22/09/2010

بعث النظام المصري برسالة جديدة عما ستكون عليه انتخابات مجلس الشعب القادمة من خلال الاعتداء علي النشطاء المطالبين بحرية هذا الوطن وإطلاق سراحه من سجن الاستبداد سواء ما حدث في القاهرة أمام قصر عابدين أو في الاسكندرية، يأتي هذا في الوقت الذي انكشف فيه عجز حكومة الحزب الوطني بعدم قدرتها على إدارة العملية التعليمية بطريقة تنهض بالوطن، فضلا عن البداية المبكرة لموسم البلطجة في الجامعات المصرية، وإن كان الوضع الداخلي ظاهراً عليه التأزم فإن ما يشهده العالمان العربي والإسلامي ليس بأفضل حالا عما تعيشه مصر سواء في رام الله التي حاصرت فيها قوات السلطة الفلسطينية المنتهية ولايتها مقر نواب حركة حماس، أو في بغداد التي تستيقظ علي أصوات الانفجارات وتطاير جثث الأبرياء، فضلا عن المعاناة المتواصلة لأهل غزة وشعب كشمير، والاعتقالات الجائرة لقيادات العمل الإسلامى فى بنجلاديش، وأمام هذه القضايا وغيرها نوضح رأينا في الآتي:

أولا: علي الصعيد الداخلي:

• يستنكر الإخوان المسلمون الاعتداء البشع لأجهزة الأمن المصرية علي النشطاء المطالبين بالحرية والاصلاح في المظاهرتين اللتين شهدتهما القاهرة والاسكندرية مساء أمس الثلاثاء، حيث تعاملت معهما الأجهزة الأمنية بعنف فج، واستخدمت القوة المفرطة في تفريق المتظاهرين فضلا عن اعتقال العشرات، وهي رسالة من النظام الحاكم بأنه لا يسمح بالحرية إلا التي يريدها ولمن يريدها هو، وأن أي صوت يخالفه سيكون مصيره إما السجن والاعتقال، وإما الضرب والاهانة.  وهي رسالة سبق وأن أكدنا أنها لن تؤتي ثمارها في ظل رغبة الشعب المصري في الحرية والإصلاح والدفاع عن حقوقه وانتزاعها بالطرق الدستورية والقانونية المشروعة، ويطالب الإخوان المسلمون بالإفراج الفوري عمن تم اعتقالهم في المظاهرتين وكافة السجناء السياسيين وأصحاب الرأي وبخاصة المهندس خيرت الشاطر وإخوانه المسجونون ظلما وزورا بعد محاكمة عسكرية جائرة ، على الرغم من تبرئتهم عدة مرات أمام المحاكم المدنية.

 • يبذل النظام وبعض وسائل الإعلام التابعة له محاولات لتشويه نضال وكفاح الجماعة وأفرادها وصرف الناس عنها، ولكن الواقع يبرهن على فشل هذه المحاولات وما أدل على ذلك مما شهدته جنازة فقيد الجماعة الأستاذ مصطفي عوض الله عضو مجلس الشعب عن دائرة بندر الفيوم والتي شارك فيها عشرات الآلاف مما يعد استفتاءً حقيقيا علي شعبية الإخوان وإعلان صريح من الشعب المصري بأنه يريد هذه الجماعة ورجالها الذين يقدمون كل ما يملكون من أجل رفعة مصر وعلو شأنها.

• تري الجماعة أن ما شهده العام الدراسي الجديد الذي بدأ هذا الأسبوع من فوضي وعشوائية وارتباك يؤكد أن حكومة الحزب الوطني ليس لديها خطط لإصلاح العملية التعليمية ولن تستطيع أن تنهض بالوطن، وهو ما يتطلب محاسبة المسئولين عن التعليم الذين تفرغوا للمظاهر والتلميع الإعلامي وتركوا العملية التعليمية تواصل انهيارها سواء علي مستوي التعليم الاساسي أو الجامعي، كما يحذر الإخوان من البداية المبكرة لسيطرة البلطجية وإطلاق يدهم في الجامعات المصرية وإن ما شهدته جامعة عين شمس أمس الثلاثاء من اقتحام البلطجية مدرجات كلية التجارة وتهديدهم للطلاب بالضرب والفصل أمر في غاية الخطورة وسيحول الجامعة إلي مأوي لقطاع الطرق وأرباب السوابق.

ثانيا: علي الصعيد الإقليمي والدولي:

• يطالب الإخوان المسلمون جامعة الدول العربية وحكومات الدول العربية المعنية بالتدخل لوقف التجاوزات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية تجاه نواب حركة حماس وأعضائها في الضفة الغربية والتي أصبحت ممارستها استكمالا لممارسات الاحتلال الصهيوني، ويري الإخوان أن هذه التصرفات غير المسئولة والتي تعتبر ترجمة لخطة الجنرال دايتون لن تصب في صالح القضية الفلسطينية وإنما تدعم الاحتلال الصهيوني وتقوي شوكته وتضعف الجبهة الداخلية للشعب الفلسطيني.

• كما يطالب الإخوان المسلمون الرئيس محمود عباس أن ينحاز إلي أبناء وطنه ولا يكون مناصرا للمشروع الصهيو أمريكي الذي يريد القضاء علي المقاومة وإنهاء القضية الفلسطينية بابتلاع أرضنا والاستيلاء علي مقدساتنا، ويؤكد الإخوان المسلمون أن الاحتماء بالشعب الفلسطيني هو الضمانة الحقيقية لمواجهة هذا المخطط الخبيث، وأن دعم خيار المقاومة هو القادر على وقف هذه الغطرسة والإرهاب الصهيوني.

• يجدد الإخوان المسلمون دعوتهم للمنظمات الدولية والاسلامية والعربية والغربية المعنية لوقف التطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال الهندي ضد شعب كشمير المسلم، كما يطالب الإخوان الشعوب الإسلامية إلي إعلان غضبهم تجاه ما يحدث لإخوانهم في كشمير بكافة الطرق المشروعة والتي تبدأ بالدعاء والتظاهر وتنتهي بمقاطعة المنتجات الهندية، حتي يزول هذا الاحتلال عن إخواننا في كشمير.