أولا:مولد ونشأته وأخلاقه

اختلف فى تاريخ مولده ، فيذكر المستشار عبد الله العقيل أن الحاج محمد كمال سيد القزاز ولد سنة 1344هـ /1925، لكن من خلال قضية السيارة الجيب ، فقد ورد فى أوراق القضية أن عمره عند القبض عليه 27 عاما فيكون مولده بناء على ذلك سنة 1921.


التحق بدعوة الإخوان فى بداية شبابه ، وكان يحضر دروس الثلاثاء فى المركز العام للإخوان للإمام الشهيد حسن البنا ، فارتبط بالدعوة ، وأصبح من الروّاد الأوائل من شباب الحركة الإسلامية الذين سعدوا بلقاء الإمام الشهيد حسن البنا وتتلمذوا على يديه.


وقد يظن كثيرون أن دعوة الإخوان كانت حكرا على المثقفين خلوا من العمال وأرباب الحرف ، إلا أننا عندما نجد من القامات التى آمنت بالدعوة محمد كمال القزاز نجار الموبيليه ندرك أن دعوة الإخوان قد اجتمع فيها عناصر الشعب المصرى جميعهم.


حقيقة إن أصحاب الحرف يقطعون معظم أوقاتهم فى العمل اليدوى،ولا يكادون يجدون من الوقت ما يلبى طموحاتهم فى الحياة،إلا أن الرجال الذين تربوا على التضحية يجعلون دعوتهم أولا وقبل كل شىء،وفى ظل هذه المدرسة، ومنها تخرج سيد القزاز.


وكان رحمه الله بصفات أخلاقية لا تجتمع إلا فى أحد من الناس إلا تشعر بأنه قريب من الله محبب إلى الناس ، فقد جمع رحمه الله كثيرا من الفضائل التى لا توجد إلا فى العظماء المشهورين،فقد اجتمعت فيه،وهو ليس مشهورا بين الناس، لكن يكفيه فخر أن الله يعلمها فقد كان دائما لا يعمل من أجل الناس،ومن هذه الصفات التى كان يتميز بها على نحو ما ذكرهاأحد معاصريه عن قرب،وهو المستشار عبد الله العقيل وهو به خبير ، فيقول عن أخلاقه:


ـ الصدق في القول والصراحة في الحق.
ـ العمق في التفكير، والنضج في التخطيط .
ـ الكتمان للسر.
ـ التضحية بالمال والنفس.
ـ الإصرار على تحقيق الهدف، والبعد عن المظاهر والسبق في مواطن الخير.
ـ القدرة الفائقة على الإقناع، حتى تأثر به كل من عرفه عن قرب واحترمه وأكبر مواقفه لقلة كلامه وكثرة عمله .
ـ عزيز النفس كريم الخلق، يجهر بالحق فلا يخاف جبروت ظالم .
ـ السخاء والكرم شيمته فلم تبطره النعمة التي حصل عليها بكفاحه ، بل كان ينفق منها بسخاء منقطع النظير في وجوه الخير وميادين الجهاد وطرق البر دون أن يعلم بذلك أقرب المقربين إليه.
ـ الثبات على دعوة الحق ، قست عليه الحياة، وسجنته سنين في غياهبها، فلم تلن عزيمته.
ـ الزهد والتجرد ، فقد لان له العيش من بعد ، فلم ينصرف عن غايته، أو ينحرف عن هدفه، أو يقعد عن واجبه، بل كان دائماً سباقاً رائداً.
ـ الجوانب الإيمانية ، وكان الله بالسر عليم .
وعلى مدى سنين طويلة، ما اجتمع نفر من إخوانه على أمر من أمور الخير إلا قدموه، فيكون دائماً قدوة سباقاً،لا يخلف عهداً، ولا يخيّب ظناً، بل يقوم بواجبه، وبما عجز أو قعد عنه سواه.
ـ الرجولة وصدق العهد، والثبات، والبذل والعطاء هي الصفة البارزة، والسمة المميّزة التي يراها فيه كل من عرفه.

