- د. عزت: النظام خسر معركة العسكرية لصالح الإخوان

- الحداد: أطالب الحزب الوطني بعمل مراجعات فكرية لمنهجه

- حشيش: العلماء يُسجنون واللصوص يتمتعون بالحرية!

- الزهراء: والدي حطَّم الرقم القياسي في سجون النظام الحالي

- قنديل: الشاطر وإخوانه يدفعون ضريبة الحرية لمصر

- بيومي: 10 سنوات للشاطر في السجون أهم إنجازات النظام

- إسحاق: مرحلتنا الحالية ترفض الإقصاء والاستبعاد

- عبود: قيادات الوطني الأولى بالمحاكمة والسجن

 

كتب- خالد عفيفي:

تحوَّلت الندوة التي نظَّمتها اللجنة القومية للدفاع عن سجناء الرأي بمقر حزب الكرامة، مساء اليوم- في ذكرى مرور أكثر من 3 أعوام على القضية العسكرية بحق المهندس خيرت الشاطر وإخوانه- إلى احتفال وطني وشعبي بالمهندس الشاطر وإخوانه، الذين قضوا سنوات وما زالوا خلف قضبان الظلم والعدوان.

 

التحية حاز النصيب الأوفر منها المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام؛ الذي أنهى عامه العاشر في سجون النظام، مرتين في محاكم عسكرية ظالمة، والبقية من خلال الاعتقال المتكرر.

 

من جانبهم أكد ممثلو القوى السياسية والوطنية أن محاكمة الإخوان أمام القضاء العسكري هي تصفية حسابات سياسية من قِبَل النظام الحاكم؛ الذي فشل في مواجهة شعبية الإخوان بشكل عملي، فلجأ إلى استخدام سلطاته لمحاربتهم بعد تأكده أنه سينهزم أمامهم في أي اختيار لرجل الشارع الذي أعطاهم صوته في انتخابات مجلس الشعب 2005م. 

الصورة غير متاحة
 

 

وأوضحوا أن المحاكم العسكرية تغوُّلٌ واضحٌ على القضاء المدني الطبيعي؛ الذي انتصر للحريات من خلال 6 أحكام قضائية بالبراءة، حصل عليها الشاطر وإخوانه، قابلها النظام بمحكمة عسكرية ظالمة، شهدت مهازل قانونية ليس لها عدد ولا حصر.

 

وفي كلمته أكد الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام أن الحرية أثمن ما أعطاه الله عزَّ وجلَّ للبشر بعد الدين، ولا ينالها إلا من سعى لها ونظر إليها تلك النظرة، ولم يعتبرها شيئًا استثنائيًّا، مؤكدًا أننا ما زلنا في الخطوات الأولى لهذا الطريق الطويل للحصول على الحرية.

 حساب الخسائر 

 

وأكد أن سبب ثبات الشاطر وإخوانه- باعتبارهم روادًا للحرية- يكمن في أن الحرَّ لا يرضى أبدًا بالظلم، ولكن الألم الذي يتعرَّض له يزيده إصرارًا على الثبات ويتحوَّل معه السجن الرهيب إلى بناء نفس عظيمة وقوية لمواجهة هؤلاء الظالمين، وشدَّد على أن المظلوم يشعر باستعلاء على البطش والاستبداد، يعينه على الصمود.

وأضاف أنه بحساب المكاسب والخسائر، فإن النظام هو من خسر فيالصورة غير متاحة المحكمة العسكرية الأخيرة للشاطر وإخوانه، والذين كسبوها ومعهم جموع الإخوان وجميع قوى المعارضة والشعب المصري، موضحًا أن النظام حاول- باعتقال الشرفاء والاستيلاء على أموالهم وغلق شركاتهم- أن يكسر إرادة الأمة، وهو ما لم ينجح فيه.

 

وأوضح د. عزت أن الاعتقالات عند الإخوان لا تكسر نفوسهم؛ لأنهم ينتظرون جزاءً عظيمًا أسمى ما يسعى إليه إنسان، فينزل بهم في أشدِّ وأحلك اللحظات شعورٌ يستغربه كثيرون بالطمأنينة والسكينة والاستفادة من الوقت وبناء هذه النفس.

