12/05/2011
شهدت مصر أحداثًا مقلقةً خلال الأيام الماضية تؤكد أن فلول النظام الفاسد الساقط من الحزب الوطني وأمن الدولة والبلطجية وأذناب الصهاينة لا يزالون يعملون على تعطيل وتعويق ما حققته الثورة المصرية، ومحاولة زعزعة الأمن؛ الأمر الذي يحتاج إلى اليقظة لهذه المخططات التي تريد النيل من مصر ووحدتها، وعلى الصعيد الخارجي لا تزال الثورات العربية في ليبيا واليمن وسوريا بحاجةٍ إلى دعم شعبي عربي لمواجهة الاستبداد والديكتاتورية، وأمام هذه التطورات يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في التالي:
أولاً: على الصعيد الداخلي:
- يجدد الإخوان المسلمون إدانتهم للأحداث التي شهدتها منطقة إمبابة بالقاهرة والأحداث التي شهدتها مدينة الإسكندرية، والتي يسعى المخططون لها إلى إذكاء نار الفتنة الملعونة بدعوى الدفاع عن دور العبادة، ويؤكد الإخوان المسلمون أن العبث بالوحدة الوطنية المصرية هو لعب بالنار لإحراق مصر، وهو ما يتطلب من جميع الأطراف- مسلمين ومسيحيين- اليقظة والحذر من دعاة الفتنة التي لا تفرق بين مسلم ومسيحي.
- يدعو الإخوان المسلمون عقلاء الوطن الذين قادوا ثورة الخامس والعشرين من يناير بشكل أذهل العالم كله أن يستعيدوا روح الثورة للتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية لمصر، وبخاصة بعد أن لجأ البعض إلى السفارة الأمريكية لتحريضهم على التدخل في الشئون الداخلية لمصر بدعوى حماية الكنائس، وهنا يؤكد الإخوان المسلمون أن حماية دور العبادة جميعًا واجبة على كل مسلم ومسيحي.
- يهيب الإخوان المسلمون بكل المصريين من المسلمين والمسيحيين إلى عدم الاستدراج والاستجابة لدعاة الفتنة، والابتعاد عن نقاط الخلاف، وعدم افتعال الأزمات بها، وليرفع الجميع شعارًا واحدَا رسخه القرآن الكريم وهو (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)) (الكافرون).
- يدعو الإخوان المسلمون الجهات المختصة إلى سرعة القبض على الفاسدين وضباط أمن الدولة والداخلية المتورطين في إثارة الفتنة، والذين كانوا (ولا يزالون) يمارسون الفساد والإفساد والإجرام، وتحريك وتحريض البلطجية ضد المصريين، وتقديمهم إلى المحاكمة العاجلة والعادلة، وكذلك سرعة نقل الرئيس المخلوع إلى مستشفى سجن طره وتفريق المسئولين السابقين المحبوسين في سجن المزرعة على عددٍ من السجون؛ لأن بقاء مبارك خارج السجن، فضلاً عن تجميع المسئولين المسجونين في مكان واحد يمثل بؤرة تآمر واستفزاز تؤدي إلى دعم مخططات الثورة المضادة.
- استقبل الإخوان المسلمون بقلق بالغ عودة قطاع الأمن الوطني بشكلٍ لا يختلف كثيرًا عن جهاز أمن الدولة، وهو ما ينذر بعواقب وخيمة، خصوصًا أن نفس الجلادين الذين ألهبوا ظهور الشعب المصري واعتقلوا الآلاف، وأشاعوا الإرهاب طوال أكثر من ثلاثين عامًا، لا يزالون في أماكنهم، ويمارسون أعمالهم، وبقاؤهم بهذا الشكل دعم واضح للثورة المضادة.
- يحذر الإخوان المسلمون من الانفلات الأمني بسبب التقصير الشديد من وزارة الداخلية بشكل يمكن أن يُفسر تفسيرًا سيئًا، وليس أدل علي ذلك من المحاولات المتكررة لاقتحام أقسام الشرطة، وتهريب المساجين والمسجلين خطر لإرهاب الشعب، فضلاً عن غياب الأمن بشكل ملحوظ، وهو ما يدعو للتساؤل عن الدور الذي تقوم به وزارة الداخلية في حماية الشعب، وهل رجال الداخلية الذين تربوا على يد النظام السابق ما زال بعضهم يسعى إلى عودته مرةً أخرى، لاستعادة مميزاتهم التي كانوا يحصلون عليها، أم أن هؤلاء يريدون أن تستمر الفوضى حتى يقبلهم الشعب بنفس الصورة المقيتة التي كانوا عليها، وهنا يطالب الإخوان المسلمون الشرفاء في قيادات وزارة الداخلية بإحباط هذا المخطط والعمل علي إعادة الانضباط للشارع من جديد، وهذه مسئوليتهم وواجبهم.
ثانيًا: على الصعيد الخارجي:
- يؤكد الإخوان المسلمون دعمهم الكامل للمصالحة الفلسطينية التي تعد الخطوة الأولى لتحرير الأرض المحتلة من العدو الصهيوني؛ ولذلك يدعو الإخوان المسلمون جماهير الشعب المصري إلى المشاركة بفاعلية في دعم الشعب الفلسطيني بميدان التحرير يوم الجمعة القادم (13/5/2011م) لتأكيد أن الشعب المصري مستمر في دعمه وتأييده للمصالحة، ويقف صفًّا واحدًا مع الحق الفلسطيني في المقاومة لتحرير أرض فلسطين، أرض العروبة والإسلام.
- يؤكد الإخوان المسلمون أن الوضع في كل من سوريا وليبيا واليمن أصبح كارثيًا، ولا يحتمل، فأرواح الشهداء الذين يتساقطون كل يوم أغلى من أي منصب أو حكم؛ ولذلك فإنه يجب على هؤلاء الحكام الذين يظنون أن العنف والدم سوف يرسخ وجودهم أن يعوا أن دماء الشهداء تزكي رغبة الشعوب في الحرية والديمقراطية، وأن إرادة الشعوب من إرادة الله، وأنها غَلاَّبة، وسوف تنتصر مهما طال الزمن.