رفضٌ اخر من الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" للانقلاب العسكري على الحكومة الشرعية "حكومة محمد مرسي المنتخبة" في دولة مصر العربية، ويعد الرفض الأخير الذي جاء في كلمة القاها "أردوغان" في أحد أهم المحافل السياسية الدولية والأكثر جلبًا للاهتمام الإعلامي العالمي هو الأهم والذي تناقلته وسائل الاعلام العالمية.


 وكانت كلماته هذه: "من اكتفوا بمجرد المشاهدة والصمت، ولم يكن لهم أي ردة فعل حيال قتل الأطفال والنساء، والانقلاب بالسلاح والدبابات على الأنظمة المنتخبة من قبل الشعب، مشاركون صراحة، وعلانية في هذه الجرائم الإنسانية". مؤنبة لسامعيها في اجتماع الجمعية العامة في الأمم المتحدة. 

انتقاد اردوغان للسيسي! 
وجه الرئيس التركي "أردوغان" انتقادا في كلمته لحكومة الانقلاب في مصر و الانقلابي السيسي، وقال أمام قادة العالم المجتمعين في نيويورك، "مرة أخرى فإن الذين يعترضون على أعمال القتل في العراق وسورية واغتيال الديمقراطية في مصر يتعرضون لاتهامات بالغة الظلم ولا أساس لها ويتهمون على الفور بدعم الإرهاب". مضيفا: "ولم تفعل الأمم المتحدة وكذلك الدول الديمقراطية أي شيء سوى الفرجة على الأحداث، مثل اطاحة الرئيس المنتخب في مصر وقتل آلاف الأبرياء الذين يريدون الدفاع عن اختيارهم. والشخص الذي نفذ هذا الانقلاب حصل على الشرعية".

وانتقد أردوغان التهم التي توجه له ولمعظم القادة الرافضين للانقلاب العسكري الذي عاشته مصر في 3 يوليو 2013، فقال: "لقد شاهدنا أن هناك من سعوا لإسكات من كانوا يحاولون لفت أنظار العالم إلى تلك المجازر، سعوا في ذلك تحت تسميات مختلفة، فكل من حاول الاعتراض على ما يجري في سوريا من جرائم، وما جرى في مصر من قتل للديمقراطية، تعرضوا لعدد من الاتهامات الباطلة التي لا أساس لها، حيث تم اتهامهم على الفور بدعم الإرهاب ومساندته".  

"اردوغان" يرفض الجلوس على طاولة ضمت السيسي!
أوردت الصحف التركية، في عددها الصادر يوم الجمعة، خبر رفض رئيس الجمهورية التركية "رجب طيب اردوغان" الجلوس على طاولة الطعام الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" وذلك بسبب وجود الانقلابي"عبد الفتاح السيسي" هناك. ونشرت صحيفة "صباح" التركية خبرا مفاده "رفض رئيس الجمهورية اردوغان الجلوس على طاولة الطعام الذي قدمه بان كي مون لوجود الرئيس المصري السيسي هناك." وذكرت صحيفة "حريت" التركية ذات الخبر: "رفض رئيس الجمهورية اردوغان الجلوس على طاولة الطعام الذي قدمه بان كي مون لوجود السيسي هناك." 

هذا، ونقلت الصحف التركية، قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالتعبير عن رفضه وجود عبد الفتاح السيسي، بين قادة العالم المجتمعين في نيويورك لحضور أعمال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وخلال كلمته التي ألقاها أمام الجمعية مساء الأربعاء، أدان أردوغان ما وصفه بـ"إضفاء الأمم المتحدة الشرعية على من انقلب ضد من اختير بإرادة شعبية كرئيس لمصر"، في إشارة الى الرئيس محمد مرسي. وأضاف أردوغان أن "مجرد حضوره، (في إشارة إلى السيسي) في الجمعية العامة، هو قبول لعدم الشرعية وديمقراطية الشعوب من قبل الأمم المتحدة".

"اردوغان" يُغيض السيسي والمؤيدين له بشعار رابعة
وفي تفاصيل خطاب "أردوغان" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي آثارت غضب الحكومة المصرية وبعض الدول العربية الأخرى، حيث هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، النظام الحاكم في مصر، مطالبًا الأمم المتحدة بالدفاع عن الديمقراطية وعدم الإعتراف بمن جاء بعد قتل الآلاف الذين خرجوا ليطالبوا بأصواتهم، في إشارة منه إلى عبد الفتاح السيسي.

وفي مشهد لم يكن مفاجئ رفع أردوغان شعار رابعة خلال كلمته بالجمعية العامة، قائلا: "في مصر، أسقط الرئيس المنتخب بأصوات الشعب بانقلاب عسكري، وفي حين تم قتل الآلاف الذين طالبوا بأصواتهم، اكتفت الأمم المتحدة والدول الديمقراطية بالمشاهدة، مضيفًا، والشخص الذي قام بالانقلاب يُشرعن (يُعطى المشروعية)". مطالبا الأمم المتحدة بأن تكون أكثر شجاعة في الدفاع عن الحق، قائلا: "إذا كنا ننادي بالديمقراطية فيجب أن نحترم الصندوق. أما إذا كنا سندافع عن الانقلاب وليس عن الديمقراطية، فإنني سأتساءل: هذه الأمم المتحدة لم هي موجودة؟"

الصحف التركية تنقل الانتقاد بعناوين مبتهجة! 
هذا، ونقلت الصحف التركية في طبعاتها الصادرة، يوم الخميس، بعناوين مبتهجة كلمة "أردوغان" في الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلة: "أردوغان نظر في أعين السيسي وقال: "لا يمكن لأي شخص أن يكون بريئًا في دنيا يموت فيها الأطفال ويُقتلون". كما احتفت الصحف المقربة من حزب العدالة والتنمية بالكلمات القاسية التي وجهها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للجنرال عبد الفتاح السيسي وللدول المساندة له بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مذكرة بالتحليلات التي لم تصدق حول تراجع أردوغان عن معارضته للانقلاب العسكري في مصر وسيره نحو تطبيع العلاقات مع النظام المصري الناتج عن هذا الانقلاب.

تركيا لن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول
ويؤكد اردوغان على ان بلاده "لا تتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة"، و"تحترم وحدة تراب جميع الدول بالمنطقة وسيادتها"، ويضيف بان: "من اكتفوا بمجرد المشاهدة والصمت، ولم يكن لهم أي ردة فعل حيال قتل الأطفال والنساء، والانقلاب بالسلاح والدبابات على الأنظمة المنتخبة من قبل الشعب، مشاركون صراحة، وعلانية في هذه الجرائم الإنسانية"، مضيفًا أن بلاده "ستتصدى بكل قوة للإرهاب، والظالمين، والقتلة، ولاسيما قتلة الأطفال، وستواصل دفاعها بشكل شجاع، وأقوى عن الديمقراطية، والرفاهية".

يشار الى ان الجيش المصري قام بانقلاب عسكري تحت قيادة عبد الفتاح السيسي وانقلب علي الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي وعطّل العمل بالدستور وقطع بث عدة وسائل إعلامية. وكلّف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور برئاسة البلاد. وتم احتجاز الرئيس الشرعي محمد مرسي في مكان غير معلوم لعدة أشهر. ومن الجدير بالذكر ان العلاقة بين مصر وتركيا شبه منقطعة منذ الانقلاب علي الرئيس مرسي في الثالث من يوليو 2013.