الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد..
فإننا نعتز بأنْ هدانا الله للإيمان، واختارنا لحمْل رسالة الإسلام وتبليغها للعالمين، ونسأل الله أن يثبِّتنا على الحق حتى نلقاه، وأن يُنزل السكينة والطمأنينة علينا، وأن يمنحَنا العونَ والتأييد حتى نعيد الإسلام للحياة من جديد.
أيها الحكام المسلمون.. أيها الناس أجمعون..
اعلموا أن الرائد لا يكذب أهله، وأنني لكم ناصحٌ أمين، يريد الخير لكل إنسان دون تفرقة بينهم بدين أو جنس أو عِرق أو لون، فهذه حقيقة الإسلام الصحيح كما يفهمه الإخوان المسلمون؛ ففعل الخير عندنا من موجبات الفلاح: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الحج: 77)، وقد دخل رجل الجنة؛ لأنه سقى كلبًا، ودخلت امرأة النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فكيف بمَن يقيل عثرة إنسان؟ وكيف بمن يحبس إنسانًا ظلمًا وعدوانًا؟! بل كيف بمن يعذب إنسانًا ويُهدر آدميته ويعتدي على كرامته؟.. ألا ما أعظمه من دين، لو كانوا يعلمون!.
حقائق وثوابت لا تتبدل
اعلموا يا قوم أن الإسلام هو رحمة الله للعالمين، والهدَى لمن يتخبَّط في الضلالات، وغير الإسلام من مبادئ وفلسفات نارٌ تحرق الأخضر واليابس، وسراب ﴿يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾ (النور: من الآية 39).
واعلموا أن في ديننا الأمن والأمان للخائفين، والعدل والإنصاف للمظلومين، والحرية للمضطهدين والمعذّبين، والظلال الوارف لمن يريدون أن يستريحوا من هجير النظم العالمية التي تأكد فشلها.. ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾ (طه: من الآية 123).
واعلموا أن تلك النظم قد زاد طغيانها، وكثر فسادها، وعمَّ شقاؤها، وأنزلت بالبشرية خوفًا وفقرًا واضطرابًا، وأسالت منهم المدامع مدرارًا، وأراقت الدماء أنهارًا، ونشرت الهلاك والدمار في كل مكان حلَّت به... وأضحى العالم ينحدر إلى هوَّة سحيقة لا يعلم مداها إلا الله.. ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ (طه: من الآية 124).
واعلموا أن أعداء الإسلام يريدون القضاء على الإسلام، ويسعَون لإطفاء نوره، وهيهات أن يتحقق لهم ذلك!! قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (التوبة: 32).
واعلموا يا قوم أن أعداءكم يريدون صرفَكم عن دينكم الذى هو مصدر عزتكم وسعادتكم في الدنيا والآخرة.. ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة: من الآية 217).
واعلموا أن الأعداء تفرَّقوا فيما بينهم شيعًا وأحزابًا، وبينهم خصومات وعداوات دفينة من أعماق التاريخ، وتحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى، ولم يتفقوا ولم يتَّحدوا إلا على شيء واحد؛ ألا وهو حرب الإسلام وأهله.. يساندهم في ذلك من يسارعون فيهم والقائلون: ﴿نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ (المائدة: 52)، ولعل هؤلاء وأولئك امتدادٌ لتجمع الأحزاب على المدينة، ولعل الله أن يرسل عليهم من يفرِّق جمعهم ويشتِّت شملهم ويردُّهم على أعقابهم خاسئين.
واعلموا أيها الراشدون أن الإسلام منتصر بإذن الله؛ لأن الله وعد بنصره ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم: من الآية 47).
أسباب الهزيمة
لله في الكون نواميس وسنن لا تتخلَّف، وله جلَّ شأنه في المجتمعات والأمم قوانين وسنن لا تتبدَّل إلا أن يشاء الله، ومن ذلك أنه جعل للهزيمة مسببات، وللنصر مقدمات، وهزيمة يونيو ونكستها كارثة حلَّت بالأمة، نالت من عزتها، وحطَّت من كرامتها، وآثارها باقية، ولا تزال الأمة تدفع ثمنها، وتؤثر في مسيرتها.
