31 / 10 / 2008

 أغلقت الولايات المتحدة أمس فقط سفارتها بدمشق لـ"أسباب أمنية"، بالتزامن مع مظاهرة شعبية بالعاصمة السورية؛ احتجاجا علي الغارة التي شنتها القوات الخاصة الأمريكية الأحد الماضي علي قرية السكرية بمنطقة "البوكمال" الحدودية مع العراق وأسفرت عن مقتل 8 مدنيين.



وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية في دمشق إن السفارة ستغلق ليوم واحد بسبب "تصاعد الخطورة الأمنية". وامتنع المتحدث عن التعليق عما إذا كان عدد الدبلوماسيين الأمريكيين في سوريا أو وضعهم سيتغير.
وردا علي تخوف دبلوماسيين أمريكيين من تصاعد أعمال العنف في المظاهرة الشعبية بدمشق احتجاجا علي الغارة الأمريكية، أوضح مصدر، علي دراية بتخطيط المظاهرة أنها ستقام بعيدا عن موقع السفارة. وقال: "لا توجد خطط لتنظيم مسيرة نحو السفارة، ربما يتم إحراق العلم الأمريكي، ولكن المظاهرة ستكون سلمية".
وشهدت منطقة البوكمال مظاهرات حاشدة، شارك فيها عشرات الآلاف من السوريين أمس الأول الأربعاء "احتجاجا علي العدوان الأمريكي الغادر... تم إحراق الأعلام الأمريكية والإسرائيلية وسط هتافات المواطنين الغاضبين، التي شجبت الغدر والعدوان " بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا." وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته "إزاء هذه الجريمة الأمريكية بحق المدنيين الأبرياء".
وأكد روبرت وود نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الخارجية السورية استدعت القائمة بالأعمال الأمريكية بدمشق، ماورا كونيللي، الأربعاء وأبلغتها بشكل رسمي قرار مجلس الوزراء السوري إغلاق المركز الثقافي الأمريكي فوراً، وكذلك المدرسة الأمريكية بحلول السادس من نوفمبر القادم. وقالت ماورا للحكومة السورية إن الولايات المتحدة "تتوقع منها أن توفر الحماية الملائمة لتلك المباني" عقب إغلاقها.
وقال مراقبون ودبلوماسيون غربيون في دمشق إن هناك استياء كبيرا في سوريا من السعودية، التي لم تستنكر الغارة والتزمت الصمت الرسمي بعد الغارة مثلما فعلت بعد انفجار السيارة المفخخة في دمشق في فبراير الماضي. وقالوا إن دمشق تعتبر موقف المملكة شديد السلبية والقسوة.
وقالت صحيفة "بوسطن هيرالد" الأمريكية إن لدي السوريين الوقت من الآن حتي منتصف يناير القادم ليعبروا عن غضبهم، في إشارة إلي موعد تسلم الرئيس الأمريكي الجديد مهام عمله. وأضافت أن الرئيس الأمريكي الجديد مدين للرئيس الحالي جورج بوش بشكل كبير إزاء الغارة التي اعتبرتها "أفضل من لا شيء" لأنها أسفرت عن مقتل أبو غادية أحد أبرز العناصر- إن لم يكن أبرزهم علي الإطلاق- التي تسهل للمقاتلين الأجانب الدخول إلي العراق والاتصال بالقاعدة.
وقررت دمشق عدم حضور اجتماع اللجنة العليا السورية العراقية المشتركة الذي كان من المتوقع عقده 12 نوفمبر القادم.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن بلاده "تنتظر توضيحا من الحكومتين العراقية والأمريكية لما جري وإذا لم يكن الرد مقنعا فإن سوريا تدرس خيارات تعرف الولايات المتحدة أنها مؤلمة". لكن المعلم استبعد أن تشمل الخيارات الرد العسكري