قال الكاتب "الإسرائيلي" ومقدم البرامج التلفزيونية الشهير بن كاسبيت إن "إسرائيل" لا ترى نهاية وشيكة للهبة الفلسطينية بالرغم مما وصفه بالانخفاض الملحوظ في العمليات الفلسطينية، بعد أن كان يسجل طوال الأشهر الستة الماضية تنفيذ ستين عملية شهريا.


وأضاف الكاتب في مقال تحليلي مطول له بصحيفة معاريف، أن هجمات الطعن بالسكاكين قلت، مقابل زيادة ملحوظة في عمليات إطلاق النار، وانخراط المزيد من الخلايا المنظمة، ومحاولات متزايدة للتسلل إلى التجمعات الاستيطانية "الإسرائيلية" في الضفة الغربية.


وتابع أن الوضع الأمني في الضفة الغربية أصبح متأزما بسبب الوضع السياسي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، والتكتلات التنظيمية داخل فتح تتزايد وتصل إلى طريق مسدود، في حين أن حركة حماس تسعى عن بعد لإشعال الضفة الغربية، وبجانب كل ذلك يمكن قراءة حالة الإحباط في الشارع الفلسطيني الذي وجد ترجمته في تسلل عدد من فلسطينيي قطاع غزة إلى مناطق مستوطنات غلاف غزة للبحث عن الأكل والعمل.


وأوضح أن هذه الحالة تمثل نمط الصورة السائدة بين الفلسطينيين ممن يجدون أنفسهم في أسفل السلم الاجتماعي، ليس لديهم أمل في الحياة، وليس هناك من شيء قد يهدد حياتهم، لأنه لم يعد لديهم ما يخسرونه، وفي هذه الحالة حين يتعرضون لحالة من التحريض والخوف على المسجد الأقصى، فإنهم يستلون سكاكينهم ويقررون تنفيذ عملية فدائية ضد أي جندي أو شرطي إسرائيلي - بحسب رؤية الكاتب الإسرائيلي.


ونقل الكاتب عن مسؤول أمني فلسطيني في مدينة الخليل قوله إن حقبة "العمليات الاستشهادية" قد انتهت، وما لدينا اليوم من حالة لا تشبه "المسلحين الاستشهاديين"، وإنما تشبه "الإستشهاديين العاديين"، وهم أفراد يضعون حدا لحياتهم.


وشهدت الأسابيع الأخيرة تراجعا في حملات التحريض -بحسب بن كاسبيت- في الوسائل الإعلامية التابعة للسلطة الفلسطينية بسبب التعليمات التي أصدرها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يحاول تحسين موقعه السياسي لتهيئة نفسه للتعامل مع ما وصفه الكاتب بالتهديد الحقيقي المتمثل في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومساعيها للسيطرة على الضفة الغربية.


وقال بن كاسبيت أن جميع الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" تدعم خطوات وزير المالية "الإسرائيلي" والتي تتمثل في التسهيل على الفلسطينيين، وتوصيل الأموال إليهم، والسماح للعمال الفلسطينيين بالعمل داخل "إسرائيل" لتحسين حياتهم، والعمل على إيجاد أمل لديهم، في محاولة منها لإبعادهم عن انتفاضة السكاكين.


وختم بالقول أنه يجب على "الإسرائيلين" اختيار السياسة المناسبة في كيفية التعامل مع السلطة الفلسطينية التي تحاول التمتع بالحماية الأمنية لها من قبل "إسرائيل"، والعمل من تحت مظلتها الأمنية من جانب، ومن جانب آخر تعمل على تشويه صورة "الإسرائيليين" في الساحة الدولية.