لقد كان ضياع الحريات والانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان، وشيوع الاستبداد، والمراكز الخفية التى كانت تحكم مصر- فضلاً عن الحرب الضروس التي شُنَّت على أبناء الحركة الإسلامية وتعليق رجالاتها على أعواد المشانق، والزجّ بعشرات الألوف من أعضائها فى السجون والمعتقلات، وتعذيبهم وانتهاك آدميتهم..- كل ذلك وغيره كان مقدمةً لهزيمة يونيو 67.
وبدلاً من أن تستفيد الأمة من النكسة بالتعرف على أسبابها فتتوقَّاها؛ أخذت تلهث وارء عدوِّها تستجدي منه سلامًا، الاستسلام أهون منه، وتبحث عن صلح فيه صفع لكل القيم والمبادئ، وضياع للحقوق والمقدسات.
أسباب الانتصار
وأسباب النصر لهذه الأمة واضحة جلية، ومن أهمها:
1- الإيمان الصادق والعمل الصالح: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ (سورة النور: من الآية 55)، وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: "عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ الْقِتَالِ؛ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ".
2- طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والوحدة وعدم التنازع، فمقتضى الإيمان يوجب على المسلم ذلك: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (الأنفال: 46)، ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103) ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد: 7).
3- التوكل على الله مع اليقين التام بأن من ينصره فهو المنتصر: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (آل عمران: 160).
4- الصبر، فطريق النصر ابتلاء ومحن ومواجهة للخصوم والأعداء، ولا يعين على اجتيازها إلا الصبر.. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: 153)، ﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: 250).
5- الثبات والذكر: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الأنفال: 45)، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ﴾ (الأنفال: 15)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ"، ومنها "التَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ" (رواه الْبُخَارِيُّ).
6- الأخذ بأسباب القوة، وأولها: العلم النافع، والتخطيط الجيد، والإدارة الفاعلة، والتنمية الشاملة، وثانيها: احترام إرادة الأمة وإطلاق الحريات العامة، وثالثها: الفصل الحقيقي بين السلطات التشريعية، والقضائية، والتنفيذية، فضلاً عن تنفيذ أحكام القضاء.
إن القوة هي السبيل الوحيد لإقرار السلام في المنطقة؛ لأنها تُرهب العدو فلا يجترئ على العدوان؛ ولذلك قال: ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ (الأنفال: من الآية 60)، كما أنها ترهب الطابور الخامس المتترس بالأعداء، والخائف على نفسه، وقبل هذه الآية يطمئن المسلم فيقول: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ﴾ (الأنفال: 59)، وبعدها يقول الله تعالى: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (الأنفال: 61).
فنحن لا نريد حربًا لذات الحرب كما يفعلون، ولكننا نقبل أن نسالم من يرغب في مسالمتنا ولا نستجديه منه، ولا نقبل في سلمنا إلا باسترداد حقِّنا كاملاً، مع اليقين بأن قرارات الهيئات الأممية لا تفرض علينا باطلها ولا تمنعنا من استرداد حقنا، وليعلم حكامنا أن استرداد الحقوق لا يكون عبر موائد المفاوضات، وقد جرَّبت الأمة قرنًا من الزمان بل أكثر، فهل استردَّت حقًّا، وليعلموا أن ما يدور ملهاة لكسب الوقت ولإقرار الباطل، ويحسبون أن الحق يُنسى مع طول الأمد.. وغاب عنهم أن ثمةَ حقوقًا لا يأتي عليها النسيان، وليعلموا أن القدس لن تُنسى، وأن اللاجئين وإن وُلِدوا في الشتات، وعلى غير أرضهم، فلن تقر أعينهم إلا بافتراش أرض فلسطين الحبيبة على قلوبهم وقلب كل مسلم.
