23/ 11 / 2008
 "في المحن ابحث عن المنح" .. مقولة يرددها الكثيرين في وقت الأزمات ، وخاصة فيما يتعلق بديننا الإسلامي والحملات العنصرية والمسيئة التي تستهدف النيل من الرسول الكريم ، ومحاولة منع نور الإسلام من الانتشار في أوروبا. وتجلت تلك المنح فيما شهدته السويد عقب نشر الصور المسيئة للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ، من دخول الآلاف في دين الله ، حيث أعلن وفد شباب من شباب السويد المسلم خلال زيارة له لمصر في مؤتمر صحفي بالمعهد السويدي بمحافظة الإسكندرية السبت 16-11-2008 ، عن اعتناق ‏15‏ ألف مواطن سويدي تتراوح أعمارهم بين‏20‏ إلي‏40‏ عاما للدين الإسلامي بعد أزمة الرسوم المسيئة للرسول محمد صلي الله عليه وسلم‏....


 
وأعلن الوفد المسلم الذي يتكون من 12 شابا وفتاة ‏ خلال المؤتمر أنه يسعى لتنفيذ 4 مشاريع تخدم المسلمين في السويد ‏ الأول تعليم الشباب كيف يعيش في المجتمع السويدي‏,‏ ومشروع تعليم الأئمة اللغة السويدية لأن الأجيال الجديدة من المسلمين لا يجيدون اللغة العربية‏,‏ والمشروع الثالث الاهتمام بقضايا البيئة والحفاظ عليها ومشروع أخير عن حوار الأديان‏,‏ ويهدف تحويل النظرة إلي الإسلام في المجتمع السويدي من اعتباره مشكلة وإلي اعتباره دينا من الأديان، لأن المشاكل معظمها سببها سوء فهم الإسلام‏.
ويعتبر الإسلام الديانة الثانية في السويد ، ويعتنقه أكثر من نصف مليون مسلم في بلد يبلغ تعداده حوالي ثمانية ملايين ونصف المليون . وبرغم حداثة عهده في تلك الدولة إلا أن أعداد معتنقي الإسلام في تزايد مستمر ، خاصة وأن الجاليات الإسلامية هناك لا تجد صعوبة في القيام بشعائرهم الدينية ، وإنشاء المساجد في كل المدن في ظل حماية القانون الذي اقره البرلمان السويدي حول قانون حرية الأديان وحق أصحاب الديانات في أداء مناسكهم كاملة دون خوف من أحد ، حيث أوجد البرلمان السويدي قوانين رادعة لمن يقفز على هذا القانون والذي استفادت منه كلّ الأقليّات. وتنشط في السويد الجمعيات والمراكز الإسلامية حيث تنتشر في كافة المدن وتزايد عددها حتى وصل في العاصمة استوكهلم 45 جمعية، وفي مدينة مالمو 15 جمعية ، كما يوجد 4 مساجد كبيرة في المدن الكبرى، وقد طبعت ترجمة لمعاني القرآن الكريم ، ومن المشاريع الجديدة للمسلمين بناء مساجد جديدة . وينتشر الإسلام بين النساء خاصة الأكاديميات والجامعيات منهن والسبب في ذلك يعود إلى الوضع المتردي للمرأة الأوروبية وهو الوضع الذي يجعلها أكثر تقديراً للإسلام وإقبالاً عليه خاصة، أنه أعطى للمرأة وضعاً متميزاً في المجتمع فاق كل الديانات الأخرى، وكانت المسلمات السويديات قد أنشأت أول جمعية للمرأة المسلمة في الدول الإسكندنافية عام 1984. في فترة مبكرة جداً من التواجد الإسلامي حيث يمارس في هذه الجمعية النشاط الدعوي والاجتماعي في جميع أنحاء اسكندنافيا من تنظيم الندوات والمحاضرات والدروس الدينية وعقد المؤتمرات الإسلامية وإقامة الأسواق والمعارض الخيرية وإنشاء الحضانات ودور التربية للأطفال ودعم القضايا الإسلامية. يذكر أن أول وصول للمسلمين إلى السويد كان في خمسينيات القرن العشرين وذلك بأعداد تحسب على أصابع اليد الواحدة وكان بعضهم من سكان الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطي الذين فروا من الحكم الماركسي والبعض الآخر من اللاجئين الفلسطينيين الذين شردتهم إسرائيل وطردتهم من قراهم وبلادهم كلها.
 

إسلام تايم - محمد البشبيشي