 

وأوضح أن صمود عائلة الشاطر وثباتها يعبران عن شموخ هذه النفوس العالية التي لا تستجدي أحدًا وإنما تحرك مشاعر هذه الأمة؛ حتى تكون على هذا المستوى من الرقيِّ والإيمان بقضيتها، مضيفًا أن معركة الحرية طويلة، وتتطلَّب تضحيات أكثر من التي بُذلت.

 

وواصل د. عزت حديثه قائلاً: "لن نمنَّ أو نستكثر بما نقدم من تضحيات، وسوف نعتصم بالله تبارك وتعالى، وأملنا العظيم في الله بمواصلة طريق الحرية ومحطاته المختلفة، ونعاهده أن نمضي على الطريق ونقدِّم أنفسنا من أجل الحرية كمطلب سامٍ وفريضة من فرائض الإسلام"، مشيرًا إلى أن التفاف القوى الوطنية بدايةٌ مبشرةٌ لهذا الطريق.

 

وحيَّا د. عزت صمود أولاد وأحفاد الشاطر وإخوانه، سائلاً المولى عزَّ وجلَّ أن يجعلهم جيلاً صالحًا، يواصلون مسيرة الجيل القائد، وأن يفكَّ أسر ذويهم ويزيدهم ثباتًا.

 إرهاب منظَّم

وفي كلمته قال المهندس مدحت الحداد أحد أبطال العسكرية المفرج عنهم إن المحاكم العسكرية جزءٌ من الإرهاب المنظَّم الذي يمارسه الحزب الوطني الحاكم، مطالبًا قيادات الحزب بإجراء مراجعات فكرية حقيقية لبرنامج الحزب، متسائلاً: "هل يوجد صهيوني واحد في سجون الاحتلال"؟!.

 

الصورة غير متاحة

 م. مدحت الحداد

وأضاف أن الاتهامات التي وُجِّهت للشاطر وإخوانه جاءت دون دليل أو شاهد واحد، مشيرًا إلى أنه واجه رئيس المحكمة في إحدى الجلسات بهذا الحديث وطالبه بإخراج القرار الرسمي بحظر الإخوان المسلمين؛ الأمر الذي أحرجه بشدة ولم يستطِع الردَّ عليه.

 

واستنكر الحداد قيام المحكمة الدستورية العليا بالفصل في أزمة تعيين القاضيات في مجلس الدولة خلال 6 أيام، في حين بقي طعن المهندس خيرت الشاطر ضد إحالة المدنيين إلى المحاكم العسكرية حبيس أدراجها منذ عام 1995م دون فصل!.

ظلم الكفاءات

وتساءل الدكتور عصام حشيش الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة وأحد المفرج عنهم في القضية العسكرية: "هل يستحق أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسون هذا التجريم والظلم والطغيان، في الوقت الذي يُترك فيه المجرم الحقيقي يعيث فسادًا وتخريبًا في بلدنا؟!".

 

الصورة غير متاحة

د. عصام حشيش

 

وتلا د. حشيش قصيدةً نظمها خلال فترة اعتقاله تعبِّر عما لحق به وإخوانه من ظلم شديد، ويقينه بعاقبة الظالمين وما ينتظرهم من عقاب الله عز وجل، مقابل ما ينتظر المظلوم من ثواب عظيم. 

الشاطر الأسير

وفي كلمة أثارت شجون الحاضرين وتعاطففهم، أكدت الزهراء، الابنة الكبرى للمهندس الشاطر، أنه على الرغم من الألم الذي يعتصرهم لبقاء والدهم خلف الأسوار فإنهم يشعرون بفخر شديد للضريبة التي يدفعها، وتحطيمه للرقم القياسي للبقاء خلف أسوار السجن، خلال حكم النظام الحالي لمدة تجازوت عشر سنوات.

 

وأوضحت أن القضية العسكرية وصمة عار على جبين الوطن، الذي ردَّ بها النظام الحاكم على تضحيات وإسهامات وإنجازات مجموعة من أبناء مصر الشرفاء بالسجن، بدلاً من أن يدفع بهم إلى منصَّات التكريم، بينما المجرمون ينعَّمون ولا يحاسَبون. 

الصورة غير متاحة

زهراء خيرت الشاطر

 

وأضافت أن والدها رُزق بثماني بنات؛ ليس من بينهن واحدة إلا وكانت خطبتها أو زواجها وهو في السجن، ولم يحضر سوى إنجاب حفيدين من إجمالي 16 حفيدًا وحفيدةً، رزق بهم، فضلاً عن افتقاد أولاده له في معظم محطات حياتهنَّ المهمة.