 


ثانيا : سيد القزاز والنظام الخاص للإخوان وقضاياه

لقد كانت موهلاته التربوبية والأخلاقية والإيمانية من عوامل اختياره عضوا بالنظام الخاص للإخوان ، وكان يتطلب صفات معينه فيمن ينضم إليه، وكان الهدف الأساسى الذى من أجله، هو محاربة الصهيونيين والإنجليز المحتلين ، وكانت أكثر الصفات المطلوبة فيمن يلتحق بالنظام الخاص.


كتمان السر والاستعداد للتضحية،وكان الحاج سيد القزاز من العاملين بصمت ، الباذلين بسخاء في سبيل الدعوة، وكان يتوقد حماسة ويتصف بالصدق والوضوح والجرأة والإقدام، كما كان يؤمن بأنه لا خلاص لأمة الإسلام إلا بالجهاد الذي هو سر حياتها، ومن دونه تكون لا شيء، ومن هنا كان الجهاد هو ذروة سنام الإسلام كما قال المصطفى (صلى الله عليه وسلم).


وشارك فى حرب فلسطين مع إخوانه وأذاق اليهود ما يكرهون،وفى خضم الأحداث تقع السيارة الجيب فى قبضة البوليس فى 15 نوفمبر 1948م ثم قتل النقراشي فى 28 ديسمبر 1948 فيتم القبض عليه ويتهم فى القضيتيتن ،فكان ترتيبه فى قضية السيارة الجيب السابع والعشرون وكان عمره فى ذلك الوقت سبعة وعشرون سنة، وتم توجيهه إليه ورفاقه هذه الجرائم، وهي:


قلب وتغيير دستور الدولة وشكل الحكومة بالقوة بواسطة عصابات مسلحة وباستعمال قنابل وآلات مفرقعة بنية ارتكاب هذه الجريمة وبغرض ارتكاب قتل سياسي .
إتلاف سيارات وأسلحة الجيش المصري المعدة للدفاع عن البلاد .
تخريب المنشات الحكومية وأقسام ومراكز البوليس ومحطات الإضاءة والمياه وغيرها .
قتل عدد كبير من المصريين والأجانب مبينين بالمحضر وذلك عمدا مع سبق الإصرار والترصد .
تعريض حياة الناس وأموالهم عمدا للخطر باستعمال القنابل والمفرقعات في عدد من السفارات والقنصليات الأجنبية وغيرها.
تعطيل وسائل النقل العامة بنسف قطارات السكك الحديدية وجسورها وخطوطها ونسف الطرق والكباري العامة وسيارات الأتوبيس وتعطيل القوى الكهربائية المولدة لحركة خطوط ترم القاهرة.
إتلاف الخطوط التلغرافية والتليفونية الحكومية عمدا في زمن الفتنة التي اعتزموا نشرها بقطع أسلاكها وقوائمها ونسف أدواتها أو إتلافها بوسائل أخرى مما يترتب عليه انقطاع المخابرات بين ذوي السلطة العمومية ومنع توصيل المخابرات بين الناس الأمر المنطبق على المادتين 165 , 166 من قانون العقوبات .
سرقة البنك الأهلي وبعض المحال التجارية بطريق الإكراه وذلك باقتحامها بواسطة أشخاص مسلحين بالمدافع والقنابل وقتل من يعترض سبيلهم من الحراس أو غيرهم والاستيلاء بذلك على ما فيها من أموال وبضائع الأمر المنطبق على المادة 314 من قانون العقوبات .
إتلاف مباني شركتي قنال السويس وترام القاهرة وذلك عمدا بقصد الإساءة مما ينشأ عنه تعطيل وتوقيف أعمالها ذات المنفعة العامة ويترتب عليه جعل حياة الناس وأمنهم في خطر الأمر المنطبق على المادة 361 فقرة أولى وثانية من قانون العقوبات .
إقامة واستعمال محطات سرية للإذاعة اللاسلكية.


