بقلم : د.محمد محسوب - وزير الدولة للشئون النيابية والقانونية بعهد الرئيس محمد مرسي

دموع إسراء الطويل ذكرتني بالمرة الأولى التي اعتُقلت فيها ولم يتجاوز سني السابعة عشر..
فجر عيد الأضحى.. تهمتي أبيات شعر وخطبة ألقيتها في مدرستي الثانوية
في سجن القلعة أمضيت 12 يوما في تحقيق وتعذيب مرّت كأنها 12 سنة..
لم أر والدتي إلا من خلال سيارة الترحيلات بعد شهرين..
بعد تنقلي بين عدة ليمانات وسجون لسبعة أشهر، أُفرج عني..
بسببها غيّرت مساري التعليمي لكلية الحقوق..
ظلّ الاختطاف والمتابعة والتقارير الأمنية تُلاحقني في كل خطوة من حياتي..
رغم تفوقي وتصدري لدفعتي بالجامعة رُفض تعييني بأي وظيفة .. حتى عُينت في جامعة المنوفية بعد قضايا وإجراءات مطولة.. كان يوم تسلمي لوظيفتي حدثا تاريخيا في سجلات أمن الدولة بالمنوفية يشهد عليه مدير أمنها وقتذاك والذي أصبح وزيرا للداخلية لاحقا..
كنت كلما سافرت أو عُدت تُلاحقني تقارير أمن الدولة لما سافرت وليتك ماعُدت..
حتى عمادة كلية الحقوق وصلتْ لي مُضطرةً ورغم أنوفهم بعد أن استُبعد كل الأساتذة بالكلية للتحقيق.. ولم يتبق سوى أصغر أستاذ.. 
اكتفوا بتسميني قائما بأعمال العمادة ثلاثة أشهر تُمد مرة بعد مرة.. انتظارا لعودة أستاذ مُعار أو ترقية آخر ليس له تاريخي من سوء الأدب مع نظام مبارك..
شاء الله أن قامت ثورة يناير ليكون تعييني عميدا بعدالة الثورة..
والباقي تعرفونه..
قصة تكررت مع آلاف المصريين.. واليوم تتكرر مع إسراء وآلاف من جيلها.. بل وربما بصورة أشد بشاعة..
أوقن بانتصار هذا الجيل ورفضه لتكرار قصة الاستبداد..
فكل طفل في مصر يعلم أن ما يجري مع إسراء اليوم إن مرّ.. سيجري معه غدا عندما يُصبح يافعا..
أرى إسراء غدا مع جيلها تقود مصر للحرية والعدل..
وأرى سدنة النظام يتدافعون لتحيتها وتقديم قرابين الطاعة..
لكن جيل إسراء لا يقبل طاعة.. ولن يغرّه نفاق من تعود على النفاق.. إنما سيصنع مستقبلا مختلفا.. أكثر إشراقا وحرية وكرامة وعدلا..
فصبرا إسراء..
#‏راجعين_للميدان