كتب - الباحث السياسي / أحمد فهمي :
 
هل تعلم ما هي "الكارثة الكبرى" التي يشارك فيها حزب النور حاليا؟..
إنها  إعادة برمجة الإسلام - سياسيا..
نعم لا تُصدم.. هي كذلك بالفعل..

إعادة برمجة الشريعة، وما يتعلق بتطبيقها، وكيفية التعامل مع مخالفيها وأعدائها..
وكيفية التعامل مع أهل البدع، ومع أنظمة الحكم العلمانية، ومع الأقليات، ومع القوى السياسية العلمانية..
كيفية التعامل مع المؤسسات الدينية الرسمية المروجة للانقلاب، والمنتمية مباشرة إلى حقبة مبارك..

إنها عملية كبرى تجري على قدم وساق منذ شهور طويلة، على مراحل متتالية..
أولها، كان إجراء عملية" غسيل مخ" داخلية لإقناع الأتباع بالصياغة الجديدة للإسلام- سياسيا..
المرحلة الثانية، ستكون: السعي للترويج لهذا "النموذج المبرمج للإسلام" في المحيط العربي، وبحسب تصريحاتهم سيبدأ ذلك في الأيام القادمة..
المرحلة الثالثة، هي تحويل هذا النموذج إلى "سقف" للعمل الإسلامي غير مسموح بتجاوزه، ويتم محاكمة أي فضيل مخالف بناء على معطياته وتطبيقاته..

الأمر خطير بالفعل..
محاولات كثيرة سابقة قام بها أعداء الإسلام لإعادة صياغته من جديد بما يتوافق مع مصالحهم،
لكنها المرة الأولى التي يتصدر فيها تيار إسلامي- وسلفي- لتولي هذه المهمة، وما يثير الاشمئزاز أنها تتم تحت شعار "حماية الشريعة والحفاظ عليها"..

لو قمت بعملية بحث عادية، لمراجعة أدبيات الدعوة، حتى على مواقعهم، أو أشرطتهم الصوتية، ستكتشف بسهولة الانقلاب الحاد في المواقف والتصورات والرؤى والأحكام، فما أقوله ليس اتهاما، بل هو حق مشاهد ومكشوف تماما..

لا أتهم كل القيادات في حزب النور أو الدعوة السلفية، قد يكون بعضهم مشاركا بإرادته، وقد يكون بعضهم متورطا، وربما كان أكثرهم غافلا، لكن النتيجة واحدة، وهي أن الحزب مصرٌ على المضي في طريقه..

مشكلتهم الكبرى أنهم يظنون أنهم يحسنون صنعا، وأنهم فاهمون ومستوعبون ومنتبهون، بينما هم من أغفل الناس عن فهم دهاليز السياسة وتعقيداتها، ومن يقترب منهم ويتعامل معهم، يدرك ذلك جيدا.