كتبت- ولاء عبده
 

قال المستشار محمد عوض - رئيس محكمة باستئناف الإسكندرية والمنسق العام لحركة قضاة من أجل مصر، إن أهم ما يميز الوثيقة السوداء لدستور الانقلابيين أنه يؤسس لدكتاتورية العسكر بجعلهم دولة فوق الدولة لأنه لايجيز تعيين وزير الدفاع ولا عزله إلا بموافقة مجلس العسكر فضلا على أنه لا يحق لممثلي الشعب مناقشة شئونهم ولا ميزانياتهم.
 
وأضاف "عوض" - في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، هذه الوثيقة السوداء تسمح أيضًا بمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري التابع لوزير الدفاع بنص قانون الأحكام العسكرية ما يقطع أن العسكر بهذه النصوص يريدون أن تتجمع فى أيديهم كل السلطات ولا رقيب عليهم من أحد مهما علا شأنه حتى ولو كان رئيس الجمهورية المنتخب .
 
وتابع أن دستور لجنة الخمسين الباطلة قد ألغي الهوية الإسلامية بحذفه الإشارة إلى أن الشعب المصري جزء من الأمة الإسلامية بما يؤدي لفصل مصر عن العالم الإسلامي وإلغاء فكرة عودة الخلافة الإسلامية كما تم حذف المادة التي تسئ للذات الإلهية والأنبياء والرسل بما يتيح للعلمانين والفسقة والعاهرات التجرئ علي الذات العلية وأنبيائه ما يجعل إشاعة الفاحشة أمرا هينا.
 
وأوضح عوض أنه "تم حذف المادة المفسرة لمبادئ الشريعة الإسلامية وجعل المحكمة الدستورية هى المرجع فى تفسير مبادئ الشريعة الإسلامية فى حين أن المحاكم تقضي فى أحكامها بمرجعيتها للدستور والقانون فلا يتصور دستوريا جعل الدستور وهو الذي ينشئ السلطات ومن بينها السلطة القضائية تكون مرجعيته تابعة للسلطة القضائية التي ينشئها مما يجعل القضاء هو المرجع الأساسي للدستور وليس العكس".
 
وأشار أنه باعتبار أن المنظومة القضائية الحالية والقيادات فيها تسير في ركاب الإنقلاب العسكري وتقضي وفق أهواء العسكر فإننا نتحدث عن أن العسكر أصبحوا هم مصدر السلطة القضائية والتشريعية فى الدستور، مؤكدًا أنه وفق دستورهم الباطل فإن قائد الإنقلاب هو الذي سيصدر قانون يوقع عليه الرئيس المؤقت نيابة عنه بتحديد النظام الإنتخابي سواء بالقائمة أو النظام الفردي كم أنه هو الذي سيحدد أي إنتخابات ستجري أولا الرئاسية أم البرلمانية كما أن العسكر هم الذين سيحددون الكوتة ونسبتها سواء للعمال والفلاحين أوالشباب أوالمرأة أوالأقباط.
 
وشدد على أن هذا يعني أن مصير الشعب المصري أصبح دستوريا فى يد العسكر بقيادة الغدار الذي غدر برئيس شرعي منتخب، متساءلا: فهل يا أيها الشعب المصري الأبي تقبل أن يتحكم فيك من غدر وخان ومن قتل وحرق الشرفاء أحياء وأمواتا ومن يسجن البنات والحرائر؟!.
 
وأكمل "لك وحدك يا شعب مصر القرار وأنت الذي ستحدد مصيرك بوقوفك في وجه الطغاة الفجرة تسترد به سلطاتك المسلوبة وإرادتك المسروقة وكرامتك الضائعة وحريتك في اختيار وعزل من تشاء في أي وقت تشاء وفقا لدستورك أنت لا دستور الإنقلابيين العسكر والعلمانيين وأقول لهؤلاء "متي إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".