أكدت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أنّ حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الحاكم في ألمانيا بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل ينوي تقديم مشروع قانون يلزم اللاجئين بعدة بنود منها الاعتراف بدولة إسرائيل وبحقوق المثليين.
وقالت مجلة "دير شبيغل" الألمانية السبت 28 نوفمبر -حسبما نقلت المواقع الصحافية- إن الحزب الحاكم سيقترح مشروع قانون "اندماج إلزامي" خاص باللاجئين في المؤتمر العام للحزب المقرر عقده منتصف شهر ديسمبر القادم.
ويضم القانون عدة بنود تلزم اللاجئين بالإقرار بدولة إسرائيل وحقوق المثليين والمساواة بين المرأة والرجل، وبأولوية تطبيق القوانين الألمانية على الشريعة الإسلامية، وفي حال مخالفة اللاجئين لتلك اللوائح سيتعرضون لتخفيض مساعداتهم الاجتماعية إلى جانب تغيير وضع الإقامة التي يعيشون في ألمانيا بموجبها.
أيد عاملة
يؤكد خبراء أنّ التعاطف الكبير من ألمانيا تجاه اللاجئين السوريين، يتمثل في محاولة ضخ دماء جديدة في مجتمع يعاني من حالة شيخوخة مزمنة، لم تفلح معها إجراءات الحكومة في الحد منها بتشجيع زيادة النسل ورفع معدل الولادات.
ولألمانيا أقوى اقتصاد في أوروبا ونسبة البطالة فيها الأقل بعد النمسا ولوكسمبورغ وهولندا، وانخفضت النسبة العام الحالي إلى 2.77 مليون، ومع ذلك تقول تقارير ألمانية إن البلاد بحاجة في السنوات المقبلة إلى 1.5 مليون ونصف المليون من الأيدي العاملة للمحافظة على وتيرة اقتصادها المرتفعة.
وتتقدم ألمانيا على اليابان في انخفاض معدل الولادات، وتقول التقارير إن عدد سكان ألمانيا الذي بلغ 80.8 مليون نسمة في عام 2013، مرشح للتراجع إلى 67.6 مليون في عام 2020. يحدث ذلك على الرغم من المدد المتزايد من اللاجئين.
وتنتشر في المجتمع الألماني ظاهرة إحجام الكثيرين عن الإنجاب، حيث تفيد التقارير بأن عدد الأطفال الجدد الذي يدخلون المدارس انخفض بنسبة 10% خلال 10 سنوات، إذ يلتحق بالمدارس 800 ألف طفل سنويا، وفي الوقت نفسه يحال على التقاعد 850 ألف شخص.
العلاقات الألمانية الإسرائيلية
تعتبر ألمانيا هي الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل في أوروبا، وثاني أهم شريك لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، وتبلغ صادرات ألمانيا لإسرائيل نحو 2.3 مليار دولار سنويا، وعبّرت المستشارة أنجيلا ميركل في لقاء سابق مع الرئيس الإسرائيلي، عن الدعم الألماني غير المحدود لإسرائيل وتشديدها على الالتزام بدعم أمن إسرائيل ومستقبلها.
وأضافت أن ألمانيا ستواصل تحمل مسؤولية ضمان سلامة إسرائيل وأمنها، معتبرة ذلك أمرًا مركزيًا في علاقات الدولتين.
بينما أكد الخبير بالشؤون الدولية شلومو شبيرا -في حديث للجزيرة نت- أن دعم ألمانيا العلني والسري لإسرائيل ينم بالأساس عن محاولتها التعويض عن جرائمها بحق اليهود، فهي ما زالت تعاني من عقدة الذنب.
واعتبر أن صفقة شراء إسرائيل أربع سفن حربية ألمانية إضافة لأربع غواصات بسعر مخفّض يعتبر صورة أخرى في تعاونهما العسكري القائم بنجاح كبير منذ عقود.
وأوضح شبيرا أن ألمانيا متخصصة بصناعة زوارق عسكرية صغيرة غير موجودة لدى الولايات المتحدة، ولا ينفي وجود مصلحة تجارية، خاصة وأن الطلب على السفن الحربية انخفض بشكل كبير في العقد الأخير.