دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه فقال له: كيف أصبحت يا أبا عبدالله؟!

فقال الشافعي:
أصبحت من الدنيا راحلاً, و للإخوان مفارقاً, و لسوء عملي ملاقياً, ولكأس المنية شارباً, و على الله وارداً, و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها, أم إلى النار فأعزيها.

ثم أنشأ يقول:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ***** جعلت الرجا منى لعفوك سلما
تعاظمنى ذنبي فلما قرنتــــــــه ***** بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل**** تجود وتعفو منة وتكرمــــــــا
فلولاك لما يصمد لإبليس عابـــد **** فكيف وقد أغوى صفيك أدمــا
فلله در العارف النــــــــدب أنه ***** تفيض لفرط الوجد أجفانــه دما
يقيم إذا ما الليل مـــد ظلامـــــه ***** على نفسه من شدة الخوف مأتما
فصيحا إذا ما كان في ذكر ربــه ***** وفي ما سواه في الورى كان أعجما
ويذكر أياما مضت من شبابــــه ***** وماكان فيها بالجهالة أجرمـــــا
قصار قرين الهم طول نهـــاره ***** أخا الشهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلى وبغيتى *****كفى بك للراجين سؤلا ومغنما
ألست الذي غذيتنى وهديتنــــى ***** ولازلت منانـا على ومنعــــــما
عسى من له الإحسان يغفر زلتى ***** ويستر أوزارى وما قد تقدمــــا