أكدت الباحثة البريطانية الشهيرة المختصة في العلوم الدينية كارين آرمسترونغ، أنّ الإسلام حتى بداية الحداثة أكثر تسامحًا بكثيرٍ من المسيحيَّة الغربيَّة. وعندما احتل الصليبيون القدس سنة 1099، أصيب الشرق الأوسط بصدمةٍ جرَّاء مجازرهم التي ارتكبوها بحق سكَّان المدينة المسلمين واليهود.


جاءت تصريحات "كارين" في حوار صحفي أجرته معها الصحفية الألمانية كلاوديا لموقع قنطرة، حيث أشارت إلى أن النصوص القرآنية، لم تثِر الإرهاب على مدى التاريخ، وأشارت إلى أن المسلمين ردوا على العدوان الصليبي بعد حوالي 50 عامًا من احتلال القدس، مضيفة: "هنالك عنف في الكتاب المقدَّس العبري وفي العهد الجديد يفوق ما في القرآن".

وفي ردها على سؤال كيف كان الحال لدى نشوء الإمبراطوريَّة الإسلاميَّة؟ ألم يُستخدم العنف؟ قالت: "في فجر الإسلام، عندما كان المسلمون لا يزالون أقليَّةً مضيَّقًا عليها في مكَّة، منعهم القرآن من الردِّ على الاعتداءات، لكن عندما اضطروا بسبب تعرضهم للاضطهاد إلى الفرار إلى المدينة وتأسيس دولةٍ هناك، كان لا بدَّ للمسلمين -شأنهم في ذلك شأن مؤسسي الدول الأخرى- أنْ يقاتلوا، والقرآن أيَّد ذلك. بيد أنَّ المؤرخين العسكريين يقولون إنَّ محمدًا والخلفاء الأوائل كانوا استثناءً في اعتمادهم الدبلوماسية لبناء إمبراطوريتهم أكثر من استخدامهم العنف".

وأوضحت ردًا على سؤال: كيف كانت الحال في مصر، مهد الإسلام السياسي؟ قالت: "بعد محاولة اغتياله في سنة 1954 قام جمال عبد الناصر بسجن آلاف المنتمين للإخوان المسلمين، وكان جلهم أبرياء، اعتُقل القسم الأكبر منهم بلا محاكمات بذريعة تهمٍ مثل توزيع منشوراتٍ أو حضور اجتماعاتٍ. وكان من بين هؤلاء سيد قطب الذي شهِدَ تعرُّض الإخوان المسلمين للضرب والتعذيب والقتل في السجون، وسَمِعَ وعد عبد الناصر بعلمنَة مصر وفق النموذج الغربي وتقييد الإسلام وحصره في المجال الخاص، فاعتبر العلمانيَّة شرًا كبيرًا".