أسماء حمدي.. الطالبة بالفرقة الثانية بكلية طب الأسنان جامعة الأزهر والمعروفة إعلاميا باسم "أسماء مصر" من ناشطات الجمعية المصرية للتغيير بمحافظة الشرقية، لم تكن تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وقت اعتقالها ضمن طالبات الأزهر، دخلت من باب الجامعة لتؤدي امتحاناً عملياً يوم 24 ديسمبر 2013، فتم اعتقالها من بين الطالبات عشوائيا، ولم تشفع لها توسلاتها لضابط الشرطة بأن يرسل معها أحد الأفراد للتأكد من أن لديها امتحانا عملياً، وأنه ليس لها علاقة بالتظاهرات، فقام بضربها بظهر مسدسه على رأسها وقدميها هي وخمس طالبات من داخل الحرم الجامعي وتم اصطحابهن إلى قسم شرطة ثان مدينة نصر.
 
قضت أسماء، الثمانية أشهر الأولى من الاعتقال دون تهمة ودون أحراز تذكر بل كان تجديد الحبس هو الأسلوب المتبع في كل مرة يتم عرضها على النيابة، حتى جاء يوم إخلاء سبيلها ليتحول إلى جنحة، وأمر وكيل النيابة بتجديد حبسها 4 مرات متتالية في كل مرة مدة 15 يومًا، حتى كانت المفاجأة بضم جنحتها لقضية متهم فيها آخرون منهم من هو خارج البلاد، ثم الحكم عليها يوم 22 فبراير 2014 بخمس سنوات حبس و100 ألف جنيه غرامة وتم ترحيلها إلى سجن دمنهور.
 
قامت أسرة أسماء باستئناف الحكم إلا أنه في الثالث والعشرين من نوفمبر الماضي قرر قاضي الاستئناف تأييد حكم الحبس عليها وزملائها من طلبة الأزهر بالحبس 5 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه.
 
أسماء تقوم بصنع شنط من التروكيه داخل السجن وتكتب عليها "صنع في السجن" وهذا ما جعل صحيفة الجارديان البريطانية تكتب تقريراً عنها تحت عنوان: "حقائب مصرية "صنع في المعتقل" يذيع صيتها خارج المعتقل، تلقت أسماء حمدي عشرات الطلبات لشراء الحقائب والأوشحة والأساور.

وأضافت الجارديان أن أسماء بدأت بصناعة الحقائب للعائلة والأصدقاء، ثم قام زميلات محبسها بطلب بعض الحقائب لأقاربهن، أما الآن فإن أسماء تجذب تغطية إعلامية محلية وتتلقى طلبات من الجمهور و العشرات من الطلبات عبر "فيس بوك".
 
وصرحت أسرة أسماء، أنها صنعت حوالي 50 حقيبة بسعر حوالي 60 جنيها للحقيبة الواحدة وفي خطاب حديث لها لمّحت أسماء إلى التفرغ للمشروع وتأجيل الدراسة.

 ولكن خطيبها يقول إن المال ليس هدفها الرئيسي، إنه لمجرد "توصيل رسالة" مفادها: "حتى لو قمتم بسجننا، فلن تتمكنوا من إيقافنا، ستظل أرواحنا حرة. مهما يحدث، السجن لن يوقف إبداعنا، وكما تقول أسماء: "نحن خارج حدود الانكسار".

في كل مرة تزورها عائلتها في المعتقل، يحضرون لها كيلوجراما من الصوف، وبعد أسبوعين تسلمهم المنتجات النهائية وتتزود منهم بالصوف للتشغيلة القادمة، سلطاتُ السجن ترحب ببيع الحقائب، ولكنها تصّر على إزالة ملصق "صنع في المعتقل" قبل خروج الحقائب من السجن، "لا يريدون الاعتراف بأنها في السجن" تقول والدتها: "يظنون أنها في حديقة أو ما شابه".