في ظهور لافت للمتحدث العسكري الجديد باسم "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة حماس، أعلنت الكتائب رسمياً عن استشهاد نخبة من أبرز قادتها العسكريين والأمنيين، وعلى رأسهم قائد هيئة الأركان والناطق العسكري السابق، وذلك إثر ما وصفته بـ "خرق الاحتلال للتهدئة واستئناف الحرب في مارس الماضي".
واستهل الناطق كلمته برسالة معنوية، مؤكداً يقين الحركة بأن "الله لن يضيع أعمال المجاهدين ولا دماء الشهداء"، وداعياً الشعب الفلسطيني والأمة إلى الثقة بأن "الدوائر ستدور على الظالمين". وأشار إلى أن هؤلاء القادة "أدوا أدوارهم في غرف القيادة والسيطرة وميادين المعركة دون كلل"، ليلتحقوا بقافلة طويلة من الشهداء.
وقد فصل البيان أسماء ومناصب القادة الشهداء على النحو التالي:
1. حذيفة الكحلوت (أبو عبيدة).. كشف الستار عن "صوت المعركة"
في سابقة نادرة، ودعت الكتائب الناطق العسكري السابق باسمها، كاشفة عن هويته الحقيقية: "حذيفة سمير عبد الله الكحلوت". ووصف المتحدث الجديد سلفه بأنه كان "صوت الأمة ورجل الكلمة والموقف"، مشيداً بدوره في قيادة منظومة الإعلام العسكري باقتدار على مدار عقدين.
وأوضح البيان أن "الكحلوت" ظل حاضراً في قلب المعركة رغم الاستهداف المتكرر والخطر الشديد، حيث شكل مصدراً رئيساً للمعلومات للجمهور الفلسطيني وحتى لجمهور الاحتلال، مساهماً في نقل مجريات "طوفان الأقصى" للعالم، قبل أن يرتقي شهيداً.
2. محمد السنوار (أبو إبراهيم).. العقل المدبر وقيادة الأركان
نعى البيان القائد محمد السنوار، الذي تولى قيادة أركان الكتائب في مرحلة بالغة التعقيد خلفاً للقائد محمد الضيف. وُوصف السنوار بـ"صاحب العقلية الفذة"، حيث كان له الدور الأبرز في التخطيط والتنفيذ لعملية السابع من أكتوبر، فضلاً عن إشرافه المباشر على الخطة الدفاعية خلال الحرب المستمرة على القطاع.
3. محمد شبانة (أبو أنس).. قائد لواء رفح
أعلن المتحدث استشهاد قائد لواء رفح، محمد شبانة، الذي ارتقى رفقة السنوار. واستعرض البيان السجل العسكري الحافل لشبانة، مشيراً إلى إسهاماته المتنوعة بين الإعلام والإمداد، ومشاركته في عمليات نوعية تاريخية مثل "الوهم المتبدد" و"نذير الانفجار" وأسر الجندي "هدار غولدن"، وصولاً إلى دوره القيادي في معركة طوفان الأقصى.
4. رائد سعد (أبو معاذ).. مهندس التصنيع العسكري
تضمن البيان نعياً لقائد ركن التصنيع العسكري وقائد ركن العمليات الأسبق، رائد سعد. ووصفه الناطق بـ"الشيخ الرباني الوقور" الذي واصل العمل ليل نهار لسنوات طويلة في ميادين الإعداد والتصنيع لتعزيز قدرات المقاومة العسكرية.
5. حكم العيسى (أبو عمر المهاجر).. الخبرة الإقليمية
كما كشفت الكتائب عن استشهاد القائد حكم العيسى، الذي وصفته بـ"القائد الرباني المتواضع". وأشار البيان إلى أن العيسى تنقل بين ساحات القتال في لبنان وسوريا قبل استقراره في غزة، حيث شغل مواقع حساسة، أبرزها قيادة ركن الأسلحة القتالية، وركن التدريب، وهيئة المعاهد والكليات العسكرية.
واختتم الناطق العسكري البيان بتعهد الحركة بمواصلة المسار الذي خطه هؤلاء القادة، مؤكداً أن دماءهم ستظل الدافع والوقود لاستمرار المقاومة حتى تحقيق أهدافها.