ثانيا – أحرزوا وحازوا مقادير كبيرة من القنابل اليدوية والفسفورية والجليجنايت والديناميت والمادة الناسفة باسم ( p . t . n ) والألغام وساعات التفجير الزمنية والمفجرات الكهربائية والظرفية وغيرها من المفرقعات والآلات المفرقعة وذلك بدون ترخيص وبغرض ارتكاب قتل سياسي وبنية قلب وتغيير دستور الدولة وشكل الحكومة بالقوة .


ثالثا – أحرزوا وحازوا أسلحة نارية ومدافع سريعة الطلقات ومسدسات والذخائر المخصصة لها وكذا أسلحة بيضاء وذلك بدون ترخيص .
ولعل من يطلع على تلك التهم يشعر بأن هؤلاء المتهمون عصابة إرهابية دولية محترفة ، فهى أشبه بالمافيا ،ولا غرو فهذه افتراء أهل الباطل والاستبداد فى كل عصر .
وقد قام بالدفاع عنه الأستاذ يوسف يعقوب والأستاذ محمد المسماري ، ولعل حكم المحكمة كان صدمة لهؤلاء المستبدين الذين ظنوا أن المحكمة قد تُخدع بتلك الافتراءات ، وكان حكمها تاريخيا فنفت التهم السابقة ، ومنه " وحيث أنه سبق المحكمة أن عرضت لجريمة قلب وتغيير دستور الدولة وشكل الحكومة بالقوة وانتهت إلى القول بأنها لا أساس لها ...
على أن المحكمة تراعي في هذا الدرس جانب الرفق فتأخذهم بالرأفة تطبيقا للمادة 17 عقوبات نظرا، لأنهم كانوا من ذوي الأغراض السامية التي ترمي أول ما ترمي إلى تحقيق الأهداف الوطنية لهذا الشعب المغلوب على أمره ... لذا حكمت على الحاج محمد كمال القزاز بالبراءة ... صدر هذا الحكم وتلى علنا بجلسة يوم السبت 17 مارس سنة 1951 الموافق 9 جمادي الثانية 1370 . . ."
ليت الأمر ينتهى عند قضية السيارة الجيب ، فقد اتهم أيضا فى قضية قتل النقراشي ،وكانت تهمة القزاز هو الذي صحب عبدالمجيد أحمد حسن إلى دكان عبدالعزيز البقلي الترز؛ لتفصيل بدلة ضابط ليقوم بتنفيذ عملية قتل النقراشي .
وقد ترافع عنه فى هذه القضية أيضا الأستاذ يوسف يعقوب ،وتطرق إلى القول بأن ما ضبط عند كمال القزاز من صحف فيها مقالات أو أخبار عن مقتل النقراشي باشا، والشيخ حسن البنا، وغيرها من الأوراق لا تمت للجريمة بأية صلة.
وإن اسم موكله، فيما عدا ما هو منسوب إليه بخصوص البدلة الرسمية لم يرد على لسان أحد سواه من المتهمين أو الشهود بوصفه عضوًا في الخلية المنسوب إليها التآمر على قتل النقراشي باشا، أو حتى الجمعية السرية الكبرى ذات الأغراض الواسعة.
ثم قال إن مجرد انتماء القزاز إلى جماعة الإخوان لا يعني اشتراكه في هذه الجريمة؛ فهنا غيره ملايين ينتمون إلى الجمعية وغير مشتركين في القتل. وقد صدر الحكم عليه أيضا فى يوم الخميس 13 أكتوبر 1950 ببراءة كمال سيد القزاز مما نسب إليه .
ترى ما جزاء المتهم أن يظل حبيس سجناء على ذمة قضية ما يقرب من سنتين ونصف ثم يثبت للمحكمة براءته ؟!
ليس هذا فحسب ،بل كان كل المسجونين على ذمة القضية تشرح أجسادهم بالكرابيج في أقسام البوليس أو سجن الاستئناف أو سجن القلعة،وتمزق أقدامهم وسيقانهم من الضرب عليها مع استعمال الفلقة، ويتعرضون إلى كل الصورالتعذيب والإهانة .


