لا تزال المعارك العنيفة مستمرة في القلمون على الرغم من الهدوء النسبي مساء أمس الأربعاء بعد المعارك التي استمرت حتى ظهر أمس في جرود القلمون الغربي، وخصوصًاً في محيط منطقتي عسال الورد والجبة، على الحدود السورية مع لبنان، وسط قصف مدفعي وجوي عنيف لقوات النظام السوري.
أكد الناشط الإعلامي أبو أحمد القلموني، أنّ "مسلحي المعارضة تمكّنوا، ليل أمس الأول الثلاثاء، من قتل قياديين في حزب الله بعد مهاجمة مقرّاتهم في المنطقة ذاتها، وهم علي عليّان، وحمزة زعيتر، وحسين لويس، وتوفيق نجار، وحسن عاصي، في حين تجاوزت حصيلة قتلى حزب الله، خلال ثلاثة أيام من المعارك، الأربعين قتيلاً"، مشيراً إلى أنّ "عناصر الحزب كانوا ينادون بعضهم بعضًا، أمس، عبر أجهزة اللاسلكي، لإعادة تجميع أنفسهم، وسحب الجثث".
ونجحت جبهة "النصرة" في امتصاص فورة "حزب الله" الذي حاول رفع معنويات قواته من خلال الترويج الإعلامي، بإعلانها تشكيل "جيش الفتح في القلمون، وقامت الجبهة بهجمات استباقية استطاعت من خلالها خلط أوراق الحزب وإجباره على خوض المعركة بحسب التوقيت الذي حددته هي، ولم تعطه الوقت لتأمين قواته من خلال إجراء هدنة مع فصائل معارضة في مناطق القلمون وخصوصاً في منطقة الجبهة.
في المقابل، ساندت قوات النظام "حزب الله" في هذه المعركة من خلال سلاح الجو، الذي بدأ يقصف أماكن تمركز فصائل المعارضة والمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها تلك الفصائل، إذ بدأت اعتبارًا من أمس الأول بقصف كافة مناطق القلمون، فتلقّت مدينة الزبداني وحدها، ليل أمس الأول، أكثر من ثمانية براميل متفجرة ألقاها الطيران الحربي، مع أنّ المدينة ومحيطها لم يشهدا أي معارك خلال اليومين الماضيين.
وأكد مصدر عسكري من غرفة عمليات "جيش الفتح في القلمون"، أن التوحّد بين الفصائل لم يأتِ من عبث، فالفصائل كلها كانت تدرك أن "حزب الله" ينوي القيام بعمل كبير في المنطقة، الأمر الذي استدعى توحّد الفصائل بغض النظر عن توجهاتها، لمواجهة العدو المشترك الذي يستهدفها جميعاً، مستفيدة من تجربة إدلب.
ولفت المصدر إلى أن تلك الفصائل كانت لديها كل مقوّمات التوحّد في الفترة السابقة ولكنها لم تفعل، إلا حين استهدفها خطر لا يمكنها مواجهته من دون توحيد جهودها.