18/11/2009 

توقع جنرال كبير بالجيش الأمريكي أن تسجل حالات الانتحار بالجيش رقما قياسيا جديدا في عام 2009، في ظل نقص المستشارين المتخصصين لمساعدة الجنود على حل مشكلاتهم النفسية الناتج أغلبها عن المشاركة في عمليات عسكرية خارج البلاد، والتي يتمركز أغلبها في العراق وأفغانستان.

وتظهر النتائج أن عدد حالات الانتحار أثناء الخدمة بلغت حتى الآن في 2009 نفس عدد العام الماضي بالفعل وهو 140 حالة، في الوقت الذي يقترب فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما من إرسال قوات إضافية يبلغ قوامها 40 ألف جندي لأفغانستان.

ونقلت "رويترز" الثلاثاء 17-11-2009 عن الجنرال بيتر تشياريلي نائب رئيس هيئة أركان الجيش قوله: "سجل سلاح البر 140 عملية انتحار لجنود في الخدمة، ما يساوي العدد الإجمالي لحالات (الانتحار) في 2008 فيما يبقى شهر ونصف الشهر لنهاية العام، وسننهي العام بكل تأكيد برقم يفوق العام الماضي".

وبحسب شياريلي فإن الـ 140 هم ضحايا الانتحار للجنود المتواجدين بالخدمة، بينما بلغ عدد المنتحرين من جنود الاحتياط والحرس القومي، منذ يناير الماضي وحتى اللحظة 71 جنديا، ليصبح إجمالي عدد المنتحرين هذا العام 211 جنديا، وفق بيتر شياريلي.

وأضاف الجنرال: "نود عدم حصول انتحار جديد هذه السنة أو في السنوات المقبلة، لكننا نعلم أنه لن يكون الأمر كذلك".

وأوضح أن الجيش ينكب على دراسة الإفراط في تناول الكحول واستخدام المخدرات أو الأدوية بنسب أصبحت "أكثر ارتفاعا مما كانت عليه قبل ثماني سنوات"، في إشارة إلى بدء الانتشار الخارجي الواسع للجنود الأمريكيين منذ الحرب على أفغانستان في 2001.

ووفق إحصائية الجيش الأمريكي فإن إجمالي عدد المنتحرين في عام 2008 قد بلغ 197 جنديًّا منهم 140 جنديًّا في الخدمة و57 من قوات الحرس القومي والاحتياط، وفي العام 2007 بلغ عدد المنتحرين بالجيش الأمريكي 115 حالة انتحار.

وتشير دراسة للجيش الأمريكي إلى أن عمليات الانتشار المتكررة للقوات المسلحة في العراق وأفغانستان منذ سنوات تعتبر عموما من أسباب ارتفاع حالات الانتحار في صفوف العسكريين، حيث إن ثلثي الجنود المنتحرين تم نشرهم في الخارج.

لكن تشياريلي حذر من تعميم أسباب الانتحار أو افتراض أنها مرتبطة بالضغط على القوات المنهكة من الحرب في العراق وأفغانستان.

وكان الجيش قد كشف في الآونة الأخيرة أن حوالي واحد من كل خمسة جنود من الرتب الأقل يعانون من مشكلات صحة نفسية مثل الإحباط.

ولا يقتصر أثر هذه المشكلات على الانتحار بل يتخطاه إلى ارتكاب أعمال عنف وهو ما بدا واضحا في حادث قاعدة "فورت هود" بولاية تكساس الأمريكية، حيث أطلق ضابط في مطلع نوفمبر الجاري النار على زملائه فقتل نحو 13 جنديا أمريكيا وأصاب 31 آخرين.

وتعاني "فورت هود" التي تعد أكبر قاعدة عسكرية على مستوى العالم، من وجود أكبر عدد من حالات الانتحار مقارنة مع غيرها من القواعد الأمريكية.

وبحسب مصادر أمريكية بلغت حالات الانتحار في القاعدة منذ غزو العراق عام 2003 نحو 75 حالة، بينهم 9 حالات في شهر يوليو من عام 2009.

__________________

المصدر: إسلام أون لاين