نافذة مصر
القضاء المصري الذي عرفنا حجم شموخه ، الذي امتد حتى عمق مستنقع الظلم ، والخدمة على الانقلاب ومن قبل تقنين الفساد وتكريس الاستبداد ، هذا القضاء يتراجع خطوة للخلف ،عن بغيه وظلمه ، في محاولة يائسة لتبييض ماء وجهه الكالح والأشد قبحا من كل الوجوه الكريهة البغيضة ، النحسة التعسة التي عليها غبرة ، كل أدوات التبييض التي يحاولها الآن ، ستتحول إلى خلايا سرطانية في جسده وسوف تفنيه ، لأنها مساحيق كيميائية مصطنعة ، وفق شروط ومعايير تخالف الصحة والسلامة والجودة النوعية ، عدالة وحيدة ونزاهة ، بل اختلالا وخسة وضعة ..

التراجع للخلف تمهيد وتوطئة لغسيل "أرواب "القضاء الفضفاضة بقدر فضفضة الذمم ، ومرونة الضمير ، والنجسة بقدر قذارة الأحكام وبغيها وعمايتها ..
هذا التراجع عن الأحكام رغم ما يعكسه من اعتبار القضاء أحد أركان الانقلاب الحامية والداعمة له ، هو محاولة أخيرة لاسترداد بعض قبول به كونه سيعلن أو سيشرف على الاستفتاء على "العهر ستور"" أقصد الزور ستور" لا بل أقصد" البولا ستور" ، وبما أن النتيجة معدة سلفا ، كما أعلنها حزب الشرور ، حزب الخيانة والتجارة بالدين ، فقد كانت النتيجة تحتاج بعض المساحيق لعلها تنطلي على الغفلة والسذج ، أو تلقى قبولا لدى المجتمع الدولي ، الذي يدرك الحقيقة كونه أحد صناع الانقلاب ..

لايزال الانقلاب يستعمل أدواته القمعية ، ويحاول الالتفاف على الحراك الثوري بصنع مشاهد ، قد توحي بالاسترخاء بعدما تسكن النفوس الأكثر غليانا جراء سجن بناتنا ..

ولايزال الحراك الثوري بسلميته التي تستعصي على الانجرار للاحتراب هو التحدي والرهان ، لايزال يدير الكارثة بكل صمود وشموخ ، واستبسال وبطولة في الصبر وضبط النفس ، لتقديم نموذج للبشرية في الصبر على الأذى حين يكون بيد الداخل من إخوة العقيدة وشركاء الوطن ، لايزال الحراك الثوري يرابط في الشوارع والميادين ، لاتجتمع من حوله إلا أفئدة كتلك التي دعا بها إبراهيم ربه ،

"فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " بعد أن أذن في الناس بالثورة والرباط والسلمية وضبط النفس كما أذن إبراهيم بالحج ، لتبدأ الأمة ميلادا جديدا كما بدأته عند أقدام إسماعيل ، تتفجر ينبوع حياة وأي حياة ، إنها حياة الكرامة والحرية ، وتبوئ الأمة مكانها من البشرية برا وعدلا ورحمة كما كانت في عهودها المشرقة ..فلا تنخدعوا بالحرباء حين تتلون في كل مرة لعلها تنجو بالخديعة ..