يعاني المواطن المصري طيلة عقود ماضية من فجوة كبيرة بين غلاء الأسعار وانخفاض مستوى الدخل، الذي بدوره يؤثر على الحالة المعيشية للمواطن وأسرته، وكلما زاد عدد أفراد الأسرة زادت الهموم والأعباء على رب الأسرة.
وكان من ضمن الأسباب الرئيسية التي قامت ثورة يناير من أجلها "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"، تلك الثورة التي ظن المصريون أنهم بها سيعبرون إلى بر الأمان الاقتصادي، لكن أصبحت أزمة ارتفاع الأسعار ظاهرة جلية في كل القطاعات وخصوصًا قطاع السلع الغذائية، التي لا يستطيع المواطنون الاستغناء عنها.
تقول بدرية فتحي، بائعة سمك، "السمك سعره غالي جدا ولا يوجد إقبال عليه بسبب السعر، كما أن أنبوبة البوتاجاز سعرها مرتفع جدًا ولا نجدها، ولا نستطيع أن نشوي السمك وإذا شويناه نشويه بسعر غالي وبالتالي لا يوجد إقبال على شراء السمك."
وتضيف فتحي الملاح، مواطن "الأسعار غالية والناس غلابة ومش عارفة تعيش، كل السلع غالية، وكل الخدمات غالية، والحكومة هي المسئولة عن تلك الزيادة ويجب عليها أن تهتم وتراقب وتخفض الأسعار".
وتعلق نجلاء عبد التواب، ربة منزل، "كل الأسعار مرتفعة، ولكي نجهز أكلة نكلفها مبالغ طائلة، فالباذنجان بستة جنيهات، والخيار بستة جنيهات، وأقل سمك بخمسة عشر جنيها، واللحمة بسبعين جنيها، ولا نستطيع أن نشتريها، هذه السنة سيئة جدًا وأسوء سنة مرت علينا بسبب هذا الارتفاع في الأسعار".
وتضيف أم محمد، بائعة خضار"المعيشة غالية جدا، فأنا لدي سبعة أولاد وأصرف معاش من الشئون مقداره 320 جنيها وأسكن بإيجار 250 جنيها فلجئت لبيع الخضار لأكفي احتياجات ولكن الحال متوقف ولا يوجد بيع ولا شراء بسبب غلاء الأسعار، ولا نستطيع أن نعيش انا وأبنائي، والخضار يظل عندي على العربية باليومين والثلاثة ولا يباع حتى يتلف وأضطر إلى رميه وبالتالي أخسر وأصبح مديونة للتجار".
وأشار محمود عبد الوهاب، مواطن، "كل الأسعار مرتفعة، لا يوجد شيء بسعر منخفض، لا نستطيع أن نعيش بسبب تلك الزيادات في الأسعار، ورواتبنا لا تكفي لسد الاحتياجات البسيطة للمنزل من مأكل ومشرب، ناهيك عن ملابس ومصاريف للدروس والمدارس، باختصار نحن لا نستطيع أن نعيش، والحكومة غير مهتمة بالمواطنين ولا بحالتهم المعيشية، وأقول للحكومة راعوا الشعب شوية، فالأسعار غالية والشعب غلبان".
وتشتكي سعاد المتولي، مدرسة وربة منزل، "الأسعار مرتفعة جدا، يكفينا الفواتير التي ندفعها من كهرباء ومياه وغاز وتليفونات بأسعار خيالية، وأنا عن نفسي أدفع نصف راتبي على الفواتير، حتى وصلت الأسعار للخضار فأصبحت أسعار أول مرة نسمع عنها في حياتنا ، فكل الأسعار غالية ولكي نجهز وجبة فطار وغداء وعشاء تكلفنا على الأقل 100 جنيها في اليوم الواحد على فردين فقط أنا وزوجي".
وتقول سعيدة سالم، بائعة خضار في أحد الأسواق، "البيع والشراء قليل جدًا، وأصبحنا مديونين للتجار، بسبب عدم وجود إقبال على الشراء وذلك بسبب زيادة الأسعار، فمثلا ربطة البقدونس بجنيه، وكيلو الليمون بثمانية جنيهات، البيض البلدي وصل سعر البيضة الواحدة لجنيه، وبالتالي الزبون حينما يأتي للشراء بدلا من أن يشتري كيلو يشتري ربع كيلو، ولا نستطيع أن نسدد ديوننا للتجار بسبب هذا الغلاء، وأنا لدي أربعة أولاد لا أستطيع أن أكفي احتياجاتهم ومصروفات مدارسهم بسبب قلة البيع وبسبب غلاء الأسعار".