أهدى طفل سوري لاجئ في ألمانيا الشرطة الاتحادية في مدينة باساو الألمانية رسمة تعكس من ناحية رؤيته للأحداث المأساوية التي عايشها في بلده سورية، ومن ناحية أخرى طبيعة الحياة في ألمانيا.وعبر الطفل في رسمته التي قسمها إلى جزئين عن الأوضاع المختلفة بين سورية وألمانيا، حيث يظهر في أحد جزئيها الأوضاع الدموية في سورية ومناظر القتل والدماء وتقطيع الأوصال، بينما يظهر في الجزء الآخر صورة الحياة الجديدة في ألمانيا.
ويتضمن الجزء الخاص بالأوضاع في سورية، والمرسوم عليه العلم السوري يعلوه جمجمة، منزلاً مدمراً، وأعضاء بشرية متناثرة في الشارع، وقصف نيران في الخلفية، وطفل بساق مبتورة يسير على عكاز.
أما في الجزء الخاص بالحياة في ألمانيا والمرسوم عليه علم ألمانيا محاطاً بقلب أحمر، فيظهر منزل كبير موصول بطريق سفر طويل، وشخصان يحملان حقائب سفر، وكلمة شرطة (مكتوبة بطريقة غير صحيحة تماماً) محاطة بقلب أحمر أيضاً.
وعن ذلك قال المتحدث باسم الشرطة الاتحادية الألمانية "توماس شفايكل" يوم الجمعة الماضي: "رؤية الطفل للعالمين مؤثرة للغاية"، وقد اعتبرت الشرطة الصورة صادمة كذلك.
الجدير بالذكر أن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، أعلن في مارس/ آذار الماضي أن نحو 14 مليون طفل في جميع أنحاء الشرق الأوسط يعانون جراء الحرب في سورية، وعدة مناطق من العراق.
وحذر الصندوق في تقرير له، من أن كثيراً من الأطفال في المنطقة لم يعرفوا السلام مطلقاً، وأن الصراعات حالت دون حصولهم على الضروريات الأساسية والرعاية الصحية والتعليم، مطالبة باستثمارات على المدى البعيد، للوفاء باحتياجات الأطفال والمراهقين، وتزويدهم بالمهارات وتحفيزهم على بناء مستقبل أكثر استقراراً لأنفسهم.
وأضاف التقرير: "مع دخول الصراع في سورية عامه الخامس حالياً، يظل الوضع بالنسبة لأكثر من 5.6 مليون طفل داخل البلاد بائساً إلى أقصى حد".