نافذة مصر / رويترز

"حرية ما بعدها حرية".. هكذا وصف محمد سراج الدين أول انتخابات تجرى في قرية كفر المصيلحة مسقط رأس الرئيس المخلوع حسني مبارك بمحافظة المنوفية شمالي القاهرة منذ الثورة الشعبية التي أسقطت مبارك في فبراير شباط.

وتجري يومي الأربعاء والخميس المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب المصري في تسع محافظات من بينها المنوفية وهي أيضا مسقط رأس الرئيس الراحل انور السادات وعدد من اقطاب الحزب الوطني الحاكم سابقا والمنحل حاليا مثل الوزير والنائب الراحل كمال الشاذلي ورجل الاعمال المحبوس أحمد عز.

وعن الانتخابات الحالية قال سراج الدين وهو مدير عام سابق بوزارة التربية والتعليم "كل شيء فيه نظام والناس بتنتخب بدون أي ضغوط."

وقالت فاتن علي السيد عابدين وهي موظفة "الانتخابات تجري بسهولة وحرية."

كان الاقبال ضعيفا امام المقرين الانتخابيين الوحيدين في القرية واللذين أقيما بمدرسة (عبد العزيز باشا فهمي) ومدرسة (سعيد عطا الله). ويوجد تواجد قوي من أفراد القوات المسلحة لتأمين المقرين كما يوجد تواجد شرطي خارجهما.

وربما يرجع ضعف الاقبال الى قلة عدد سكان القرية الصغيرة والبالغ نحو عشرة الاف نسمة وفقا لاحصاء رسمي عام 2006.

وعن مزاج الناخبين قال أغلب من التقى بهم مراسل رويترز خارج أحد المقرين الانتخابيين بكفر المصيلحة انهم سيصوتون للاسلاميين الذين كانوا من أشد معارضي مبارك.

وقال سمير شاهين وهو رجل اعمال "معظم الناس هتصوت اما لحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين) أو لحزب النور (السلفي)."

وقال احمد ابراهيم (44 عاما) وهو صاحب مكتبة "انتخبت مرشح الحرية والعدالة." ونفس الشيء فعلته ناخبة رفضت ذكر اسمها.

كما صوت سعيد عبد المجيد (62 عاما) لحزب النور.

وكفر المصليحة جزء من الدائرة الاولى للفردي بالمنوفية والتي تضم مركزي شبين الكوم وقويسنا. وهذه الدائرة جزء من الدائرة الاولى للقوائم بالمحافظة والتي تأجلت فيها انتخابات القوائم بموجب حكم قضائي.

وعن مشاعر الناس ازاء مبارك قال شاهين "لم يكن له علاقة بالبلد نهائيا وكان يرفض استقبال أي زائرين من الكفر"

وعبر اخرون عن ارتياحهم لرحيله.

وذكر الجندي ان الكثير من ابناء القرية كانوا ينضمون للحزب الوطني ايام مبارك ليس ايمانا بمبادئه ولكن "للانتفاع ببعض المميزات مثل الرحلات والدورات التعليمية او لصلة القرابة بمبارك."

وتساءل أحمد بدر (24 عاما) وهو مهندس "هو مبارك عمل حاجة هنا علشان الناس تحبه؟"

ورغم هذا لا يزال النادي الرياضي بالقرية يحمل اسمه ولا تزال صورته مرسومة على واجهة النادي وهو يتوسط علم مصر.

وتوجد بالداخل قاعة تحمل اسم الطفل محمد علاء مبارك حفيد مبارك الذي توفي عام 2009 وقاعة باسم سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق.

وتم تغيير اسم احدى المدارس من (الزعيم حسني مبارك) الى (مصر الحرة).

ولدى تفقده مقر مدرسة عبد العزيز باشا فهمي قال محافظ المنوفية المستشار اشرف هلال ردا على سؤال لمراسل رويترز عما اذا كانت هناك اجراءات خاصة لكفر المصيلحة "لا.. احنا عملنا لمحافظة المنوفية كلها اجراءات خاصة للتوعية والتسهيل على الناخبين والقضاة".