سلطت وكالة "رويترز" للأنباء، الضوء على فشل مشروع المليون وحدة سكنية ومشاريع إماراتية أخرى أعلنت عنها الإمارات لدعم عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري.
وقالت الوكالة إنه عندما وقعت شركة "أرابتك " الإماراتية عقد إنشاء مشروع إسكاني عالي المستوى مع حكومة الانقلاب المصرية، اعتبر هذا المشروع كعلامة لدعم الدولة الخليجية لـ"عبدالفتاح السيسي".
لكن المشروع الذي أعلن عنه في مارس 2014 كدعامة للحملة الانتخابية للسيسي توقف، وقد يؤدي ذلك إلى المخاطرة بسمعة السيسي، وهو ما يسلط الضوء على عادة الانقلاب في مصر بالوعود بمشاريع ضخمة ثم الفشل في إنجازها.
وأشارت الوكالة إلى أن المصريين قد وعدوا بمليون وحدة سكنية بحلول عام 2020 بتكلفة 280 مليار جنيه، ومجموعة أخرى من المشاريع لمساعدة الاقتصاد للوقوف على قدميه بعد اضطرابات سياسية أعقبت ثورة 2011، وكان السيسي يعول على وعود بمليارات الدولارات من حلفائه المنتجين للنفط والداعمين للانقلاب على الرئيس محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين، وكان هناك فشل في تدبير بعض هذه الأموال، كما أن البنوك المحلية غير قادرة على تمويل مشروع أرابتك.
ونقلت الوكالة، عن أحد المصادر المطلعة الإشارة إلى وجود خلاف حول العقد وصعوبات تمويل.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي غربي، القول: "الإمارات ملتزمة التزام شديد بدعم السيسي، لكن عندما يتعلق الأمر بمشاريع تجارية فإنها تبدي اهتمامًا بتفاصيل العقد للحصول على عائد جيد للاستثمار".
وأضافت الوكالة، أن نجاح السيسي في قمع الإخوان المسلمين -التي تراها دول الخليج تهديدًا وجوديًا هو سبب ضعيف للدخول معه في مشاريع لدعمه، كما أن ميزانية الإمارات تضررت بسبب هبوط أسعار البترول.
وصرح "إتش إيه هيلر" الزميل غير المقيم بمعهد بروكنجز لسياسات الشرق الأوسط للوكالة "بسبب الخوف من العنف السياسي، فإن كثيرًا من المصريين يعطون "فسحة من الوقت" للسيسي لكن الناس في النهاية سيرغبون في رؤية نتائج ملموسة فيما يتعلق بالنواحي الاقتصادية". ويضيف "هيلر"، "لو أن هذه النتائج ليست كبيرة بشكل مرضٍ، ولم تأت بشكل سريع بما فيه الكفاية فإن شعبية السيسي ستعاني بشكل كبير".
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم توقيع مذكرة مبدئية مع شركة "كابيتال سيتي" لبناء عاصمة جديدة، إلا أنه بعد أربعة أشهر من توقيع الاتفاقية أعلن وزير استثمار الانقلاب في مصر أن الشركة ستتولى فقط بناء جزء من المشروع".
وقالت: "إن نموذج آخر من هذه المشاريع التي تواجه صعوبات هو مشروع محطة كهرباء تعمل بالفحم؛ إذ أعلنت شركة "النويس" المنفذة للمشروع بعد عام من الإتفاق أنها ما زالت تنهي الأوراق".
وذكرت الوكالة، أن هذه المشاريع تعاني من أزمة في التمويل فشركة "أرابتك" ليس لديها السيولة الكافية لتمويل مشروعها، كما أن البنوك المصرية أيضًا لديها المشكلة نفسها بسبب تمويل توسعة قناة السويس الذي استدعى الشعور الوطني لتشجيع المصريين لشراء شهادات الاستثمار.