3/09/2009

ترددت أنباء في مصر عن قرب وصول قوات عسكرية أمريكية لمراقبة الحدود المصرية مع قطاع غزة الفلسطيني والذي يحاصره الكيان الصهيوني، حيث وصل وفد عسكري أمريكي إلى العريش وتفقد الحدود واقتحم مستشفى العريش للوقوف على كافة شئ تحتاجه تلك القوات حالما تأتي.

وقالت مصادر إعلامية: إن وفد أمني أمريكي رفيع المستوى اقتحم مستشفى مدينة العريش المصرية العام مساء أمس الثلاثاء عقب جولة تفقد خلالها نظام المراقبة الإلكترونية للحدود بين مصر وقطاع غزة المحاصر إسرائيليا، الأمر الذي اعتبرته قوى شعبية في سيناء "مظهرا من مظاهر الاحتلال".

وتعددت التكهنات بالأهداف من وراء الزيارة، لكن أبرزها كان لمراقبين قالوا إنها "مؤشر على اقتراب موعد وصول قوات أمريكية لمنطقة الحدود مع وجود مخاوف أمريكية من تعرضهم لإصابات، وهو ما جعل الأمريكان يستبقون القوات بالاطمئنان على المرافق الصحية القريبة".

ضم الوفد ثلاثة مسئولين أمنيين من السفارة الأمريكية بالقاهرة، هم أندي كوربكي الملحق العسكري، وأنتونى كمباجنا ملحق مكتب الأمن الدبلوماسي، وديفيد كالون مسئول التحقيقات بالبحرية الأمريكية.

وتفقد الوفد الأمريكي سير العمل في شبكة رصد الأنفاق الإلكترونية الجاري العمل بها على طول الحدود، وعند عودتهم باتجاه العريش (40 كم من الحدود) توجهوا إلى المستشفى العام بالمدينة؛ ما أربك مسئولي المستشفى لكون الزيارة مفاجئة، فرفضوا مقابلتهم بشكل رسمي والإجابة عن أسئلتهم لحين إحضار إذن زيارة رسمي من الجهات الإدارية العليا".

هذا الرفض دفع الوفد الأمريكي للتوجه على الفور إلى مديرية الصحة بشمال سيناء، لكن المسئول الأول بالمديرية رفض مقابلتهم، ليقتصر استقبالهم على الدكتور أحمد عبد الوهاب وكيل مديرية الصحة.

وقال محافظ شمال سيناء اللواء محمد شوشة في تصريحات صحفية: إنه لم يكن على علم مسبق بزيارة الوفد الأمريكي ولم يلتقهم، مؤكدا أن المحافظة لم تنسق لهذه الزيارة مع الوفد كما هو متبع في مثل هذه الزيارات.

وقدم اللواء شوشة تفسيرا لم يقنع أوساطا سيناوية مطلعة بقوله إن هناك خطة تطوير لمستشفى العريش أقرتها وزارة الصحة لتمكينها من استقبال مزيد من الحالات، وأضاف أن الزيارة جاءت في إطار المتابعة الأمريكية للخطة المصرية، بعد أن اعتمد الكونجرس الأمريكي 50 مليون دولار لإنفاقها على ضبط حدود مصر مع غزة.

وعن الدوافع الكامنة خلف الزيارة قال مهتمون ومراقبون للشأن الحدودي إنها تعطي مؤشرات على اقتراب وصول قوات أمريكية للمنطقة الحدودية، وأن ثمة مخاوف أمريكية صريحة من تعرض الجنود الأمريكيين لإصابات، وهو ما جعلهم يطمئنون على المرافق الصحية في المنقطة.

ويرى هؤلاء المراقبون أن الزيارة تعكس عدة حقائق، منها أن ثمة صلاحيات واسعة للوفود الأمريكية التي كان كل ما يقال عنها إنها في مهمة تفقدية عادية للحدود، لتخرج من نطاق المراقبة والاستماع للشرح الأمني المصري حول حصاد عمليات المراقبة وضبط الحدود إلى الاطمئنان على كفاءة المرافق الحيوية المهمة.

هذه الزيارة أثارت ردود فعل غاضبة بين أبناء سيناء، وكانت أول هذه الردود من قبل "اللجنة الشعبية لحقوق المواطن" في العريش، حيث أصدرت بيانا بعنوان:  "قوات أمريكية تقتحم مستشفى العريش".

وجاء في البيان: "في مظهر حاد من مظاهر الاحتلال قام ثلاثة ضباط أمريكيون بالتوجه إلى مستشفى العريش واقتحامها بعد رفض مديرها ومدير الصحة استقبالهم، وأشاعوا الرعب والغضب وسط المرضى بحجة تفقد استعداد المستشفى لأي عمليات حربية".

وأضاف: "أي أننا أصبحنا ساحة حرب تجهز لصالح أمريكا وإسرائيل، بل ها هي أراضينا ومدننا ومؤسساتنا محتلة بالكامل منهم.. أمام هذه التطورات غير المسبوقة، والتي حذرنا منها كثيرا، ليس أمامنا إلا أن نؤكد ونيابة عن كل المواطنين أننا نحتفظ بحقنا في مقاومة أي مظهر من مظاهر الاحتلال (...) حتى موتنا أو قتلهم".

وجاءت هذه الزيارة بعد خمسة أيام من زيارة مماثلة لوفد أمني أمريكي للمنطقة ضم اثنين من الخبراء العسكريين التابعين لمكتب التعاون الأمريكي وضابطا عسكريا أمريكيا ثالثا من أصل لبناني يدعى وليد نصر.

وتفقد هذا الوفد مسار الخط الحدودي من ساحل البحر شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا, وعقد بعدها لقاء مغلقا مع مسئولين مصريين استمع خلاله لعرض مصري حول ما قامت به أجهزة الأمن المصرية من جهود لإحباط عمليات التهريب إلى غزة وهدم الأنفاق، بحسب مصادر مطلعة.

الزيارات الأمريكية للحدود، والتي تأخذ طابعا عسكريا ودبلوماسيا وسياسيا، تكثفت منذ العدوان الإجرامي الصهيوني على غزة في ديسمبر ويناير الماضيين، وهو ما يراه مراقبون إصرارا من القاهرة على إخلاء ذمتها من الانتقادات الإسرائيلية الموجهة لها بعدم بذل جهود كافية لوقف عمليات التهريب إلى غزة، التي تسيطر عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خاصة السلاح.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : وكالات