ثالثا : ثباته على الدعوة فى ظل استبداد رجال ثورة 1952

بعد أن خرج من السجن فى قضيتى السيارة الجيب وقتل النقراشي لم يفارق ميدان الجهاد الذى عشقه ، فذهب إلى القناة للمشاركة فى العمليات الفدائية ضد الإنجليز حتى قامت ثورة يوليو ، فكان ثابتا مع إخوانه فى ظل المحن التى تعرضت لها الجماعة من خلال محاولات زرع الشقاق بين الإخوان ثم الصدام الذى حدث بين الإخوان والعسكر، فقد واجه القزاز المشكلات التي تعرضت لها الدعوة بمصر بصبر منقطع النظير، يقول المستشار عبد الله العقيل : وكان كتوماً عجز الخصوم عن الوصول عن طريقه إلى إخوانه في درب الجهاد وطريق الدعوة.


وكان من الصفوة المختارة التي عاهدت على نصرة هذا الدين وإعلاء كلمته وبذل كل نفيس وغالٍ في الذود عن حمى الإسلام والمسلمين بالتصدي لليهود بفلسطين وللإنجليز في قناة السويس والوقوف أمام الطغاة المتسلطين على البلاد والعباد، ومقارعتهم بكل شجاعة ورجولة، فكان نصيبه كغيره من طلائع المجاهدين العاملين:


السجن والاعتقال والمطاردة فلم يثنه كل ذلك عن الاستمرار في الجهاد والجلاد والصبر والمصابرة حيثما كان؛ في مصر أو الكويت أو الأردن أو لبنان.
وبعد أن ادلهمت الخطوب وكشّر الطاغية بمصر عن أنيابه وأخذ يعمل على نشر الفرقة بين الصفوف والتفريق بين جنود الدعوة وقيادتها، كان للأخ القزاز موقف حازم صارم حيث وضع الأمور في نصابها والتزم السمع والطاعة للقيادة الشرعية المتمثلة بالمرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبي وواجه بكل قوة من أرادوا غير ذلك ممن انخدعوا بألاعيب الطاغية وغرتهم وعوده الكاذبة.


حقيقة إنه يذكرنا بشيخ الإسلام ابن تيمية ؛ عندما توعده خصومه،فقال:ماذا يصنع أعدائى بى ؟! إن قتلونى ، فقتلى شهادة ، وإن نفونى فنفى سياحة ، وإن سجنونى ،فسجنى خلوة.


ترى ماذا يفعل أعدائك بك يا قزاز وأنت بعت نفسك لله ، والله اشترى ، هل تركن لظالم أو تخافه أو تطمع فى مغانمه ؟إن النفس التى تربت على العزة لا تقبل أن تركع لظالم ..هكذا تعلو وعاش وتكلم .


ما كان منه بعد أن اشتد الطاغية جمال عبد الناصر فى القضاء على الإخوان وزج الألوف منهم في غياهب السجون سنة 1954 إلا أن خرج من مصر فارا بدينه إلى الكويت والأردن ولبنان ، وأقام في الكويت ليعمل في النجارة وهي المهنة التي حذقها في مصر، وأنشأ معملاً للنجارة بالكويت كان قمّة في جودة الصناعة وصدق المعاملة التي استقطبت الزبائن وتفوّقت على مستوردات الغرب ونافستها.


وقد أجرى الله على أيديهم الخير الكثير حيث نشط في الدعوة مع إخوانه فى الدعوة والعمل المنظم الذي ربط الإخوان المهاجرين في أنحاء العالم العربي والإسلامي والغربي في حلقة متصلة تحمل العبء وتنهض بالواجب ودعوا إلى الله على بصيرة متعاونين مع إخوانهم في البلاد التي هاجروا إليها.


وقد نظموا الاتصال مع إخوانهم داخل السجون بطرق شتى بحيث يحيطونهم بأخبارهم ويتلقون منهم أخبارهم وطلباتهم ويقدمون العون المادي لأسر المعتقلين والشهداء بسخاء منقطع النظير حتى إن الكثير منهم كان يقسم المال بين أسرته وإخوانه بمصر.


