3 – 5 - 2009

الإسكندرية – محمد صلاح

 

وصف الأستاذ حسن العيسوى – الأمين العام لحركة معلمون بلا نقابة والمتحدث باسمها – منظومة التعليم فى مصر بأنها امتداد إلى حكومة اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى والذى حكم مصر أيام الاستعمار الإنجليزى لها .

 

وقال العيسوى فى ندوة بعنوان " نقابة ميتة " أقيمت مساء أمس السبت 2 / 5 بمقر حزب الجبهة بالإسكندرية أن حكومة اللورد كرومر أول ما بدأت احتلالها فى مصر عمدت إلى هدم ثلاث مواد أساسية فى المناهج التعليمية هى التاريخ واللغة العربية والدين الإسلامى مشيرا إلى أن أمة بلا تاريخ تعنى أنها أمة بلا عقل والدين الإسلامى يعنى منظومة القيم والأخلاق واللغة العربية تعنى الانتماء والقومية وأنه لن يحدث تقدم فى أى دولة فمن دول العالم دون الاهتمام بلغتها القومية مؤكدا على أن هذا ما أيقنه العدو الصهيونى وترجم كتب الطب والهندسة والعلوم المختلفة وأصبح يدرسها فى جامعاته باللغة العبرية .

 

وفجر العيسوى قنبلة من العيار الثقيل حين أعلن عن وجود 250 مدرسة فى مصر لا تقوم بتدريس اللغة العربية ومحظور على المعلم استخدام اللغة العربية داخل الفصل بالإضافة إلى تهميش مادة التربية الإسلامية وخفض درجات التاريخ واعتبارها مادة إختيارية مما وصفه بأن الاحتلال البريطانى غادر مصر وترك من ينوب عنه ويعمل أكثر كفاءة منه .

 

وقال المتحدث باسم الحركة متهكما :" العالم كله يعانى من أنفلوانزا الطيور والخنازير ونحن فى مصر نعانى من أنفلوانزا الحكومة وهى أخطر وباءا من المرض الآخر " مشيرا إلى أنه لا توجد سياسة تعليمية فى مصر حيث قامت نفس المنظومة التعليمية باختلاف أسماء الوزراء فيها بتعديلات وإلغاءات جوهرية كإلغاء الصف السادس وإعادته مرة أخرى وتحويل بعض المواد إلى الشكل الاختيارى ثم جعلها إجبارى مرة أخرى متسائلا :" ماذا قدم هؤلاء الفشلة على مدار 30 سنة " .

 

من جانبه أكد الأستاذ محب عبود – أمين سر الحركة وسكرتير لجنة حزب الغد بالإسكندرية – على أنه لا يمكن الحديث عن إصلاح حقيقى للتعليم دون الاهتمام بالمعلم واصفا المعلم بأنه حجر الزاوية فى العملية التعليمية موضحا أن الحديث عن الجودة والتطوير تعرض للمبانى والإلكترونيات ونسى الواقع المصرى حيث تطبق نظم الجودة على مدارس لا يتعدى عدد تلاميذ الفصل فيها 20 تلميذ بينما الفصل فى مصر يصل إلى 120 تلميذ فى بعض الأحيان ولا يقل عن 80 تلميذ معتبرا أن التعليم فى مصر لا يمكن أن ينصلح إلا عن طريق ثلاث محاور لا فصل بينها هى المعلم والتلميذ والمدرسة .

 

وطالبت الحركة فى النهاية الأحزاب والقوى السياسية والوطنية فى مصر بالتعاون معها لعمل مؤتمر قومى للتعليم فى مصر تتجرد فيه كل القوى من أفكارها وتوجهاتها المختلفة لتناقش قضية واحدة تتعلق بالأمن القومى المصرى حيث لا يمكن النهوض بالتعليم إلا بتجمع على محور واحد حتى نقف على ثغرة مفتوحة وطال فتحها لزمن طويل .