على مستوى الوضع الداخلي كثر الجدل حول قضية الدستور، كما تفاعلت قضية التمويل الخارجي لبعض الأحزاب السياسية ومنظمات حقوق الإنسان وبعض الشخصيات، أما علي المستوي الإقليمي، يشكل استمرار اجتياح الجيش السوري للمدن واستباحة اللاجئين الفلسطينيين تحدياً لمشاعر الأمة الإسلامية، كما أن هناك أهمية قصوى لتطوير العلاقات المصرية - السودانية لتحقيق التكامل علي مستوي شرق أفريقيا .
ويوضح الإخوان المسلمون موقفهم من هذه الأحداث كما يلي:
أولاً: الشأن الداخلي :
*** بالنسبة لقضية الدستور وإصرار البعض على إصدار إعلان دستوري جديد يتضمن مواد حاكمة للدستور، فقد عبر الإخوان عن موقفهم الثابت إزاء هذه القضية في بيان أصدروه يوم السبت الماضي ونشره عدد من وسائل الإعلام .
***أما قضية التمويل الخارجي فقد بدأ الإعلان عنها منذ عدة أشهر عندما أعلنت السيدة آن باترسون المرشحة سفيرة لأمريكا فى القاهرة أمام الكونجرس أن أمريكا أنفقت 40 مليون دولار لمؤسسات مختلفة فى مصر منذ 25 يناير 2011م بهدف دعم الديمقراطية، ثم ذكرت للواء العصار أن المبلغ سيزيد إلى 105 مليون دولار . ووقتها تساءلنا عن المنظمات والشخصيات التى تلقت هذه الأموال، وهل تم هذا الأمر فى إطار القانون ؟ وكيف تم التصرف فيها ؟ وما هى مظاهر دعم الديمقراطية التى يزعمونها ؟ وطالبنا بالتحقيق وإعلان النتائج بمنتهى الشفافية، والآن بدأ التحقيق مع عدد من الأحزاب والمنظمات بتهمة تلقى أموال خارج إطار القانون، وفوجئنا بالسيدة باترسون بعد قدومها إلى القاهرة بثلاثة أيام وقبل أن تقدم أوراق اعتمادها تذهب إلى المجلس العسكرى وتطلب إيقاف التحقيقات بزعم أنها تكرس الكراهية لأمريكا، وهو مسلك فى غاية الغرابة والخطورة لأنه يمثل تدخلا سافرا فى شئون مصر الداخلية، وهو ما نرفضه ويرفضه جميع المصريين، فقد سقط النظام الذى كان يذعن لكل الأوامر الأمريكية، إضافة إلى أننا نعتبر أن إنفاق الأموال السياسية الأمريكية إفساد للحياة السياسية فى مصر، وإفساد للذمم وشراء لولاءات، ونحن نربأ بكل الوطنيين الشرفاء أن يتلقوا هذا المال الحرام .
ثانياً: الشأن الإقليمي :
*** تصاعدت حدة الأزمة في سوريا، وبشكل غير مسبوق في التاريخ الحديث، حيث يشن النظام الحاكم حرب إبادة ضد المجتمع لا تستثني شيخاً أو امرأة أو طفلاً، وقد اتسع نطاق الحرب لتأتي المباغتة من البحر ضد "اللاذقية" وكان من اللافت أن هذه الحرب المدمرة طالت اللاجئين الفلسطينيين الذين ذاقوا الكثير من ويلات الحروب والتهجير، وهذه الأحداث تكشف عن أن نظام البعث السوري لم يكن مخلصاً للقومية العربية أو القطرية كما كان يدعي وأنه قاد المتاجرة بها علي مر الزمان، وأن التصرفات الحالية تمثل قمة الطغيان التي تدمر كل شئ، ويسعي نظام "الأسد" من ورائها لإشعال صراع إقليمي يأتي علي مقدرات شعوب المنطقة، ولذا يدعو الإخوان المسلمون لنفرة إسلامية وعالمية لوقف العدوان الذي يقوم به البعثيون في سوريا لتخريب البلاد.
*** في ظل الأجواء الحالية تشهد العلاقات المصرية ـ السودانية تفاعلات مهمة علي المستويين الرسمي والشعبي، وخلال فترة ما بعد ثورة يناير انفتحت مسارات جديدة للتعاون بين البلدين وخاصة علي المسار الاقتصادي والتنسيق بشأن مياه النيل، وفي هذا السياق يري الإخوان المسلمون أهمية توسيع نطاق السياسة المصرية نحو التعاون السياسي والتكامل الاقتصادي لمنطقة شرق أفريقيا بما فيها القرن الأفريقي، حيث أن بروز هيكل للتكامل في هذه المنطقة يساعد في تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية لشعوب هذه المنطقة، كما يساعد أيضاً في المواجهة الفعالة للكوارث والأزمات الاقتصادية ومكافحة الجفاف والتصحر.
ثالثاً: الشأن الدولي
*** شهد الأسبوع الجاري تصريحات لمسئولين أوربيين تتناول تصور بلدانهم للعلاقة مع مصر فى حقبة ما بعد الثورة، وقد كان الاتجاه العام لحديث الأوربيين في هذا الشأن ، هو ما يتمثل في التأكيد علي عدم وجود أجندة خفية لدي الاتحاد الأوربي تجاه العلاقات الأوربية ـ المصرية، وأن العلاقة تقوم علي الشفافية والاحترام المتبادل، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، وهذا أمر نرحب به وندعو لمزيد من التعاون فى كافة المجالات بما يخدم مصالح الشعوب .