24/09/2009

دعا رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو الى حوار مع الحركات الإسلامية المعتدلة في إطار "تحالف الحضارات" لمواجهة "جميع أنواع التطرف"، وهذا التوجه يدفع ببعض المراقبين الى الاعتقاد أن رئاسته للاتحاد الأوروبي ابتداء من بداية السنة المقبلة قد تشهد مبادرة ما تجاه الحركات الإسلامية في العالم العربي.

وجاءت تصريحات سبتيرو في حوار مع القناة الأمريكية "سي إن إن" في نيويورك ليلة الثلاثاء حيث يتواجد للمشاركة في أشغال الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية ضمن أشغال الجمعية العامة لهذه المنظمة الدولية.

ويرى أن الأمر يتطلب "تحالفا كبيرا مع الاسلاميين المعتدلين لتهميش المتطرفين" ودافع عن أهمية "عمل سياسي شامل في الشرق الأوسط يرسي السلام بما في ذلك في أفغانستان".

وفي تعليقه على الأصوات التي تطالب بمزيد من الجنود في أفغانستان يعتقد أن "العمل العسكري يجب أن يتم بالتزامن مع العمل السياسي والتعاون في إطار استراتيجية النظام الدولي". مبرزا أن التقدم في السلام في الشرق الأوسط سيعمل على تقصير المجهودات في أفغانستان

رئيس الحكومة الذي يشغل في الوقت نفسه الأمانة العامة للحزب الاشتراكي الحاكم يعتبر أن التواجد العسكري في أفغانستان مبني على قرار الأمم المتحدة، وأكد أن قرار سحبه الجنود من العراق مبني على اعتبار أن الحرب ضد هذا البلد العربي لم تكن شرعية.

وتكتسي تصريحات سبتيرو أهمية خاصة بحكم أنها تأتي في الاتجاه نفسه بين ربط مكافحة التطرف بالحوار والتنمية، حيث كانت من الزعماء الغربيين القلائل الذين تفادوا الانحياز لإسرائيل خلال حرب 2006 وخلال الهجوم الإسرائيلي ضد قطاع غزة في يناير الماضي. والجديد في تصريحات سبتيرو هو دفاعه عن ضرورة فتح قنوات مع الحركات الإسلامية المعتدلة بدل إقصائها.

وترى مصادر بالحزب الإشتراكي الحاكم أن الأنظمة العربية يجب أن تعي أن عدم إدماج هذه الحركات يعتبر هدرا للديمقراطية ومزيدا من افتعال التوتر السياسي والاجتماعي. وتابعت أن تركيا الدولة المنغمسة في العلمانية قبلت بحزب العدالة والتنمية الذي يشرف على إصلاحات ديمقراطية عميقة فكيف يتم إقصاء هؤلاء في دول إسلامية.

وتتزامن تصريحات سبتيرو وقرب رئاسة اسبانيا للاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من سنة 2010، حيث من المرتقب أن يعزز العلاقات مع العالم العربي وخاصة منطقة المغربي والتقدم بمقترحات للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وكان وزير الخارجية ميغيل آنخيل موراتينوس قد أكد في مناسبات متعددة أن بلاده مستعدة لاحتضان مؤتمر سلام جديد على شاكلة مؤتمر مدريد سنة 1992 وأنها فاتحت الأطراف المعنية والدول الكبرى والجامعة العربية بهذا الهدف.

وتؤكد مصادر دبلوماسية في مدريد أن النزاع في الشرق الأوسط واحتمال احتضان مدريد لمؤتمر مماثل سيكون على طاولة المباحثات بين سبتيرو والرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر المقبل في البيت الأبيض.

ويعتبر المراقبون ومن ضمنها تعاليق حتى بعض القراء في موقع جريدة بوبليكو مساء الاربعاء أن إسرائيل ستعمل على عرقلة أي مساع في هذا الاتجاه بحكم أنها تعتبر سبتيرو منحازا للصف العربي بسبب مواقفه في حرب 2006 وإبان الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة.