16/12/2008

حصل الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه، على تأييد شعبي عربي واسع النطاق، وذكرت وكالات الأنباء العالمية أن الشعوب العربية شاهدت على شاشات التلفزيون باهتمام اللقطات التي صورت الحدث الذي وقع خلال مؤتمر صحفي ببغداد مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

ففي القاهرة أعلن رئيس اتحاد المحامين العرب سامح عاشور خلال مؤتمر صحفي أن الاتحاد سيشكل هيئة دفاع لتوفير الحماية القانونية للزيدي داخل العراق.

وأوضح عاشور أنه ستُشكَّل هيئة دفاع عربية أيضاً تسعى لتوفير محاكمة عادلة للزيدي, أول شروطها أن تتم خارج العراق.

كما أصدرت صحيفة الأسبوع القاهرية المستقلة بيانًا تضامنيًّا مع الصحفي العراقي الذي عبر عن رفضه للاحتلال الأمريكي لبلاده بتصرف رمزي شاهده العالم.

واعتبرت الصحيفة أن ما أقدم عليه الصحفي يجب ألا يكون مبرِّرًا أو مدعاة للعصف بحقوقه القانونية أو تجاوز أحكام المعاملة الإنسانية، وهو ما يستوجب إطلاق سراحه فورًا.

وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن المصريين شاهدوا على شاشات التلفزيون باهتمام اللقطات التي صورت الحدث.

ومن جهته قال حمدين صباحي -رئيس تحرير صحيفة الكرامة وعضو مجلس الشعب ووكيل مؤسسي حزب الكرامة العربية/تحت التأسيس-: إن ما فعله الزيدي لا غبار عليه لأنه عبّر بحسب ما قاله عما يعتمل في نفوس العرب جميعًا.

كما طالب مواطنون مصريون تحدثوا لتلفزيون الحياة الدول العربية بالبحث عن حذاء الزيدي ووضعه في متحف لأنه برأيهم من أعز ما يملكه العرب الآن.

كما عبر المحامي المصري محمد منيب الذي كان ضمن هيئة الدفاع عن صدام خلال محاكمته عن أنه وزملاء له مستعدون للدفاع عن الزيدي أمام أي محكمة عراقية.

واعتبر متحاورون في البرنامج التلفزيوني أن حذاء الزيدي فاقت أهميته أي حذاء آخر رُفع من قبل في وجه مسئول لأنه تم رميه بالفعل صوب الرئيس الأمريكي وأصاب علم بلاده، وأضافوا أنهم في غاية الحزن لأن الحذاء لم يصب وجه بوش مباشرة.

وفي الأردن أصبحت الواقعة حديث الشارع الأردني وشغله الشاغل. وفي هذا الصدد قالت يونايتد برس إنترناشيونال: إن الأردنيين استقبلوا الواقعة بالكثير من الثناء والترحاب.

وتعبيرًا عن ذلك دعا نقيب المحامين الأردنيين صالح العرموطي إلى تشكيل هيئة دولية للدفاع عن "الصحفي البطل منتظر الزيدي".

وقال العرموطي:"يجب عدم الاكتفاء بتشكيل هيئة دفاع عربية عن الصحفي، بل يجب أن تضم الهيئة محامين دوليين ومن ضمنهم أمريكيون ينددون بسياسات المجرم بوش".

كما حمل العرموطي "قوات الاحتلال والحكومة العراقية المسؤولية الكاملة عن حياة الزيدي"، واعتبر أن "المهزلة كانت واضحة بعد أن تم الاعتداء على منتظر الزيدي أمام الكاميرات".

وتبادل الأردنيون الرسائل الخلوية والاتصالات الهاتفية التي حثوا فيها بعضهم البعض على متابعة الحادثة، فيما أرسلت مئات الرسائل الإلكترونية التي تحمل اللقطة التي تظهر الرئيس الأمريكي بينما كان أحد نعليْ حذاء الصحفي يطير باتجاهه.

ومن بين هذه الرسائل واحدة تقول "خبر عاجل: حظر ارتداء الأحذية في الأماكن التي يزورها الرئيس الأمريكي"، ورسالة أخرى تدعو إلى بناء تمثال لحذاء الصحفي منتظر الزيدي.

واستقبلت المواقع الإلكترونية مئات التعليقات على الحادثة، حيث أشادت معظم هذه التعليقات بالصحفي العراقي ووصفته بالبطل ودعت إلى تكريمه.

في حين كانت بعض التعليقات عبارة عن نكات أطلقها بعض الصحفيين، ومنها أنه لن يسمح للصحفيين بدءًا من الآن بحضور المؤتمرات الصحفية إلا حفاة، وأخرى تقول: إن مصنعي الأسلحة الأمريكية بدؤوا في تصنيع سلاح مضاد للأحذية.

كما اقترحت تعليقات أخرى عرض حذاء الصحفي للبيع بالمزاد العلني، مؤكدة أنه سيباع بالملايين.

ولم يكتف الفلسطينيون بإعلان تضامنهم مع الزيدي، بل تعدَّوْا ذلك لإطلاق عشرات النوادر والنكات, إضافة لتناقل صور الواقعة, مع تعليقات تصفها بالبطولية وأخرى تقول إنها هدية رأس السنة ووداع مميز لبوش.

وتقول رسالة كتبها فلسطينيون: إن السلطة الفلسطينية أقرت قانوناً عاجلاً يمنع لبس الأحذية خلال المؤتمرات الصحفية؛ خشية تعرض قادتها للضرب بالأحذية.

وتقول أخرى: إن أسواق الضفة الغربية تفتقر إلى الأحذية لشرائها من قبل الصحفيين قبيل زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى رام الله.

المصدر: البشير للأخبار