7- الحذر من الموالين لأعدائنا وما يسمى بالطابور الخامس؛ فإن خطر هؤلاء على المسلمين أشدُّ من خطر الأعداء المجاهرين بالعداء: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ (المنافقون: من الآية 4).
8- توقي أسباب الهزيمة والضعف، وهي تتلخص في:
(أ) نقض عهد الله وعهد رسوله صلى الله عليه وسلم: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: وذكر منها: وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ" (ابن ماجه).
(ب) الوهن: وهو ينجم عن حب الدنيا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ﴾ (التوبة: من الآية 38)، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا"، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ" فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: "حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ" (أبو داود).
(ج) عدم الاستعداد الكافي لمواجهة من يهدد أمننا القومي.
(د) التنازع والتفرق والعداوة والتقاتل: ﴿وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)﴾ (الأنفال).
لماذا التقاطع في الإسلام بينكم وأنتم يا عباد الله إخوان؟!
هذا التنازع أحيا ما قضى عليه الإسلام من قبلية وعشائرية وطائفية ومذهبية وعائلية، وأضحت هي المشعلة للحروب بين المسلمين، ويعمل الحيلولة دون إخماد ناره، بالوقوف في وجه كل من يتدخل للصلح بين متخاصمين من المسلمين، دولاً أو قبائل أو شعوبًا.
(هـ) الاستعانة بالأعداء في استرداد حقهم، مع أنهم هم الذين منحوا اليهود صكًّا بشرعية الاغتصاب والاحتلال، وما زالوا له سندًا وظهيرًا لتثبيت أقدامه فيما احتلوه، ويمدونهم بالعتاد والسلاح لبسط سيطرتهم ونفوذهم فيما حولهم، ويصدرون من القرارات ما يدعمهم في مواجهتهم مع المقاومة، ويستخدمون حق النقض "الفيتو" في كل ما من شأنه يؤثر في وجودهم..
أيها الحكام المسلمون..
هذه حقائق قرآنية لا يماري فيها أحد، وثوابت إيمانية لا شك فيها ولا مراء، ولا حياة لنا بدونها، ولا عزة ولا كرامة لنا بغيرها، فهل آن لكم أن تسطِّروا صفحةً من المجد في تاريخ الأمة، الحافل بصفحات المجد؟!.
هل آن لكم أن تقفوا مع أنفسكم وقفة محاسبة خالصة، تؤذِن لكم وللشعب برجعة صادقة إلى الله، وتوكلٍ تامٍّ عليه، واستعانةٍ كاملةٍ به في مواجهتنا مع أعدائنا، حتى يسمعوا لصوتنا، ويعلموا أننا جادُّون في استرداد حقنا ومقدساتنا؟!.
وأما آن لكم أن تصطلحوا مع شعوبكم وتتناغموا معهم في غضبتهم لله، ورغبتهم في نصرة دين الله ومناصرة إخوانهم في فلسطين والعراق وأفغانستان ومدِّهم بكل مقومات الحياة ومواجهة الأعداء؟!.
أما آن لكم أن تصطلحوا مع ربكم، وتعقدوا معه بيعةً على الجهاد في سبيل الله؟!.
أما آن لكم أيها الحكام أن تأخذوا من صيحة "الله أكبر" التي كانت شعارًا للمجاهدين في نصر رمضان العظيم، والسادس من أكتوبر، عظةً وعبرةً، ولو أنهم ثبتوا عليها للنهاية لكان فيها نهاية لأتون الحرب في المنطقة؟!.
أما آن لكم أيها الحكام أن تجدِّدوا صيحة "الله أكبر" في وجه عدونا، ترهبون بها عدوَّ الله وعدوَّكم، ويدبّ بسببها الرعب في قلوبهم، وبها ينزل الله السكينة في قلوب المؤمنين، ويحقق لنا نصره الذي وعد.. ﴿..وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)﴾ (الروم).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
05/06/2009