أصبح قطاع غزة أشبه بالسجن الكبير عقب تضييقات الجانب المصري عليه، وصعوبة التنقل والسفر إليه بسبب تذرع سلطات الانقلاب بالوضع الأمني بسيناء، بالإضافة إلى نشر قوات حرس الرئاسة على المعبر للاستمرار في إغلاقه.

أوضح المدير العام لهيئة المعابر والحدود في غزة، ماهر أبو صبحة، أنّ هناك اتصالات مستمرة بين الهيئة والسلطات المصرية لفتح معبر رفح، من دون تحديد أي موعد رسمي من قبل الجهات المسئولة في مصر.

ويشير أبو صبحة إلى أنّ هناك أكثر من 14 ألف حالة إنسانيّة مسجّلة في كشوفات وزارة الداخلية، وهيئة المعابر للسفر تنتظر فتح المعبر، مؤكّداً أنّ عدد من سُمح لهم بالسفر في المرة الأخيرة لفتح المعبر بلغ 800 حالة، منهم 200 من قبل التنسيقيات المصرية.

وأضاف: هناك 70 ألف حالة في قطاع غزة بين حالات مرضية وأصحاب إقامات على وشك الانتهاء وجوازات سفر أجنبية وطلبة حاصلين على قبول في الجامعات خارج غزة يريدون السفر".

لم يخطر ببال أم محمد أبو الحُسنى وأبناؤها الذين زاروا قطاع غزة قادمين من سلطنة عُمان، لفترة وجيزة، أن تصبح عودتهم حلمًا يصعب تحقيقه، في ظل إغلاق معبر رفح بشكل شبه دائم من قبل السلطات المصرية.

أوضح أبو الحسنى، أن الوالدة تحاول منذ أكثر من عام العودة إلى عُمان، لكنّها تفشل بتحقيق ذلك، بسبب الإغلاق المتكرر لمعبر رفح، والأعداد الهائلة المسجلة في كشوفات وزارة الداخلية في غزة، الراغبة في السفر إلى الخارج.

 ويروي علاء البنا -الذي يعاني من مرض جلدي نادر- تفاصيل معاناته أيضًا؛ إذ حصل على تحويلة طبية للعلاج في المستشفيات الصهيونية داخل الأراضي المحتلة، وتشمل المال والموافقة على مغادرته وأحقية حالته الصحية بالعلاج، إلّا أنّ التشديد الأمني من قبل الاحتلال، حرمه منها منذ عام تقريبًا.

ويقول البنا "منذ سبعة أشهر، وأنا أحاول مع والدي السفر للعلاج في أحد المستشفيات المصرية التي جرى حجز عشرات المواعيد للعلاج فيها لإجراء عملية جراحية عاجلة، لكن إغلاق المعبر وفتحه على فترات متباعدة منعني من السفر"، حسب ما صرح به للعربي الجديد.