من منزله بمنطقة خريزة الحدودية بوسط سيناء، وفقاً لاعترافات بالفيديو لقائد الخلية، نشرتها جماعة أنصار بيت المقدس على شبكة الانترنت، بعد إعدامه ذبحاً.

ويقول أحد أقارب عويضة، من قبيلة البريكات بوسط سيناء في حديث لـ«المونيتور» أن المخابرات الإسرائيلية أمدت نظيرتها في مصر، أدلة تفيد تورط عويضة في مهاجمة الأراضي الإسرائيلية، ما دعا المخابرات المصرية لاعتقاله والتحقيق معه حول هذه الاتهامات التي نفاها وترتب عليه الإفراج عنه لعدم إثبات الأدلة.

ويضيف "إسرائيل أصرت على أن عويضة، منفذ العملية وفقا لمعلومات استمدتها من عناصر جاسوسية تعمل لصالحها، فعملت على اغتياله بعد الإفراج عنه بأيام".

ومن ضمن شواهد تدخلات إسرائيل في سيناء، التي ذكرها الموقع ما حدث في 18 أغسطس 2011، عندما اخترقت الطائرات الإسرائيلية الأجواء المصرية وقصف نقطة حرس حدود راح ضحيتها 5 عناصر من القوات المصرية، كرد فعل على تسلل عناصر من أنصار بيت المقدس وتنفيذهم عملية إيلات التي قتل فيها 8 جنود إسرائيليين. الأمر الذي واجهته السلطات المصرية بالإعراب عن احتجاجها والمطالبة باعتذار، في حين اندلعت موجات غضب شعبية في القاهرة واقتحام السفارة الإسرائيلية.