أعاد مقطع فيديو متداول على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي إشعال الجدل حول الحالة الأمنية في الشارع المصري، بعد أن أظهر شابًا يستوقف المركبات على طريق الصف بمحافظة الجيزة، وهو يحمل ما بدا أنه سلاح آلي، في مشهد أثار الذعر بين المواطنين، وطرح تساؤلات خطيرة حول غياب التواجد الأمني وقدرة أجهزة الدولة على بسط السيطرة وحماية الطرق العامة.

 

المقطع، الذي انتشر كالنار في الهشيم، وثّق لحظات قيام الشاب بإيقاف مركبات – بينها «توك توك» – وسط طريق عام، دون أن يظهر في المشهد أي تدخل فوري من رجال الشرطة أو نقاط تأمين، الأمر الذي دفع كثيرين إلى اعتبار الواقعة دليلًا جديدًا على ما وصفوه بـ«الانفلات الأمني».
 

 

صدمة الشارع وأسئلة بلا إجابة

 

مع تداول الفيديو، عبّر مواطنون عن مخاوفهم من تكرار مثل هذه الوقائع، معتبرين أن مجرد قدرة شخص واحد على الظهور بسلاح – حقيقيًا كان أم مقلدًا – وإيقاف السيارات في وضح النهار، يعكس حالة من غياب الردع، ويزرع الخوف في نفوس الأهالي، خاصة في ظل تزايد الجرائم الفردية وانتشار السلاح غير المرخص في بعض المناطق.

 

رواية وزارة الداخلية

 

في مواجهة الغضب الشعبي، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا رسميًا نفت فيه وجود واقعة تهديد حقيقية، مؤكدة أن الفيديوهين المتداولين يعودان إلى عام 2023، وأن السلاح المستخدم ليس سوى «سلاح هيكلي بلاستيكي».

 

وجاء في البيان أن الأجهزة الأمنية، بعد الفحص، تمكنت من تحديد وضبط مرتكب الواقعة، وهو عامل مقيم بدائرة مركز شرطة الصف، وضُبط بحوزته السلاح الظاهر في الفيديو، وتبيّن أنه غير حقيقي. كما اعترف – بحسب البيان – بأن المشاهد «تمثيلية» صوّرها بغرض تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم أعاد نشرها مؤخرًا لتحقيق أرباح مالية. وأضافت الوزارة أنها ألقت القبض أيضًا على الشخص الذي قام بالتصوير، وهو سائق «توك توك»، وضُبط الهاتف المحمول المستخدم في التسجيل.

 

 

تشكيك وانتقادات

 

رغم الرواية الرسمية، لم تُنهِ تصريحات الداخلية حالة الجدل، بل زادت منسوب الشك لدى قطاعات واسعة من المتابعين، الذين رأوا في البيان محاولة لاحتواء الغضب وتخفيف وطأة المشهد، بدلًا من الاعتراف بوجود خلل أمني حقيقي.

 

وانتقد حقوقيون وإعلاميون ما وصفوه بـ«الاستخفاف بعقول المواطنين»، مؤكدين أن الخطر لا يكمن فقط في نوع السلاح، بل في إمكانية تصوير مشهد كهذا في طريق عام، وغياب أي ردع فوري، فضلًا عن أن إعادة نشر الفيديو – حتى لو كان قديمًا – أعاد إحياء المخاوف ذاتها التي لم تُعالج من الأساس.