هاجر فرارامن الطاغية ليعيش غريبا ، لعله يجد متسعا لدعوته التى تعانى من الظلم والاضطهاد فى بلدها ، وهو يحس أن الدعوة التي تفيأ ظلّها، ونذر نفسه لها، ظلمها أعداؤها، وظلمها أصدقاؤها، وظلمها نفر من أبنائها، وعاش ما عاش في أي بلد نزل، وفي أي مكان وجد، يسعى إلى غايته، ويدعو إلى رسالته، ويبصر من حوله بكيد الأعداء، وتردد الأصدقاء، وواجب الأبناء، ويذكّر بذلك في بيته، وفي عمله، وفي أسرته، وبين أصدقائه، وجيرانه، في صحته وفي مرضه، وفي عسره ويسره.
رابعا : القزاز فى عيون معاصريه

يقول المستشار عبد الله العقيل
إن معرفتي بالأخ القزاز رحمه الله علمتني منه الكثير رغم أنه لم يتخرج من جامعة ، ولم يتصدر المنابر، لأن أخلاقه النبيلة ورجولته الصلبة في المواقف الحاسمة، وثباته في مواجهة الباطل، وإصراره على تحدي الظلم، وثقته بمستقبل الإسلام، جعلته من القلائل الذين يجود بهم زماننا الذي شاع فيه التراخي والتواكل وعدم التميّز في المواقف وحسم الأمور.


كان يحدثني كثيراً عن زميله وشقيق روحه المهندس سيد فايز رحمه الله ويثني عليه ويذكره بالخير، كما كان يكثر من ذكر الشهيد صلاح حسن رفيقه في الجهاد، وكان يرفض الحديث عن إخوانه بسوء رغم هفوات البعض منهم، ولكنه يواجههم ويقول ما يعتقد بأنه الحق دون مواربة، وكان يكرر المطالبة بالتزام منهج الإمام البنا في التربية والإعداد، والجهاد والدعوة، ويرى الخروج عن هذا المنهج خروجاً عن الجماعة ونظامها ومفاهيمها، لأن هذه التعاليم والمناهج مبنية على الكتاب والسُّنَّة ومنهج أهل السنة والجماعة من سلف الأمة.


يقول أحد رفقاء دربه
«على مدى أربعين عاماً ونيّف منذ أواخر الحرب العالمية الثانية، مرَّت بنا صروف الدهر، وتقلبات الأيام، على كثير من الأحداث، فكنا حيناً على مسرحها وأحياناً بين كواليسها، وتارة نرقبها من قريب.
ومن خلال ذلك تعرّفنا في أكثر من بلد، إلى كثير من الناس، أفراداً وجماعات، اختلفت مشاربهم، وتباينت غاياتهم، وتنوّعت وسائلهم في السعي إلى أهدافهم.
وبين أولئك وهؤلاء، برزت مجموعة انتظمت أكثر من جيل، تميزت بأهدافها، ووسائلها، وسلوكها، ونمط حياتها، ونشأتها على البذل والعطاء، مجموعة اختارت أن تجعل الله غايتها، وكتابه منهاجها، ورسوله (صلى الله عليه وسلم) قدوتها.


وبين هؤلاء المتميّزين كان الأخ كمال القزاز رحمه الله، صفوة بين الصفوة، ونادراً بين القلة.


خامسا: وفاته

ولقد توفي القزازرحمه الله أواخر سنة (1405هـ / 1985م) بعد صبر على المرض ، يقول عنه المستشار عبد الله العقيل : وبعد وفاة الأخ القزاز بأيام قليلة كتبت عنه أقول.
«إن الرجولة صفة قلّ أن يفوز بها الكثير من الناس فهي خصيصة لنوعية معينة تتصف بمواصفات معينة يصدق فيها قول أبي الطيب المتنبي:
لولا المشقة ساد الناس كلهمو
الجود يفقر والإقدام قتّال
وكان فى مرضه ذاكرا لله .. ومات ولسانه رطب من ذكر الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، نحتسبه عند الله، والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحداً.. اللهم اجزه أحسن ما عمل، وتجاوز عن سيئاته في أصحاب الجنة، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، إنك سميع مجيب».
رحمك الله يا أبا طارق وأسكنك فسيح جناتك .