شهدت الساعات الماضية ارتفاعا ملحوظا في وتيرة المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث قتل إسرائيليان وأصيب ما لا يقل عن 23 في ثلاث عمليات الثلاثاء اثنتان منهم متزامنتان نفذها فلسطينيون بالقدس المحتلة ومدينة رعنان داخل أراضي عام 48 المحتلة.

في الوقت الذي ارتفع فيه عد الشهداء لأكثر من ثلاثين شهيدا وما لايقل عن 1400 جريح جراء عمليات الإعدام الميداني التي تقوم بها قوات الاحتلال للرد على دفاع المقدسيين عن المسجد الأقصى.

وشهدت أراضي 48 الفلسطينية، اليوم الثلاثاء،إضراباً عاماً ،خاصة المدارس العربية، تنديداً بجرائم الإحتلال الإسرائيلى الأسابيع الماضية وتعمد تصفية الشباب والأطفال خلال المواجهات بينهما فيما تعرف بإنتفاضة القدس.

وقد عقدت لجنة المتابعة العربية اجتماعاً طارئاً عقدته في بلدة كفر قرع، دعت فيه لإضراب عام اليوم الثلاثاء وتنظيم مظاهرة احتجاجًا على الأحداث الأخيرة واستمرار الانتهاكات في القدس والأقصى.

من ناحية أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء 11 شابًا خلال اقتحام منازلهم في أنحاء متفرقة من القدس المحتلة.

وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب، إن قوات الاحتلال اعتقلت كلًا من محمد هشام أبو رموز، أمير أبو ميالة، أنس أبو ميالة، عمار أبو ميالة، محمد مروان أبو رموز، رامي أبو رموز، محمد نضال أبو ميالة، وإبراهيم دنيس.

وأوضح أن تلك القوات اقتحمت فجرًا منازل الشبان في حي رأس العامود ببلدة سلوان وفتشتها، ومن ثم اعتقلتهم ونقلتهم إلى مركز شرطة "عوز" في بلدة جبل المكبر للتحقيق.

وأضاف أن قوات الاحتلال اعتقلت أيضًا الشابين حسن خلفاوي من البلدة القديمة، ومحمد نمر خطاري من منطقة زعيم، بالإضافة إلى الشاب أيمن عنوس.

وذكر أبو عصب أن قائد شرطة الاحتلال في القدس مدد اعتقال الطفل المصاب أحمد مهانية- مناصرة (13عامًا) ، حيث ستعقد اليوم جلسه له في محكمة الصلح الإسرائيلية.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت مساء الاثنين الشابين محمد الشلبي من البلدة القديمة، وياسر الباسطي من بلدة العيسوية، بالإضافة إلى طفلين عرف منهما محمد عمار أبو عصب.

وكانت مواجهات اندلعت مساء الاثنين بين عشرات الشبان وشرطة الاحتلال في مناطق متفرقة من مدينة القدس المحتلة، وفي أعقاب اقتحام منزل الشهيد حسن مناصرة في بلدة بيت حنينا، والذي أعدم بدم بارد في منطقة "بسچات زئيف" شمال المدينة.

ونصبت قوات الاحتلال حاجزًا عسكريًا على مدخل بلدة العيسوية الغربي، وفتشت مركبات المواطنين ودققت في الهويات الشخصية.

فيما أصيب خمسة شبان فلسطينيين بجراح بين متوسطة وخطيرة، بينهم صحفي، برصاص قوات الاحتلال الصهيوني، خلال تظاهرة اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال بالقرب من معبر بيت حانون "ايريز" شمال قطاع غزة.

وأوضح الشهود أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين ما أدى إلى إصابة 5 بجراح إضافة لحالات اختناق في صفوف المتظاهرين.

وفي سياق متصل؛ أكدّت مصادر أمنية فلسطينية أنّ قوات الاحتلال الصهيوني أغلقت معبر بيت حانون أمام حركة المسافرين الأفراد، بحجة المواجهات الدائرة بالقرب من المعبر.
وشهدت المحلات والأسواق في قطاع غزة حالة من الإضراب التجاري الشامل دعمًا لأهلنا وشعبنا الفلسطيني في الضفة والقدس. ويأتي تزامنًا مع الإضراب في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل.

من جهته، أكد المحلل الاقتصادي حامد جاد، أن القدس توحد الجميع فجاءت خطوة الإضراب استكمالاً للخطوات الاحتجاجية التي تشارك فيها غزة الضفة والأراضي المحتلة عام 1948 من أجل نصرة الأقصى.

ونقل "المركز الفلسطيني للإعلام" عن جاد قوله: "الإضراب التجاري في غزة يأتي بالتوافق مع الفعاليات الاحتجاجية لكل ما يدور من أحداث واحتجاجات في الضفة الغربية والقدس وبالتحديد مع المسجد الأقصى".

وأضاف أنها (الإضرابات) "تعبر بشكل واضح عن الموقف المناسب في التعامل مع هذه الاعتداءات خاصة أن الاحتلال كثف من الاعتداءات على قطاع غزة وبالرد العنيف على التظاهرات الاحتجاجية في القطاع".