حمل نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية النظام السوري ومجلس الأمن الدولي مسؤولية تدهور الأوضاع في سوريا، معترفا بـ"فشل" جميع المبادرات الخاصة بحل الأزمة.
وقال العربي، خلال كلمة ألقاها اليوم الخميس أمام مؤتمر المعارضة السورية المنعقد حاليا بالعاصمة القطرية الدوحة، إن "النظام السوري يتحمل المسؤولية الأولى عن هذا التصعيد الخطير لأعمال العنف والقتل والدمار، ولكن يجب أن نقر أيضا بأن مجلس الأمن يتحمل مسؤولية خاصة في هذا الصدد".
وأضاف "كلنا يدرك حجم المعاناة وجسامة التحديات وفداحة التضحيات، التي يقاسيها يوميا الشعب السوري الشقيق جراء تمادي النظام السوري وآلياته العسكرية في اعمال القتل والتنكيل بالشعب السوري ومقدراته الوطنية".
واتهم أمين عام جامعة الدول العربية مجلس الأمن، وهو الجهة المعنية بالحفاظ على السلم والأمن الدولي، بــ"عدم الاضطلاع بمسؤولياته الاساسية في وقف أعمال العنف والتدمير وتوفير الحماية للمدنيين السوريين".
وسرد العربي مواقف الجامعة قائلا إنها "تطالب - ومنذ مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في اسطنبول - بضرورة صدور قرار ملزم عن مجلس الأمن في هذا الشأن، إلا أن مجلس الأمن وبكل أسف لم يستجب لهذه المطالبة، الأمر الذي فاقم من خطورة الموقف وتدهوره وأدى الى سقوط الآف الضحايا الأبرياء، وتدمير وتخريب المرافق الحيوية للدولة السورية".
وأشار إلى أن "جميع المبادرات العربية والدولية التي طرحت لحل الأزمة منذ أكثر من عام لم يكتب لها النجاح، سواء جاءت على مستوى الجامعة العربية، أو الأمم المتحدة وصولا الى مهمة وجهود المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية".
وشدد علي التزام الجامعة العربية بـ"دعم خيارات الشعب السوري وإرادته الوطنية الحرة في تقرير مستقبله السياسي، وكذلك الالتزام التام بالمحافظة على مقومات الدولة السورية، وسيادتها واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها".
وطالب العربي المعارضة السورية بـ"توحيد صفوفها"، قائلاً إن "تجربة الفترة الماضية من عمر الثورة السورية أثبتت أن حشد التأييد والدعم الدولي اللازمين لثورة الشعب السوري يظل مرهونا دائما - والى حد كبير - بمدى قدرة المعارضة السورية على توحيد رؤيتها المشتركة للتعامل مع متطلبات المرحلة الانتقالية، بحيث يمكن الاعتماد عليها في تولي مقاليد إدارة البلاد".
وأعرب أمين عام جامعة الدول العربية عن اعتقاده بأن "الفرصة لا زالت متاحة لتحقيق التقدم المنشود إذا ما أُحسن البناء على وثيقتي العهد الوطني وملامح المرحلة الانتقالية المتوافق عليهما في مؤتمر المعارضة السورية وكذلك بالبناء على حوارات الأيام الماضية في الدوحة وما تم انجازه على مستوى اعادة هيكلة المجلس الوطني السوري".
ودعا العربي، في نهاية كلمته بمؤتمر المعارضة السورية، لـ"دعم مهمة الأخضر الابراهيمي المبعوث الأممي والعربي المشترك لوقف الدم ووضع هذه الأزمة على مسار الحل السياسي المؤدي إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري في التغيير المنشود، مشددا علي ضرورة الاهتمام بعنصر الوقت".
الحصاد