نافذة مصر - صحافة

تساءل د. سرحان سليمان -المحلل الاقتصادي- لماذا قامت "حكومة محلب "بخفض الدعم ورفع سعر السلع والوقود والكهرباء وغيرها، في حين تقوم المؤسسة العسكرية بفتح منافذ بيع للسلع وعددها 341 منفذا بأسعار تكلفتها أو منخفضة لنحو ربع ثمنها الحقيقي، حيث أعلن وزير الدفاع افتتاح منافذ جديدة تتبع القوات المسلحة لتوزيع السلع بأسعار تكلفتها أو منخفضة بنحو ربع ثمن سعرها السوقي، وبالتالي المبالغ التي ستدفعها المؤسسة العسكرية مقابل هذا التخفيض في الأسعار لماذا لم تضخ أصلا في الدعم وبالتالي كانت في غنى عن تخفيض دعم الفقراء.
 
ووصف في تصريحات صحفية هذه الطريقة بأنها هي سياسة الأعرج الذي يريد أن يظهر بأنه قادر على إصدار قوانين وقرارات لم يفعلها أحد، في حين أنها تظهر فشل عقلية متخذيها، فكيف يخفض الدعم من ناحية، وفي نفس الوقت يتم دعم السلع المعروضة من قبل المؤسسة العسكرية؟
بما يكشف برأي "سليمان" إذن أنه لا توجد سياسة واضحة أو مفهومة، ولا تتفق نهائيا مع شعار "السيسي" "السوق الحر"، وتمثل ارتباكا لتقدم الاقتصاد وعزوف الاستثمار لعدم وضوح أي سياسة اقتصادية للنظام الحاكم، وبالتالي نحن أمام حالة ترويج للمؤسسة العسكرية أنها تقف بجوار الفقراء، في حين ذاتها التي رفعت الدعم عنه، وحولت حياته المعيشية لمأساة في ظل رفع الأسعار، وانخفاض قيمة العملة وسياسات كلها ضد الفقراء، وبعيدة عن تحقيق أي عدالة، وفي نفس الوقت لم تمس رجال الأعمال أو الطبقة الثرية التي كانت بمقدورها تحمل أضعاف هذا التخفيض دون أي ضرر لها، خاصة أنهم لا يدفعون الضرائب ولم يطبق عليهم الضرائب التصاعدية، ولم يسهموا في المجتمع ببعض أرباحهم فوق الخيالية نتيجة تحكمهم في أنشطة الاقتصاد.