أوضح باحثون صهاينة أن الاحتلال الصهيوني هو أكبر الرابحين من قرار تبرئة المخلوع حسني مبارك. 

وقال البرفسور يرون فريدمان - رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب - إن "مبارك مثّل بالنسبة لإسرائيل الشخص الذي حافظ وضمن احترام اتفاق "كامب ديفيد" الذي يعد ركيزة أساسية للأمن "القومي الإسرائيلي"، حسب "عربي 21"
 
 وفي مقال نشرته النسخة العبرية لموقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" قال فريدمان، إن تبرئة مبارك تعني أن مصر عادت بقوة إلى عهد العسكر، وأنها تقطع علاقاتها مع الحركة الإسلامية، مشددًا على أن هذا الواقع يوفر بيئة مناسبة لتطوير العلاقات بين تل أبيب والقاهرة. 
 
واعتبر البروفيسور الصهيوني أن تبرئة مبارك ومحاكمة قادة ورموز الإخوان المسلمين وإصدار أحكام قاسية بحقهم، يدلل على الوجهة التي ارتضاها السيسي.
 
 
 ونوه إلى أن أكثر ما كان يرمز لعداء الإخوان المسلمين للاحتلال الصهيوني حقيقة أن الرئيس المصري "الإخواني" محمد مرسي لم يكن يستطيع لفظ كلمة "إسرائيل" بلسانه. 
 
وزعم فريدمان أن مرسي خطط على المدى البعيد لتحويل مصر إلى دولة تمنح الغطاء والدعم والحماية لحركة حماس في نضالها ضد دولة الاحتلال الصهيوني.
 
 وأوضح أن قائد الانقلاب السيسي يحرص بكل ما أوتي من قوة على التأكيد للاحتلال الصهيوني أنه يسير على نهج مبارك في كل ما يتعلق بالعلاقة معها، وفي حربه ضد "الإسلاميين" .
 
 وشدد فريدمان على أن "السيسي" يمثل نموذجًا للقائد الذي يعي كيفية التعامل مع الإسلاميين، حيث إنه لا يفرق بين "المعتدلين" و"المتطرفين" من الإسلاميين،  فهو لا يفرق بين "الإخوان المسلمين" و"حماس" من جهة، وتنظيم "القاعدة" من جهة أخرى، حيث إن مصير هؤلاء جميعًا إما: الموت أو السجن.
 
 وفي السياق ذاته، قال الجنرال عاموس يادلين - مدير "مركز أبحاث الأمن القومي" - إن "السيسي" يريد من خلال قرار تبرئة مبارك أن يرسل رسالة واضحة للعالم و"لإسرائيل" بشكل خاص أن مصر غادرت مربع الربيع العربي ولن تعود إليه.
 
 وخلال مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الأولى مساء الثلاثاء، أوضح يادلين أن "السيسي" من خلال تبرئة مبارك يريد أن يؤكد أن المحددات التي كانت تحكم السياسات المصرية في عهد مبارك، وتحديدًا السياسة الخارجية، عادت لتكون المحددات المعتمدة بالنسبة له.
 
 وأوضح يادلين أن قيمة تبرئة مبارك بالنسبة للاحتلال  كبيرة جدًا، على اعتبار أن صدور هذا القرار يعني إضفاء شرعية على النهج السياسي والأمني والإقليمي الذي انتهجه مبارك خلال 30 عامًا، وضمن ذلك علاقاته الوثيقة جدًا مع "إسرائيل". 
 
وأشار يادلين إلى أن تبرئة مبارك ستؤثر على الوعي الجمعي للمصريين وللعرب عمومًا، وستفتح الطريق أمام تكريس نهج سياسي وفكري سيضمن استقرار البيئة الإقليمية لدولة الاحتلال.
 
 واستدرك يادلين قائلاً: إن تفاؤله هذا يتوقف على قدرة "قائد الانقلاب" السيسي على تخطي التحديات الهائلة التي تواجهه، مشددًا على أن إنجاح "السيسي" يتطلب تكاتف الدول العربية المعتدلة والغرب.
 
وكانت محكمة الجنايات قضت - كذلك - ببراءة مبارك في قضية فساد تتصل بتصدير الغاز للاحتلال الصهيوني، وبانقضاء الدعوى الجنائية ضده ونجليه علاء وجمال في قضية ثالثة تتعلق بقبول عطايا من رجل أعمال مقابل استغلال نفوذه.