 

وقالت: "أوجه سؤالاً واحدًا فقط لمن ظلم أبي وظلمنا: أما آن لهذا الفارس الأسير أن يحرَّر؟ أما آن لهذا الكابوس أن ينتهي ولهذه الخصومة الفاجرة أن تتوقف؟!".

ضريبة الحرية

من جانبه طالب عبد الحليم قنديل منسق حركة كفاية بالتوقف عن تذكر الآلام، وإنما تذكر البطولة والصمود والبسالة التي يسطِّرها المجاهدون؛ الذين يدفعون عن الشعب المصري ضريبة الحرية، مشيرًا إلى أن الشاطر وإخوانه أبطال للحرية وليسوا ضحايا.

 

وشدَّد على ضرورة نزول الجماهير المصرية إلى الشارع لإحداث التغيير والضغط على النظام، معتبرًا الاعتصامات المنتشرة حاليًّا بمثابة "بروفة" لهذا اليوم.

شخصية قومية

وقال جورج إسحاق المنسق السابق لكفاية إنه ينظر إلى الشاطر باعتباره شخصيةً وطنيةً وقوميةً ونموذجًا حيًّا، قدَّم تضحياتٍ كبيرةً على مدار تاريخه منذ قيادته للحركة الطلابية في أواخر الستينيات، مستنكرًا حرمان النظام أسرة الشاطر منه.

 

الصورة غير متاحة

جورج إسحاق

 

وأضاف أننا نقف على أعتاب مرحلة جديدة لا يقبل أحد فيها الإقصاء والاستبعاد، بل لا بد من الوقوف أمام هذا النظام المستبدّ الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، مطالبًا بسرعة الإفراج عن الشاطر وإخوانه.

إنجاز الظالمين

واعتبر محمد بيومي منسِّق حزب الكرامة "تحت التأسيس" أن حبس الشاطر أكثر من 10 سنوات متقطعة من أهم إنجازات النظام الحالي؛ الذي تسبَّب فساده واستبداده في تقارب أطياف العمل السياسي والوطني في مصر على نحو غير معهود.

 حق الإخوان

وقال عبد الغفار شكر القيادي بحزب التجمع إن الإخوان جماعةٌ وطنيةٌ سياسيةٌ، من حقها أن تنشط في المجتمع في إطار دستوري وقانوني، مشيرًا إلى علاقته الوطيدة بالشاطر وتعقبه لكافة مراحل حياته ونضاله المستمر خلالها، وبراعته في مجال تخصصه وفكره المستنير.

 عائلة أحمد أشرف

وأكد يحيى حسين منسق حركة "لا لبيع مصر" أن بداية إصلاح الشخصية المصرية بألا ينكسر أحد من معارضي النظام، مشيرًا إلى أن مواجهة النظام ضريبة يدفعها الجميع من حريته أو ماله أو وظيفته، وأكد أن الفساد والاستبداد وجهان لعملة واحدة، وأن الفساد لا يترعرع إلا في جوٍّ من الاستبداد السياسي.

 

وأكد أن ما يجده في عائلة المهندس أحمد أشرف أحد المحكوم عليهم بخمس سنوات في القضية العسكرية بحكم جيرته لهم؛ يجسِّد- بقوة- المأساة التي أفرزها النظام، وكيف لأبنائه أن يقضوا العيد تلو العيد وتمر عليهم المناسبات المختلفة دون وجوده وسطهم.

 محاكمة الوطني

وقال النائب سعد عبود عضو مجلس الشعب إن النظام الحالي يعمل لحساب أفراد وليس لصالح الشعب.

 وأكد أن قيادات الحزب الوطني هى من تستحق المحاكمة وليس الشرفاء من أبناء الوطن، مطالبًا الشعب المصري بالانتفاضة من أجل الحصول على حقوقه والعيش بكرامة وحرية كما تعيش الشعوب الأخرى.

 

شارك في الندوة عددٌ من قيادات الإخوان ممن قضوا 3 سنوات في المحكمة العسكرية الأخيرة، من بينهم: د. محمد علي بشر ود. محمود أبو زيد عضوا مكتب الإرشاد، وم. أيمن عبد الغني وم. ممدوح الحسيني وسيد معروف

 

ـــــــــــــــــــــــــ

المصدر : إخوان أون لاين