أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية شماتة واضحة في نجم الكرة المصرية المعتزل محمد أبو تريكة بعد قرار سلطات الانقلاب إحالته للنيابة العامة للتحقيق معه في اتهامه بتمويل "جماعة محظورة".

وكانت لجنة مصادرة أموال جماعة الإخوان المسلمين التي تشكلت بعد انقلاب يوليو 2013 قد قررت إحالة نحو 1400 شخص وشركة متحفظ على أموالهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم في اتهامات بدعم وتمويل جماعة الإخوان والنظر في إحالتهم للمحاكمة الجنائية، ومن بينهم أبو تريكة.

وقالت القناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي، بلهجة تشف واضحة، إن أبو تريكة الشهير بلقب "أمير القلوب" تم استدعاؤه من قبل النيابة للتحقيق في تمويل الإخوان المسلمين، مشيرة إلى تزايد التوقعات بأن يتم سجن أبو تريكة "الذي تعاطف مع غزة" قريبا في الزنزانة ذاتها التي تضم بين جدرانها قادة الجماعة. على حد تعبيرهم.

وأضافت القناة، في تقرير لها يوم الاثنين، أن "أبو تريكة الذي يعد أحد أعظم لاعبي كرة القدم المصرية، والذي أعلن أكثر من مرة تأييده لقطاع غزة في مواجهة إسرائيل، اتضح الآن أنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونا في مصر"على حد قولهم.

وتابعت القناة السابعة المقربة من المتشددين اليهود: "إن إسرائيل لم تنس ما فعله أمير القلوب عام 2008 في بطولة الأمم الأفريقية عندما احتفل بإحراز هدف في مرمى المنتخب السوداني وكشف عن قميص يرتديه مكتوب عليه عباراة "تعاطفا مع غزة"، ونجح حينها في لفت أنظار العالم إلى معاناة الفلسطنين المحاصرين في القطاع، وهي الخطوة التي كانت سببا في تربعه على عرش الرياضة المصرية والعربية ليصبح بطلا قوميا منذ ذلك اليوم".

واستطرد التقرير: "الآن يواجه أبو تريكة اتهامات خطيرة بالانتماء لتنظيم إرهابي وتمويله، وهي الاتهانات التي إن ثبتت فإن أعظم اللاعبين المصريين قد يجد نفسه رفيق الزنزانة لقادة الإخوان قريبا" على حد وصفهم.

وكانت حكومة الانقلاب قد أصدرت قرارا في شهر مايو 2015 بمصادرة أرصدة وأموال شركة سياحة يملكها تأسست عام 2013 ويملكها محمد أبو تريكة، كما صادرت أيضا الأموال السائلة المملوكة للاعب.

وبعد تقديم أبو تريكة تظلمين سابقين أمام القضاء على قرار مصادرة أمواله، قبلت المحكمة قبل أسبوعين طعنه وحددت جلسة في شهر أبريل المقبل لنظر رفع الحظر عن التصرف في أمواله، لكن سرعان ما تمت إحالته للنيابة مجددا للتحقيق في الاتهامات الملفقة بالانتماء وتمويل جماعة الإخوان المسلمين.

السيسي لم ينس تأييد أبو تريكة لمرسي

وفي تقرير لها، الاثنين، وصفت وكالة الأنباء الفرنسية، أبو تريكة بأنه أحد أعظم اللاعبين الأفارقة في جيله، لكن ذلك لم يشفع له عند نظام السيسي الذي لم ينس له تأييده للرئيس محمد مرسي إبان ترشحه للرئاسة عام 2012.

وبسبب حملة الانتقادات الحادة التي يتعرض لها أبو تريكة من مؤيدي الانقلاب، أصبح أبو تريكة يتجنب التعبير عن آرائه السياسية علنا منذ نحو ثلاثة أعوام، مكتفيا بالتعليق على الأحداث الرياضية أو كتابة أدعية دينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ونفى أبو تريكة في أكثر من مناسبة انتماءه للإخوان المسلمين، مؤكدا أن شريكه في شركة السياحة "أصحاب تورز" ربما يكون على علاقة بالجماعة.

ويزخر تاريخ أبو تريكة بالعديد من الألقاب والإنجازات التي حققها مع النادي الأهلي أو منتخب مصر، من بينها الفوز بلقب أفضل لاعب في أفريقيا، وقيادة منتخب مصر لإحراز كأس الأمم الأفريقية مرتين متتاليتين عامي 2006 و2008.

وعقب قرار التحفظ على أمواله، أكد أبو تريكة كثيرا تمسكه بالبقاء في مصر وعدم مغادرتها أيا كانت الأزمات التي يواجهها، وكتب عبر "تويتر" قائلا: "تتحفظ على الأموال وتتحفظ على من تتحفظ عليه، لن أترك البلد وسأعمل فيها".

وبعد إحالته للنيابة، دشن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وسما (هاشتاغ) جديدا بعنوان #أبوتريكة_خط_أحمر، هاجموا فيه القرار وأكدوا أن الانقلاب ينتقم من كل الشرفاء في مصر ومن بينهم أبو تريكة.

من جهته، أكد محمد عثمان، محامي أبو تريكة، ثقته في موقف موكله القانوني، مشيرا إلى أنه سيقدم للنيابة كل ما ينفي التهم المنسوبة إليه.