كشفت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية، عن تراجع دور دول نفطية عملاقة كالسعودية وروسيا، في مقابل صعود دول أخرى تعتمد على الطاقات المتجددة مثل تشيلي وألمانيا والهند وأميركا والصين.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته حول مستقبل الطاقة في العالم، إن أسعار النفط والغاز والفحم الحجري تشهد انخفاضًا متواصلًا، وقد أثر ذلك بشكل سلبي على اقتصاديات عدة دول، على رأسها روسيا التي وصف التقرير اقتصادها بأنه يشهد "انهيارًا حقيقيًا"، والسعودية التي تسعى جاهدة من خلال حرب أسعار النفط للحفاظ على مكانتها ضمن الدول المسيطرة على قطاع الطاقة، مشيرة إلى العجز التجاري الضخم الذي تعانيه، ما دفعها للتفكير في بيع حصص من أكبر شركاتها في البورصة.
ويرى التقرير، أن الدول التي ستسيطر على مستقبل الطاقة في العالم هي الدول التي تتمتع بنظرة استشرافية، وهي التي تعمل على إنتاج طاقة المستقبل بمصادر متجددة، مثل توربينات الرياح والطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية، ومنها:
تتوقع الصحيفة أن الهند ستحتل المرتبة الأولى في إنتاج الطاقة في المستقبل، فعلى الرغم من أنها تعاني الآن من الفقر في الطاقة والاعتماد الكبير على الواردات، فإن رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي أعلن أن الطاقة أصبحت أولوية قصوى في السياسة الهندية، ولذلك تخطط الهند للاعتماد أولًا على إنتاجها المحلي من الفحم الحجري، أما على المدى المتوسط فهي تخطط لزيادة إنتاجها من الطاقة الشمسية بنحو 100 ميجاوات مع حلول سنة 2022، من خلال تركيز مزارع الطاقة الشمسية التي سيصل إنتاجها تحت شمس منتصف النهار لما يعادل إنتاج 100 منشأة نووية.
أشار التقرير، إلى أن الولايات المتحدة أصبحت رائدة في مجال الطاقة النظيفة، المستمدة من الشمس والرياح، وهي تقوم بتطوير وتصنيع المعدات اللازمة بنفسها، فشركة "تيسلا" الرائدة عالميًا في تطوير السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة، تعمل الآن على إنشاء أكبر مصنع للبطاريات في العالم على أطراف صحراء نيفادا، وشركات أخرى مثل "جوجل" و"آبل" أصبحت أيضًا مهتمة بتطوير السيارات الكهربائية والطاقات المتجددة وتطوير برمجيات التحكم في الطاقة.
وبحسب التقرير، فستحتل الصين المرتبة الثالثة، وذلك لتركيزها حاليًا على مشاريع عملاقة للطاقة المتجددة، ستمكنها في سنة 2025 من إنتاج 350 ميجاوات إضافية باستغلال الرياح، وفي سنة 2020 سترفع إنتاجها من الطاقة الشمسية بقدر 200 ميجاوات، كما ستنتهي بكين في هذه الفترة نفسها من تركيز 40 منشأة لإنتاج الطاقة النووية.
التوقعات تشير إلى احتلال تشيلي مرتبة متقدمة في الطاقة المتجددة، والسبب أنها تتمتع بتيارات هوائية متواصلة وأشعة شمس قوية، وهي الظروف المثالية لإنتاج الطاقة النظيفة، كما أنها تقع فوق أكبر مخزن لمادة الليثيوم في العالم، يوجد في صحراء أتاكاما الملحيّة، وهذه المادة تستعمل في صناعة بطاريات الليثيوم، المستخدمة في السيارات وتخزين الطاقة وكل أنواع الأجهزة الإلكترونية.
5- ألمانيا
أوضحت الصحيفة، أن ألمانيا أيضًا ستكون في قائمة الدول الخمس الرائدة في قطاع الطاقة، فحسب التقرير تبدو ألمانيا واعدة في مجال البحث العلمي والتطوير، خاصة بالنسبة لشركات استغلال الرياح، التي توفر آلاف الوظائف الجديدة كل عام.
واعتبرت الصحيفة، أن مشكلات الرياض وموسكو، سببها هو التوجه العالمي نحو تغيير مصادر الطاقة، وهذا التغيير ستكون له أيضًا تأثيرات على التوازنات السياسية في العالم، وليس الاقتصاد فقط.