تعيش السلطات الانقلابية حالة من التخبّط والتداخل، في انتظار قرار إيطالي، وربما أوروبي، بشأن قضية مقتل الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني، في القاهرة، والعثور على جثته في 25 يناير الماضي.


ومع تصاعد الموقف الإيطالي، بدأت وسائل إعلام انقلابية الترويج لرواية أمنية جديدة بشأن مقتل ريجيني، تفيد بأنه "لم يُقتل تحت وطأة التعذيب، وأن ما بدا على الجثمان عند العثور عليه في منطقة نائية بمدينة السادس من أكتوبر، يرجع لكونه دُفن لنحو 14 ساعة، وهو ما تسبّب في تيبّس الجثة وظهورها بحالة رثّة".


وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة "البوابة نيوز" التابعة للانقلا بالعسكري عن مصادر أمنية تابعة لجهاز الأمن الوطني، أن "عدداً من الأشخاص بمنطقة أكتوبر، عثروا على الجثمان مدفوناً في صحراء المدينة، بعدما نبشتها "كلاب ضالّة".


فيما كشفت مصادر دبلوماسية مصرية أن "جهود الوساطة، ومحاولة التودّد لدى إيطاليا، فشلت في الحدّ من التداعيات المحتملة إذا ما ثبت تورّط جهاز أمني مصري في الحادث".


مع العلم أن الأجهزة الأمنية المصرية تابعت إنتاج رواياتها المسرّبة بشأن واقعة مقتل ريجيني، في محاولة منها للخروج من الأزمة الدبلوماسية التي سبّبتها الحادثة، بعدما صعّدت روما من لهجة تصريحاتها ضد القاهرة في ظل عدم جدية النظام المصري في الإعلان عن الفاعلين الأساسيين، مع توصّل فريق البحث الإيطالي إلى قناعة مفادها أن "جهازاً أمنياً هو من يقف وراء مقتل مواطنهم".


وتنضمّ الرواية الجديدة إلى عدد من الروايات التي يقف خلفها جهاز الأمن الوطني، بدءاً من تقدم مواطن للنيابة وإعلانه امتلاكه شهادة متعلقة بمقتل ريجيني، مدّعياً بأنه "شاهده خلف القنصلية الإيطالية بمنطقة وسط البلد، وهو يتشاجر مع زميل أجنبي له". مع العلم أن سيارة تابعة لجهاز الأمن الوطني، نقلت "المواطن" إلى استوديو قناة "صدى البلد"، حيث يبثّ برنامج الإعلامي أحمد موسى، ليروي شهادته، قبل أن تكتشف النيابة بعد ذلك كذبه، وتعتبره "شاهد زور"، وتحرّك بلاغاً ضده لدى النائب العام بتهمة "الشهادة بالزور".


أما الرواية الأخرى، فمتعلقة بقتل خمسة أفراد من أعضاء عصابة تخصصت في سرقة الأجانب بالإكراه، والعثور على مقتنيات ريجيني كاملة في مسكن شقيقة أحدهم. وهي الرواية التي ثبت كذبها أيضاً، ووصفتها وسائل إعلام إيطالية بـ"الساذجة". وما بين تلك الروايات ظهرت أخرى غير رسمية سعت أجهزة أمنية لتسريبها عبر كتّاب محسوبين عليها، ومنها أن مقتل ريجيني يرجع لعلاقات نسائية، وهي الروايات التي نفاها أيضاً أصدقاء ريجيني والمقرّبون منه بالقاهرة.