نافذة مصر - وكالات :
 
حث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاسكتلنديين الاربعاء 10 سبتمبر على ألا يختاروا الاستقلال عن المملكة المتحدة وذلك قبل الاستفتاء الذي يجري في 18 من الشهر الجاري.
 
وفي مسعى لوقف تنامي التيار المؤيد لاستقلال اسكتلندا عن بريطانيا ألغى كاميرون وزعيم المعارضة إد ميليباند جلستيهما الأسبوعية للإجابة عن أسئلة المواطنين ،وذلك من أجل زيارة اسكتلندا ليطلبا من مواطنيها عدم إنهاء الوحدة المستمرة مع انجلترا منذ 307 أعوام، وهو ما اعتبره البعض مؤشرا على حالة الذعر التي انتابت النخبة الحاكمة في بريطانيا.
 
وتعتزم الحكومة الإسكتلندية إجراء استفتاء عام للناخبين الإسكتلنديين بشأن مسألة الاستقلال عن المملكة المتحدة يوم الخميس 18 سبتمبر 2014 وفقًا لاتفاق الحكومة المحلية الإسكتلندية مع الحكومة المركزية، وسيكون الاستفتاء على شاكلة سؤال يُوجّه للمواطن الإسكتلندي "هل ينبغي أن تكون إسكتلندا دولة مستقلة؟".
 
ولأول مرة، وقبل أقل من عشرة أيام على موعد الاستفتاء، أشار استطلاع لمعهد يوجوف لحساب صحيفة صنداي تايمز إلى أن أنصار استقلال إسكتلندا حققوا أول تقدم في استطلاع للرأي منذ بدء حملة الاستفتاء، وقال "يوجوف" إن استطلاعه منح الناخبين المؤيدين للاستقلال51% مع حصول دعاة الوحدة على 49%، منهيًا تقدمًا بواقع 22 نقطة لحملة "معًا أفضل" المناهضة للاستقلال خلال شهر.
 
يذكر ان الناتج الاقتصادي لإسكتلندا، حتى بدون النفط والغاز، يتساوي تقريبًا مع المملكة المتحدة ككل، وبالتالي، فالنفط والغاز يمثلان ميزة إضافية، وربما تصل القيمة التي تحصل عليها إسكتلندا من ريع النفط إلى أكثر من 90٪.
 
وتستطيع الحكومة في إسكتلندا توفير مستوى معيشة مشابه لمواطنيها مقابل ذلك الذي سيتخلون عنه من بريطانيا.
 
ومن ناحية أخرى هناك العديد من النواحي التي يفكر بها الساسة والاقتصاديون عندما يأتي الأمر لاستقلال إسكتلندا، فعلى سبيل المثال، هناك مديونيات داخلية وخارجية على بريطانيا تتجاوز 1.2 تريليون جنيه إسترليني، ومن المؤكد أن إسكتلندا سيكون لها حصتها من هذه الديون، وهذا يعني أن إسكتلندا ستواجه تحديات اقتصادية جمة، وربما ستضطر الحكومة إلي زيادة الضرائب وأن تخفض من الإنفاق بمقدار يتجاوز 6 مليار جنيه إسترليني.
 
ومن الناحية العسكرية فإن إسكتلندا في الوقت الحالي تُعد المنطقة الثابتة للغواصات النووية البريطانية؛ هذا الأمر سيجعل من الصعوبة بمكان أن تنفصل إسكتلندا من ناحية الدفاع أو في تجهيزها العسكري عن بريطانيا، وفي حال حدث ذلك، فإن التنسيق سيكون كاملاً، بحيث يتشارك جهاز الاستخبارات الإسكتلندي معلوماته بشكل شبه كامل مع المكتبين الخامس والسادس البريطاني، كما أن إسكتلندا ستعتمد بشكل كبير على بريطانيا في مسألة الدفاع.