خاص - نافذة مصر :
 
التليجراف : السفارات الأمريكية تتأهب لردة فعل على تقرير استخدام وكالة المخابرات المركزية للتعذيب
 
بعد أربع سنوات من الجدل الشديد بين وكالة المخابرات المركزية ولجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، حان وقت الحساب فيما يتعلق باستخدام التعذيب بعد 9/11
التليجراف (بيتر فوستر) – 8 ديسمبر 2014
 
دخلت البعثات الدبلوماسية الأمريكية في جميع أنحاء العالم في حالة من التأهب الأمني المشددة يوم الاثنين بالتزامن مع الافراج عن تقرير طال انتظاره يكشف استخدام وكالة الاستخبارات المركزية للتعذيب في السنوات التي تلت هجمات 11 سبتمبر. 
 
ومن المتوقع أن يحتوي التقرير الذي أعدته لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ والمكون من 480 صفحة على معلومات تفصيلية عن كيفية استخدام وكالة الاستخبارات المركزية لـ"تقنيات الاستجواب المعززة" بما في ذلك الإيهام بالإغراق ضد المشتبه بهم من تنظيم القاعدة، الذين كانوا محتجزين في شبكة دولية من السجون السرية.
 
وقد وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالفعل تلك الأساليبب بـ "التعذيب"، في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون في وقت سابق من هذا العام، غير أن البيت الأبيض قال إنه يخشى أن تثير التفاصيل الجديدة الاتهامات المضادة في الخارج. 
 
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن الإدارة اتخذت خطوات حثيثة للتأكد من وجود الاحتياطات الأمنية المناسبة في المرافق الأمريكية في جميع أنحاء العالم"، محذرًا من أن التقرير قد يؤدي إلى "خطر أكبر" لمواطني ومرافق الولايات المتحدة. 
 
دار نقاش كبير من قبل كل من الجمهوريين وكبار أعضاء إدارة جورج دبليو بوش، الذي اعتمد ذلك البرنامج حول قرار نشر التقرير، وهو ملخص رفع عنه السرية لاستعراض استمر ثلاث سنوات لـ6000 صفحة لأكثر من خمسة ملايين وثيقة سرية للغاية لوكالة المخابرات المركزية. 
 
وقال مايك روجرز، رئيس الجمهوريين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب "أعتقد أن هذه فكرة رهيبة"، وأضاف: "لدينا شركاء أجانب يقولون لنا إن هذا الأمر سيتسبب في أعمال عنف ووفيات ... وبالمثل قيمت أجهزة استخباراتنا بأن هذا الأمر سوف يؤدي لنفس التداعيات". 
 
فيما قال البيت الابيض إنه "يدعم بقوة" قرار الإفراج عن التقرير، من أجل توضيح "ما هي القيم الأمريكية " ولضمان أن لا يُرتكب "شيئا من هذا القبيل مرة أخرى". 
غير أن جماعات حقوق الإنسان ودعاة مناهضة التعذيب يتهمون إدارة أوباما بالتلكؤ في نشر التقرير لحماية وكالة المخابرات المركزية وحكومة الولايات المتحدة من المزيد من الحرج.  
 
سيخرج التقرير للعلن بعد معركة مريرة استمرت أربع سنوات على التوالي بين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ العضو عن الحزب الديمقراطي "ديان فينشتاين"  ووكالة الاستخبارات المركزية، والتي اُضطرت في وقت سابق من هذا العام للإعتراف بالتجسس على اللجنة، مما تسبب في غضب في الكونغرس. 
 
تأخر نشر التقرير لأربعة أشهر أخرى حيث تجادلت السيدة "فينشتاين" مع وكالة المخابرات المركزية حول مدى ما ينشر أو ما يتم حذفه من الملخص. واتهمت السيدة "فينشتاين" الوكالة بمحاولة "التعتيم على حقائق رئيسية والتي تدعم النتائج والاستنتاجات". 
 
في نهاية الأسبوع الماضي تبين أن جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية، طلب مباشرة من السيدة فينشتاين إعادة النظر في قرار نشر التقرير، في ما اعتبره نشطاء بأنها محاولة أخرى  من قبل الإدارة الأمريكية للإفلات من المحاسبة حول تلك القضية.
 
وتشير تسريبات أولية إلى ان التقرير خلص إلى أن التعذيب لم يسفر عن نتائج مفيدة للاستخبارات، وبأن "السي أي أيه" استخدمت التعذيب بصورة تتجاوز المسموح بها وكذبت على الكونغرس مرارا وتكرارا لتغطية أثارها والمبالغة في قيمة ما انتزعته من معلومات تحت الإكراه. 
 
وفي مؤتمر صحفي عقد في وقت سابق من هذا العام وعدت السيدة فينشتاين بأن التقرير سيكشف "تفاصيل مروعة عن برنامج وكالة الاستخبارات المركزية والتي لم يكن ينبغي أبدًا أن تحدث". وسوف يُطعن على تلك النتيجة رسميا في تقرير للأقلية المعارضة والذي سينشر إلى جانب مراجعة السيدة فينشتاين، وسيقول بأن التقرير له دوافع سياسية ولم يتضمن مقابلات مع  المسؤولين عن البرنامج.
 
بالفعل أطلقت إدارة بوش، بدءا من بوش نفسه، هجومًا مضادًا عبر وسائل الاعلام ضد النتائج التي توصل إليها التقرير والذي يهدد الآن بتشويه بالغ لكل من وكالة المخابرات المركزية والإدارة السابقة. 
 
وقال بوش في مقابلة في مطلع هذا الأسبوع: "نحن محظوظون بأن يكون لدينا رجل ونساء يعملون بجد في وكالة الاستخبارات المركزية نيابة عنا، هؤلاء هم الوطنيين. ومهما يقول التقرير، فلن ينتقص هذا من مساهمتهم لبلادنا".
 
وقال خوسيه رودريجيز، وهو من مخضرمي وكالة الاستخبارات المركزية والذي كان يدير البرنامج في مقال في صحيفة واشنطون بوست: "كنت أعرف المديرين ونواب المديرين، والكثير من العاملين. إنهم رجال أخيار ونحن محظوظون ان يكون لدينا مثل هؤلاء الرجال"، وأضاف إنه "زيف فاضح" أن تقول إن الاستجوابات لم تسفر عن معلومات. وقال: "انها محاولة غير شريفة لإعادة كتابة التاريخ".